شعارات الماسونية الأساسية

$$$$ الحلقة السادسة $$$$

××× حسين السيد عباس ابو الحسن ×××

تركز الماسونية على تبني شعارات إنسانية براقة تستطيع من خلالها تسيير أمورها بين مريديها ولتصطاد بها من يقع عليه الإختيار .

شعار : الحرية والمساواة والإخاء هو شعار شائع وترمز الماسونية من خلاله إظهار نفسها بأنها الداعية الصادقة لتأمين قواعد الحرية ضد الظلم والإستبداد والرق وقواعد المساواة وتحقيق الأخوة النبيلة بين الناس .

وبناء عليه ، فقد تبنت الثورة الفرنسية عام 1789 م نفس شعار الماسونية ( حرية ، مساواة ، إخاء ) للدلالة على الإرتباط الوثيق بين الماسونية والثورة الفرنسية ، مع أن هذه الثورة نفذت أبشع ما يكون من الجرائم التي يندى لها جبين الانسانية .. !!!!

إنها حرية مزيفة ومساواة يراد بها الإستبداد وإخاء يعني إستعباد الأقوى للأضعف !!! .. علما بأن بعض الماسونيين استنكروا أن تكون الثورة الفرنسية قد قامت بوحي من الماسونية بالرغم من دعوة وإنخراط كبار الماسونيين الفرنسيين بالثورة . فإن هؤلاء حسب رأي الماسوني ” دي روشيه ” ناشر كتاب ” الماسونية بين الإنحراف والأصولية ” هم منحرفون عن تعاليم الماسونية الحقيقية وقد أكد ذلك الماسوني المصري ” رياض وليم نجم ” وهو أستاذ أعظم لمحفل دلتا الأكبر ..!!!!

هنالك الكثير من الوقائع التي تشير الى أن الماسونية تبغي السيطرة على الدول وتستطيع أن تتكيف مع أية دولة سلبا أو إيجابا وحسب الظروف القائمة .. فمثلا : لم يكن للماسونيين تأثير مهم على الحكومة الفرنسية في عهد ” فاليري جيسكار ديستان ” بينما استطاعوا السيطرة على القرارات الحكومية الهامة في عهد ” فرنسوا ميتران ” وقد كان لمحفل ” الحق الإنساني ” Droit Humain التأثير السياسي الكبير .

ولسنا هنا في وارد إثبات نوايا الماسونية في السيطرة على شؤون الدول وحيث تستطيع ، وإنما علينا أن نعي أن الماسونية في المحصلة مع إختلاف أوليات محافلها في السياسة والسيطرة تهدف الى وضع يدها على قيادة أية دولة تستطيع أن تهيمن عليها كما حدث في بريطانيا أيام ملوكها ما بين عامي 1314 و1766 م ثم ما بعد.الحرب العالمية الأولى أيام المجرم الماسوني سايكس رئيس الوزراء .. وحتى ما بعد الحرب العالمية الثانية . إذ أن الماسونية في بريطانيا هي متجذرة الى حد كبير ولها قواعدها ومريديها في مختلف المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والقضائية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية الخ وما ينطبق على بريطانيا ينطبق غلى فرنسا منذ الثورة الفرنسية الأولى وعبر جمهورياتها المتعاقبة وحتى يومنا الحاضر ، ونادرا ما يكون الرئيس الفرنسي غير ماسوني .

تدعي الماسونية أنها تمثل حركة الانسان الراقية للوصول الى درجات الكمال والمعرفة واليقين ، ولذلك فإنها أحاطت نفسها بمجموعة من المزايا في أنها تمثل الفضيلة والنبل والحكمة والصدق والإباء وعلو الهمة والترفع عن الدناءات ومفاهيم الخير والحب وإسعاد الانسان وتحقيق العدالة والمساواة والإخاء بين الناس .. وعليه يجب أن يكون الماسوني القدوة والمثال الأعلى حيث ينظر اليه من عامة الناس أنه الأكفأ والأقدر والمؤتمن على مقدرات الناس وتأمين حقوقهم ” كما يدعي مثلا بعض القيادات السياسية اللبنانية !!

