ميقاتي رئيساً مكلفاً بأكثريةٍ نيابية من 74 نائباً فماذا عن التأليف

“كواليس” الساعات الأخيرة لتسمية الرئيس المكلّف ومفاجأة باسيل لـ”حزب الله”

أحمد موسى

الرئيس ميقاتي وضع لنفسه مهلة شهر لتأليف الحكومة وإلا سيقدم إعتذاره، لكن أجواء الرئيس الذي سيكلف أننا “ما زلنا مطرحنا”، وأن فريق رئيس الجمهورية و”التيار الوطني” يضغطون لفرض شروط ومعايير لن يسير بها ميقاتي الذي بدأ سلسلة اتصالات ولقاءات لتفكيك عقد التكليف، وتقول مصادر ميقاتي لـ”كواليس” إن “شيئاً لم يتغير في ذهنية العهد، حيث المشكلة الآن لم تعد في احتساب وتعداد الأصوات التي سينالها الرئيس المكلف، (74 صوتاً، بعد إجماع كتلة “حزب الله” النيابية على تسمية ميقاتي)، بل في التفاوض على مرحلة التأليف ووضع الشروط التي سبق أن واجهت الحريري، إذ تؤكد المصادر أن باسيل طالب بوزارة الداخلية من حصته الوزارية”.

وعطفاً على التكبل الحاصل في لبنان، فقد وصف سفير بارز في بيروت أن ما يجري هو “خطة ممنهجة وموضوعة سلفاً لخنق لبنان وإعادة إحيائه بشروط أميركية – أوروبية مغايرة عمّا هو قائم”.
الاسماءُ تعدّدت، والاجتماعاتُ توالت، والاتصالاتُ تكثفت، والثابتُ واحد: استقرارُ لبنانَ اولويةٌ والخروجُ السريعُ من ازماتِه عنواناً ومطلباً متقدماً في الاهمية من خلال “حكومة إنقاذ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﻴﻴﻦ ﻏﻴﺮ ﺣﺰﺑﻴﻦ”، ووفق معلومات مؤكدة، فإن إتصالًا قد تمّ بين “حارة حريك” “وبعبدا” حتّم دعوة رئيس الجمهورية إلى الإستشارات النيابية الملزمة على وجه السرعة، “لم تكن الدوائر المعنية في القصر الجمهوري على علم بهذا القرار قبل 12 ساعة.
تكليف فماذا عن التأليف
وأمام سرعة الولادة المرجوة، والتي أتت بالتكليف، لكن التأليف دونه عوائق يصعب استعجالها والتعويل فرحاً بخواتيمها، رغم أن الفرنسي والأمريكي يستعجلون نجيب ميقاتي للتشكيل بشروطٍ أدناها وزارة الطاقة وأقصاها ترسيم الحدود وضمان توقيع العقود التي تحفظ مصالح “اسرائيل” والدول العظمى والملحق الخليجي لثلاثين سنةٍ قادمة.
وميقاتي المطلوب قضائياً من ميناء “لطف الله ١” الى “نيترات الأمونيوم” بحسب صحيفة ديرشبيغل الى “المولوي” مروراً بالفساد المالي والاختلاس وقروض الإسكان وهندسات المال والارهاب في بلاد الشام لن يكون سوى ضمانة لاستمرارية الطبقة الفاسدة في الحكم.
باسيل يُفاجئ “حزب الله”


