اللقاء الأخير

غازى سورى الموطن و مصرى الهوى

تحقيق ليلى دسوقى

بسم الله الرحمن الرحيم : قال الله تعالى ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُور  صدق الله العظيم ( ال عمران 185 ) 

و قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم(عش ما شئت فانك ميت ، و احبب من شئت فانك مفارقه ، و اعمل ما شئت فانك مجزى به ) صدق رسول الله

كنت فى ندوة بهيئة خريجى الجامعات ديسمبر 2020

و حضر وفد من رابطة الادب الحديث تلك الندوة و هم

( الاستاذ فايز و الاستاذة سعاد و الاستاذ محمد غازى ) لدعوة الجميع لحضورمناقشة المجموعة القصصية للاستاذ غازى

و قد تعرفت عليه لاول مرة و قلت له :

سيادتك مصرى

قال لى : لا انا سورى و اعيش بمصر منذ فترة و ابنى يعيش بالكويت

اخر الندوة دعا الاستاذ محمد غازى الجميع لحضور مناقشة مجموعته القصصية الجديدة هواء اخر

و بالفعل ذهبت لاول مرة فى حياتى الى رابطة الادب الحديث يوم الثلاثاء لحضور ندوة الاستاذ محمد غازى شهر ديسمبر 2020

افتتحى  الاستاذ فايز الندوة بكلمته كالمعتاد و توالت كلمات الحاضرين و منهم الاستاذ سيد الرشيدى و الشاعر اسامة عيد و الاستاذة سعاد عبد الله و الدكتورة وفاء و اخير كلمة الاستاذ محمد غازى التدمرى و قام بتصوير و تسجيل الندوة الشاعر عيد ابو زاهر

كان يوم ظريف و التقط لنا الشاعر عيد ابو زاهر عدة صورجماعية تذكارية تم نشرها فى موقع الرابطة

و كانت البداية و توالت لقاءتى بالاديب محمد غازى كل ثلاثاء بندوة رابطة الادب الحديث

و قد شارك بكلمته فى ندوة عن اعمال الكاتب احمد دسوقى والدى بالرابطة يوم 30 مارس 2021

و لم يجلس حتى نهاية الندوة و ذهب بعد إلقاء كلمته سريعا لانه كان مرتبط بميعاد

و كانت اخر مقابلة لى للاستاذ غازى هى الثلاثاء الاخير بالرابطة قبل الوفاة بعدة ايام الموافق 3 اغسطس 2021 حيث كان يحضر معه كتابه الاخير كما قال لنا رقم 84 من مؤلفاته الادبية بعنوان دراسة نقدية لاعمال الشاعر محمد امين محرم )

و قد قرأ لنا قصيدة شخشخ من ديوان منمنمات

فكــــر…. مخمــــــــخ


قـــــب وشخشـــــــــخ


راح تتـفـتــــــــــــــــح


لمـــــا تشخــشـــــــــخ

و سرد لنا ايضا قصة البلوفر و هى ان رجل يرغب فى ارتداء بلوفر فحاكةت له امه بلوفر فاخذه و وضعه فى الخزانة لانه لم يعجبه و بعد رحيل الام فتح الخزانة و وجد البلوفر و تحسسه فوجد ان يده تلامس يد امه على البلوفر

سرد لنا الاستاذ غازى هذه القصة بتاثر شديد و حنين الى امه كانه يرغب الى لقائها مرة اخرى

و ناول كتابه النقدى الى الشاعر احمد فتحى لقراءة جزء منه من اختياراته و قال له أقرء هذا ثم قرء لنا من بعده الاستاذ فايز( من نفس الكتاب ) كلمته التى نشرها فى الكتاب

و كان الاستاذ غازى صامتا طوال الندوة ليس كعادته و يحملق بكل شخص موجود بالندوة كأنه يودعه و يحفظ شكله

و كانت الاستاذة سعاد تدير الندوة و قالت له دورك يا استاذ غازى قل ما شئت

قال لها : انى اليوم مستمع لا رغبة لى فى الكلام

و قام بإهدأ نسخة من الكتاب للشاعر أحمد فتحى و شاكسه لأول مرة عن قصيدة له بعنوان ( المهمشون )

فهو يشعر كأن القصيدة توصف المهجرون من بلادهم بالمهمشون لا وطن لهم

و قال له الأستاذ غازى اقرأ هذه القصيدة وحدك أسمعها للجدران ، أنا ماشى و ضحكنا كلنا و لم نعلم أن هذا هو اللقاء الاخير للكاتب محمد غازى فى الرابطة و أيضا بالمقر حيث كانت الرابطة تحزم أمتعتها لكى تخلى المكان

المكان الذى عاصر العظماء و ضم أحداث كثيرة منذ نشأته نودعه و نودع معه الكاتب غازى سورى الموطن و مصرى الهوى الذى طالما مرارا كان يحن لوطنه الأصلى سوريا و عندما يتحدث عنها ترى بعينيه نظرة حزن و شرود كأنه يتطلع إليها من بعيد

لا يوجد أجمل من وطنك حتى لو كان اسوأ وطن مثل الاب و الام هما ليسوا أحسن أب أو أحسن ام لكنهما هما من اوجدونا فى الحياة جعلونا كيان له قيمة بالمجتمع

و كما قال نزار قبانى عاشق سوريا

يا شام، إن جراحي لا ضفاف لها  

فمسحي عن جبيني الحزن والتعبا

وأرجعيني إلى أسـوار مدرسـتي

وأرجعي الحبر والطبشور والكتبا

رحل عن عالمنا الاستاذ غازى

السبت الموافق 7 اغسطس 2020

شاهد أيضاً

​​مهلبية الحليب..💛🥛

  #المكونات 4 كوب حليب 1/2 كوب نشا 1/2 ملعقة كبيرة سكر 1 ملعقة صغيرة …