من أجل ذلك رأينا أن قائد الجيوش الصليبية ” ريكاردوس قلب الأسد ” ” المعلم الأعظم ” كان ممثلا لهذه الصفات ولم يكن قدومه الى المناطق العربية الا لتمدين الناس وزرع مفاهيم المحبة والإخاء !!! مع أن التاريخ يشهد أنه ما من جريمة في القتل والتعذيب والذبح الا وقد اقترفها أو أمر باقترافها !!!وأن ملوك بريطانيا وإسوج وأميركا وغيرهم ممن ذكروا أو لم يتم ذكرهم كانوا فعلا مثالا للفضيلة والشرف والعفة ولم يكونوا في حكمهم مستبدين طغاة مارقين ولم يمارسوا أبدا استعباد الكثير من الأمم في أفريقيا وآسيا واوستراليا وأميركا الجنوبية والمناطق العربية !! ولم يكن ممن حالفهم من رجال الأكليروس في زمانهم من باباوات وأساقفة وبطاركة من الفضيلة والرفعة ما يمكن أن يسجله لهم التاريخ !!! فعلا أنها مهزلة المهازل !!!

والمتتبع لأحوال مسيرة حركة الماسونية منذ القدم أنها كانت تركز على أن يكون الحاكم ماسونيا ” إن كان فرعونا أو امبراطورا أو ملكا أو رئيسا ” كي تستطيع من خلاله نشر أفكارها وتعميمها على أكبر عدد من النخب الاجتماعية والعلمية والسياسية في الأزمنة الغابرة وحتى في أزمنتنا الحاضرة ومن ثم السيطرة على مقدرات الدول في شتى المجالات .

وليس هنالك من شك في أن اليهود قد امتازوا بالمكر والخديعة والتضليل بحيث أنهم أوهموا الكثيرين ممن هم في السلطة أو من هم في مواقع نخبوية في شتى المجالات أن الماسونية هي حركة علمانية مدنية راقية تهدف الى بناء الانسان بناء راقيا يتماشى مع رقي بناء هيكل سليمان والأهرامات وأن البناء القادر على هندسة وبناء هذه المقامات قادر على بناء الدولة العادلة التي تؤمن الحقوق والمساواة ومفاهيم المحبة والإخاء لجميع الناس … وبهذه المفاهيم وأمثالها دللت الماسونية على أنها هي الوجه الآخر للصهيونية لعملة واحدة … وقد استطاعت فعلا أن تنشيء نوادي ومحافل ظاهرها فيها الرحمة وباطنها فيها الغدر والخسة والإنحطاط الأخلاقي والاجتماعي . وسنأتي على ذكر بعض هذه النوادي والمحافل وكيفية اصطياد من يقع عليه الاختيار .

يعتبر الماسونيون أن المحفل أو المعبد أو الهيكل هو المكان المقدس الذي منه ينبع النور القدسي من ذاته وفيه ثلاثة أعمدة هي : الحكمة والقوة والجمال والتي تتمثل بالأستاذ المحترم ( المرشد الأعظم ) وممن حازوا المراتب العليا من رتبة الثلاثين الى رتبة الثلاث والثلاثين ” رتبة ما بعد الرب ” أما الأدوات المستعارة رمزيا فهي عبارة عن أدوات المعماري او البناء ولكل أداة رمزيتها وإشاراتها التي لا يفهمها الا الماسوني المنتظم .

وهنالك نظام يتبعه الماسونيون في كيفية تطويع العضو الجديد وذلك على النحو التالي :

قبل الدخول الى الهيكل ” المحفل ” يكون معتما ويغمره الظلام وقد افترشت الأعمدة الثلاثة الأرض ، وعندما يدخل ” الأخوة ” الماسونيون بموكب احتفالي يضيء معلم التشريفات شمعدانا ويمسك ” الأستاذ المحترم ” سيفا بيده اليسرى والمطرقة الخشبية بيده اليمنى ويرتدي ” الأخوة ” لباسا أبيضا قطسيا خاصا بهم مع تغطية الرأس وقد جهزت جميع أدوات البناء من الزيبق والزاوية القائمة والشاقول والوتد والحبل والمطرقة الخ ويتخذ كل واحد من الحضور مكانه المحدد ويبدأ الاحتفال : فيخاطب ” الأستاذ المحترم ” الخطيب ايذانا للبدء بكثير من الجدية والصرامة والجميع يستمعون للأستاذ وهم مطأطئوا الرؤوس … وتوزع الكلمات ما بين المرشد الأول والثاني وامين السر والأختصاصي . ثم يحضر الاختصاصي ومعلم التشريفات حبلا ووتدين فيغرز ” الأستاذ المحترم ” بمطرقته الوتدين في الأرض ثم يمد الحبل بينهما ويسمى هذا الحبل بحبل المساحة أي ” نجمة الهيكل ” أو نجمة داوود تعبيرا للإنتماء لليهودية . ثم يدار الحوار على الشكل التالي :

