صرخة وجع كل لبناني..


سرقونا شحدّونا، ولم تزل سرقة العصر مستمرة
رجل الأعمال اللبناني محمد صفاوي:
كيف يشجع وزير الصناعة على الإستثمار وهناك من يعرقل..

أطلب من الوزارات المختصة ولا سيما وزارة الطاقة تسهيل أمرنا لنتمكن من مباشرة العمل في مصنع المياه
ليتني أودعت مالي ومال أولادي في الكويت أو في أي بلد غير لبنان لكنا حافظنا على كرامتنا ومالنا..
هدفت من مشاريعي الصناعية كما الزراعية في الخيام لتشغيل اليد العاملة وليس بهدف الربح..
زرعت الزيتون لكن آذان المكاتب الزراعية صماء لم تعطي آذان صاغية لمساعدتنا كما يتباهون ويشيعون..

رجل الأعمال السيد محمد صفاوي “أبو عصام” عصامي منذ يفاعته قولًا وفعلًا وفي مسيرته التي حققت الكثير من النجاحات في القطاع الصناعي، بدءًا من دولة الكويت إمتدادًا إلى الصين وصولًا إلى بلدته الخيام، كما توجهه نحو الزراعة، فهو من القلائل الذين لا يستكينوا أو يصابوا بالإحباط أمام الأزمات التي تعصف بالعالم والوطن، فهو يخلق من الضعف قوة ويتحدى ويقاوم حتى باللحم الحي كما يقال، للنهوض بمؤسساته الصناعية التي بات لها إسم وشهرة في صناعة الحديد ومشتقاته والألمينيوم.
أما اليوم، وفي ظل ما يجتاح العالم من جانحة الكورونا وتأثيرها على كل شيء كما الإرتفاع الهائل لسعر صرف الدولار وعدم توفره في الأسواق اللبنانية، وتدني القيمة الشرائية للعملة المحلية، نراه يطلق صرخة مدوية في وجه الساسة اللبنانيين والمسؤولين الذين دفعوا البلد إلى هذه الكارثة والهاوية المجهولة المصير.
وبلقاء مع مجلة “كواليس” رفيقته الدائمة كمنبر لطرح قضاياه البناءة والمتجددة والهادفة للخدمة العامة خاصة لبلدته الخيام وأهلها ومنطقته ووطنه، وعلى ضوء تصريح وزير الصناعة الدكتور عماد حب الله الذي بشر اللبنانيين بالعمل على تطوير ودعم الصناعات اللبنانية المختلفة والمتنوعة بالتعاون مع وزير الزراعة النشيط في مضمار التشجيع على العودة لزراعة المساحات المهملة بحيث تكون مواسمها مواد أولية لصناعات غذائية للأسوق المحلية والمجاورة والدولية، حيث قال:


أمضيت في الغربة مدة 45 سنة من عمري الزمني، أسست مصنعًا على مستوٍ عالٍ لإنتاج الحديد والألمينيوم والأبواب الجاهزة والأتوماتيكية الكهربائية والنحاس المزخرف والفورفوجيه، كما نتعامل مع معامل في الصين، وكان عملنا يسير بإنتظام من حيث الإنتاج، إلى أن حصلت جانحة الكورونا التي تأثرنا بها كثيرًا، خاصة في الكويت، سيما وعندي حوالي 120 موظفًا وعاملًا وأصحاب إختصاص لا يمكن التخلي عنهم من الناحيتين الأدبية والإنسانية، مما يترتب عليَّ الكثير من المدفوعات الشهرية، إنما لا بد من تحسن الوضع هناك، بينما الطامة الكبرى هنا في لبنان، فتعبي وأولادي المعنوي والمادي كله أصبح رهينة المصارف اللبنانية، وأتمنى لو كان رصيدي المادي في الكويت، لكان محفوظًا ومصانًا وبقيت على كرامتي، بعكس لبنان الذي نقف فيه بالصف أمام المصرف لأجل سحب مبلغ مئة دولار، فهذا ذل ما بعده ذل. ولديَّ إلتزامات لإنهاء العمل في معمل المياه الذي يتمتع بكامل المواصفات العالمية والبيئية والصحية، من حيث جودة المعدات والتكرير والتعقيم، وللأسف لم يتم تسهيل عملنا من قبل الوزارات المختصة، ولا سيما الطاقة بعد تركيب العداد وإجراء الكشف اللازم على المشروع عام 2019 وطلب منا دفع 20 مليون ل.ل كرسوم. وأبدينا إستعدادًا كبيرًا للدفع حتى ولو كان المطلوب مليار ل.ل. ما دامت ستذهب لخزينة الدولة ولم نزل نراوح مكاننا. ومن المستحيل أن أدفع رشوة حتى ولو ليرة واحدة، لكن ونحن نحتاج إلى جزء زراعي وآخر صناعي لكنهم للأسف لم يعطونا الصناعي ولا الزراعي رغم المراجعات المتكررة. وحصل أن دفعت “عربونًا” للمعامل المصنعة في الصين، على أن يتم دفع باقي المبلغ لدى . وإذ نتفاجأ بقيود المصرف المركزي والمصارف بعدم التمكن من سحب أية مبالغ فقط مئة دولار شهريًا!!! ، مما أوقعنا في ورطة وهناك بند جزائي في حال النكث بالإتفاق، و مبلغ حوالي ثلاثمائة ألف دولار أميركي ثمن تلك المعدات. وفيما خص الشك بنكير هناك سماسرة يأخذون نسبة 40% من القيمة الإجمالية لأجل صرفه. وها أنا أصرخ بأعلى صوتي بأن البنوك اللبنانية تسرق مالنا و”شحدوا العالم”، وهذا أعتبره سرقة وجريمة العصر وعلى الدولة أن ترى حلًا منطقيًا وسريعًا لهذه المشكلة التي لا تدمر مصالح الناس بل تدمر الوطن، ونحن جماعة لا نتظاهر ولا نخرب الأرصفة ولا إشارات المرور، جماعة مؤدبون أمضينا عمرنا بالغربة، وتقاعدنا سيكون هنا في وطننا الذي هو ملكنا وحقنا أن نعيش فيه وبكرامة.
ويضيف السيد صفاوي قائلًا:
وكما علمت أن وزير الصناعة يشجع على الصناعات المحلية، كذلك وزير الزراعة على الزراعات البديلة وكذلك وزير الطاقة، ومن هذا المنطلق نحن نناشد أولًا وزير الصناعة لمساعدتنا في تحرير أموالنا من سلطة المصارف للتمكن من دفع المترتب علينا للحصول على المعدات، ومتابعة عملنا في مصنع المياه ليكون جاهزًا في أقرب فرصة، ونسمع كلامًا كما يقول المثل: “جعجعة من دون طحين” و “بدنا فعل وليس أقوال للإستهلاك المحلي. ونحن في هذا المصنع لا نبغي الربح، إنما لأجل التمسك بالأرض وتشغيل أكبر قدر من اليد العاملة اللبنانية.
ولا أخفي سرًا تكبدت لتاريخه على مشروع معمل المياه حوالي المئتي مليون دولار، ويلزمني بعد أربعماية ألف دولار لإستكماله، ولا يمكنني سحب أي مبلغ، ولديَّ إلتزامات مع عُمال وموظفين وأجراء. والمشروع لا يبغي الربح أبدًا، ولسوف يمنح فرص عمل لحوالي 40 عائلة من بلدتنا الخيام، وأندّم على وضع أموالي وأموال أولادي في المصارف اللبنانية، فلو وضعتهم في فرنسا أو الكويت أو أية دولة، لكنت تصّرفت بهم بسهولة وحرية تامة.
ولكوننا متمسكين بهذه الأرض إلى آخر حبة تراب فيها، ولأجل وجود بديل عن الصناعات، توجهنا نحو الزراعة ، حيث غرست 2000 نصبة زيتون، فلا نجد أي دعم ولو بالأدوية الزراعية ومحكافحة الحشرات الضارة، ونتصل دائمًا بالمكتب الزراعي الموجود في بلدة الخيام فيخلقون الأعذار لعدم تلبية طلبنا، ولا ننسى تكلفة الإهتمام بالأرض وبشجر الزيتون واليد العالمة التي نحتاجها لأجل القطاف وبالتالي نضطر لبيع تنكة الزيت بأقل من كلفتها.
ومع كل ذلك لن نستسلم، وإن كان المواطن بات لا يهاب من وباء الكورونا بقدر ما يتلوى من إرتفاع سعر الدولار والمواد الإستهلاكية، وعندي رؤية سوداوية للمستقبل حصول زلزال يقضي على معظم هذا الشعب ويخلق شعب جديد خاصة الحكام لأنه لم يمر عبر التاريخ أيام أقسى من هذه الأيام، كل ذلك بفضل السياسة النقدية المتبعة وفضائح الفساد والكل يدافع عن نفسه ويساير كي لا يفضح أحدهما الآخر.
وأشكركم على الإضاءة الدائمة لمواضيع إنمائية وحياتية وثقتكم بشخصي.
فؤاد رمضان

شاهد أيضاً

في أجواء سورة الجمعة

✒️ المرجع الراحل السيِّد محمد حسين فضل الله. 📖 تفسير من وحي القرآن . _________ …