في أجواء سورة الجمعة

✒️ المرجع الراحل السيِّد محمد حسين فضل الله.
📖 تفسير من وحي القرآن .
_________
هذه السورة المدنية جاءت لتعبر عن الأثر الذي جاء الرسول من أجل أن يصنعه في المجتمع الأمي الجاهل الذي كان يعيش في مكة، أو في الجزيرة العربية بشكلٍ عام، ليؤكد عملية التغيير، من خلال آيات الله التي يتلوها عليهم ويزكيهم ويثقفهم ثقافةً فكريةً وعمليةً بالكتاب والحكمة بعد أن كانوا ضائعين في متاهات الجهل.

وهكذا كان فضل الله عليهم في رفع مستواهم، ليستمروا في حمل الرسالة كجماعةٍ تلتزم مضامينها في الجانب العملي من حياتها، حتى لا تكون كمثل الحمار الذي يحمل أسفاراً، فإن التكريم الإلهي يشمل العالمين العاملين بما يعلمون، فتلك هي القيمة الحقيقية للإنسان.

وفي ضوء ذلك، كان اليهود في موقع القيمة الهابطة، لأنهم لم يتحملوا مسؤولية الرسالة التي جاء بها موسى، وتحركوا من موقع العنصرية، فاعتبروا أنفسهم أولياء الله، وتحداهم الله أن يتمنوا الموت الذي يطل بهم على ساحة المسؤولية أمامه، ولكنهم لم يتمنوه، لأنهم يعرفون النتيجة الوخيمة سلفاً. وهكذا يؤكد على المؤمنين أن لا يشغلهم اللهو والتجارة عن ذكر الله وعن الصلاة في يوم الجمعة التي تمثل اليوم الأسبوعي الذي يجتمع فيه المسلمون لعبادة الله في صلاةٍ جماعيةٍ عامة خاشعة. وكان اسم السورة الجمعة، للحديث فيها عن صلاة الجمعة.

إعداد وتنسيق:
علي رفعت مهدي

 

شاهد أيضاً

سلطه المعكرونه بدون مايونيز

معكرونه اي نوع تحبوه /طماطا مقطعه ناعم /حمص/خيارمقطع ناعم /جزر مبروش /فلفل اخضر مقطع ناعم …