” يأخذ الأستاذ المحترم ” الزاوية القائمة ” قائلا : لتخلق الشرائع السماوية الحياة وتحفظها في الحكمة ، ثم يأخذ مقياس المستوى ” الزيبق ” قائلا : لنحفظ القوة الخلاقة لتماسك البناء ، ثم يأخذ “الشاقول ” قائلا : لتبقى الأرض والسماء متحدتين على الدوام ثم يمسك السيف الساطع ويخاطب ” الأخوة ” قائلا : لنعش في الحب ، لنعش في النور الذي يحفر أساس الهيكل حتى حدود الطاقة الأولية كي نكمل بالفرح هذا البناء ( بناء الهيكل ) ولنتبع الحبل عطية الحياة وندعو مهندس الكون الأعظم كي يؤسس هذا الهيكل ويضبط قياساته ” . ثم يخاطب المرشد الثاني سائلا : هل ولد الهيكل ؟ فيجيب : أيها الأستاذ المحترم لقد اكتملت خطوة النور … ثم يسأل الأستاذ المحترم المرشد الأول : هل حفرت الأساسات ؟ فيجيبه : لقد اخترق النور الحجر . فيوجه الأستاذ سؤاله للخطيب : ماذا كان الحجر في اليوم الأول ؟ فيجيبه : في عملية الخلق رمى مهندس الكون الأعظم من أعلى عرشه حجرا في بحر البداية وقد طفا هذا الحجر من العدم وعلى هذا الحجر بني هيكلنا!!!!

ويطول الكلام في هذا الأمر بصورة مرعبة.. وقد أوردته فقط للإشارة في كيفية إضفاء الهالة المخيفة على المبتديء وكيفية السيطرة على مشاعره مما يجعله فعلا في مكان مهيب يكتنفه الكثير من حالات الرعب والتوتر المخيف . فيهاب المكان ويقدسه كما يقدس ” الأستاذ المحترم ” الذي هو بمثابة سفير الله على الأرض والمأمور منه ببناء الهيكل ..وهذا الهيكل ما هو في الحقيقة الا إشارة الى كيفية بناء الدولة – في أية دولة قائمة – تمهيدا للسيطرة التامة ووضع اليد على مقدراتها كاملة …

أنها طريقة عجيبة تكتنفها السرية والطقوس العجيبة والمهيبة مع إظهار الطاعة العمياء من قبل ” الأخوة ” الحضور الماسونيين لأستاذهم المحترم بشكل يؤدي بالمبتديء لقبول الطاعة العمياء للمرشدين او لمن هم أعلى منه مرتبة .

وبعدما تنتهي طقوس البناء النظرية يطلب من المبتدئين الخروج من قاعة المعبد ويقام طقس ” قداس ” سري يختص بدرجة المعلم مع حضور المرشدين والاختصاصي ومعلم التشريفات والخطيب وأصحاب الدرجات العليا ثم يطلب الأستاذ المحترم بإعادة إدخال المبتدئين بصورة شعائرية الى الهيكل ليستمع الجميع الى موعظته بكثير من الخشوع والخضوع ثم يعلن قائلا : ” ياأخوتي .. إنني قمت بتأسيس هيكل النور الحقيقي كي تنتشر الماسونية ويكتمل البناء .. أخوتي خذوا أماكنكم ” …

وينتهي الاحتفال ” الفولوكلوري ” حيث يتقدم المبتدئون واحدا تلو الآخر أمام الأستاذ مطأطييء الرؤوس وهو يشير بيده على رؤوسهم وكأنه يعطيهم البركة والأمان .

هنالك الكثير مما يجب ذكره في هذا المجال للتعرف على الطقوس المعتمدة التي سأنشرها تفصيليا في كتابنا باذن الله تعالى شأنه .

يتبع في الحلقة القادمة كيفية تعميد المبتديء او تكريسه

شاهد أيضاً

ضاهر:” تمنى على الأحزاب المسيحيّة الأساسيّة وقف السجالات العدائية “

تمنّى النائب ميشال ضاهر على “الأحزاب المسيحيّة الأساسيّة”، وقف “السجالات العدائيّة في ما بينها، وإيلاء …