وعلى وقع “ما لم يُعطَ للحريري لن يناله ميقاتي”، ارتفعت اسهم ميقاتي دولياً على بُعد خطواتٍ من الرابع من آب، على وقع العقوبات والتهويل، ستهبط أسهمه في بعبدا على وقع تداول بورصة السيادة وحفظ حقوق لبنان البرّية والبحرية، فلا بدّ من شدّ الأحزمة، والتريث قليلاً في غدق التفاؤلات على وقع طقطقة المفاجآت، إذ تؤكد مصادر سياسية مقربة من حزب الله لـ”كواليس”، أن الحزب وبعيداً عن موقفه المبدئي من نجيب ميقاتي وتجربته الأخيرة في الحكومة، إلا أنه حسم خياره إلى جانب حليفه الرئيس بري بتسمية نجيب ميقاتي وأبلغ ذلك حليفَه الآخر جبران باسيل في لقاء جمع الأخير مع رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله، الحاج وفيق صفا، في قصر بعبدا، لكن باسيل أبلغ الحزب عدم تحمسه لشخص ميقاتي وأنه “غير ملزم بخيار الحزب”، وهنا تتضح الصورة أكثر تلازم موقف “الوطني الحر” مع “القوات اللبنانية” المتجهة في عدم تسمية ميقاتي.
التأليف بين التحدّي والفرملة
هي ساعاتٌ فاصلةٌ عن معرفةِ الرئيسِ المكلفِ، لينطلقَ بعدَها مشوارُ التأليفِ الذي يؤمّلُ ان لا تطولَ ايامُه، في ظلِّ ما تبقَّى من مقدرةٍ للمواطنِ على احتمالِ الفراغ، ومواجهةِ الضياع، هو التحدي الذي يجبُ ان يقفَ عندَه المعنيونَ الدائرونَ في الفلكِ الحكومي اليومَ وغداً وبعدَه، وما يجبُ ان يَجترحوهَ من حلولٍ تَكُفُّ يدَ الازماتِ عن عُنُقِ اللبناني، وتفرملُ سريعاً جموحَ المصرّينَ على تعميقِ ازمةِ المحروقاتِ وهم يَتفننونَ بأساليبِ قهرِ المواطن، تارةً بإطالةِ الطوابير، وتارةً اخرى باقفالِ ابوابِ المحطات، اضافةً الى اخفاءِ مادةِ المازوت، والنفط العراقي الذي دونه عقبات أكثر مما هو حل للأزمة، واغراقِ المناطقِ بالظلامِ الدامس، الذي شرّعه وزير الطاقة الذي يُمعِنُ في ترف الوقت، ووضعِ المواطنِ تحتَ رحمةِ المولداتِ وتقنينِها، وفقدان الدواء وسط غياب وزارة الصحة وخضوعها للمحتكرين، قبلَ ايامٍ من اصدارِ الفواتيرِ الناريةِ المحمَّلةِ بالاكلافِ القاهرةِ لقدرةِ المشتركينَ واحتمالِهم، التي تَحِلُّ في التوقيتِ والظروفِ متوسطةً زمناً قاسياً اُقحمَ فيه لبنانُ بالفسادِ والافسادِ واستجداءِ التقربِ من السفارات.
ضبابية التأليف
هذه الضبابية وعدم الوضوح على مستوى التأليف للعديد من المسائل، أعطى ميقاتي لنفسه فترة شهرٍ لتأليف الحكومة وإلا “الإعتذار”، إذا ما طرأ “مفاجئ”، فلبنان بلد المفاجآت، فـ”التأليف شأن آخر ورهن التفاوض الذي لم يبدأ جدياً بعد”، رغم أن غالبية الكتل النيابية اتفقت على طرح إسم الرئيس نجيب ميقاتي لتوضع “مهمة الإنقاذ” والإصلاحات على عاتق شخصية مخضرمة وذات تاريخ حافل بالفساد من الإثراء غير المشروع إلى فضائحه في ملف الإتصالات وشركات البريد وإدارة النفايات والإسكان وغيرها، وفق ما نشر في أكثر من مراجع إعلامية أجنبية.

شاهد أيضاً

تحدث خلال ترأسه قداساً لكاريتاس في زغرتا

سويف: “نعيش خيبات أمل على مستوى الوطن ولبنان، والشعب اللبناني خائف من الغد والضياع، وشبابنا …