مؤتمر موسكو التاسع للأمن الدولي ودوره في تعزيز الأمن والسلم الدوليين…


بقلم: نضال بركات


إن مؤتمر الأمن الدولي الذي سينعقد في موسكو خلال الفترة ما بين 21 و24 من الشهر الجاري بمشاركة أكثر من مئة وفد بينهم وزراء دفاع له أهمية كبيرة من خلال دور موسكو والدول الحليفة في تعزيز الأمن والاستقرار الدولي بعد أن تسبب الكثير من الدول الغربية في زعزعة الاستقرار في مناطق متفرقة من العالم ، ولكن الاحداث التي سبقت موعد انطلاق هذا المؤتمر قد تعرقل محاولات الخروج بموقف موحد لمواجهة التحديات ، وأهمها قمة مجموعة السبع التي عقدت في بريطانيا وقمة الناتو في بروكسل إضافة إلى القمم الثنائية بين الرئيس الأمريكي جو بايدن وقادة عدد من الدول الأعضاء في الناتو والتي ركزت في مجملها على الوقوف ضد روسيا بموقف فرضه الرئيس بايدن على قادة الناتو حتى اللقاء مع الرئيس التركي أردوغان كان واضحا رضوخه وعدم خروجه عن الطاعة الأمريكية وأظهر نفسه كخادم مطيع للولايات المتحدة في كل الملفات من القوقاز الى اوربا الشرقية والشرق الوسط حتى صفقة صواريخ (ٍ400 s الروسية ) كانت محور النقاش بينهما، وبايدن اهتم بالشكل ولم يغفر لأردوغان لكنه لوح بالعصا تمهيدا للقاء القمة مع الرئيس بوتين كي لا يدخل كخاسر للورقة التركية ،وهذا هو الأهم لديه بعد أن استطاع فرض ما أراده على جميع القادة الغربيين لمواجهة روسيا والصين ، وبالتالي فان اللقاء مع الرئيس بوتين مختلف لان روسيا دولة قوية وزعيمها بوتين يعرف كيف يواجه المخاطر وهذا ما يقلق بايدن…

إن اللقاءات والاجتماعات المكثفة في قمتي مجموعة السبع وقمة الناتو وقمة جنيف التي سبقت انعقاد مؤتمر موسكو التاسع للأمن الدولي قد تكون فرصة في هذا المؤتمر لتجاوز الخلافات من أجل قضية هامة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين ،ولكن المصالح للكثير من الدول قد تعرقل إيجاد الحلول لعدد من القضايا الدولية، وهذا هو الدور السلبي الذي تلعبه الولايات المتحدة ،حتى إن هذا المؤتمر الذي قاطعته الولايات المتحدة والدول الأعضاء في الناتو في السابق من غير المعروف بعد إن كانت ستشارك في مؤتمر موسكو القادم والذي يعد نسخة من مؤتمر ميونيخ للأمن والدفاع… ورغم هذه العراقيل فإن المؤتمر سيناقش على مدى أربعة أيام

  • الاستقرار الاستراتيجي في العالم
  • قضايا انتشار أسلحة الدمار الشامل ومخاطرها على الأمن والسلم الدوليين
  • الأمن المعلوماتي والتهديدات الحالية للأمن الدولي.
  • الوضع في منطقة المحيط الهادي الاسيوية والتهديدات الناجمة عن سباق التسلح في منطقة المحيط الهادي.
  • التعاون العسكري التقني لروسيا الاتحادية مع افريقيا والشرق الأوسط باعتباره عامل مهم في تقرير الأمن والسلم الدوليين
  • التعاون العسكري باعتباره عامل مقاومة الدعوات والتهديدات في أمريكا اللاتينية ومنطقة النصف الجنوبي من القارة .
  • الأمن الأوربي ….. اضافة إلى موضوعات اخرى ذات الصلة بالامن الدولي ….هذه هي أهم الموضوعات التي ستتم مناقشها في المؤتمر بين جميع الوفود المشاركة فهل يمكن التوصل إلى رؤية واحدة لجميع المشاركين بعد العراقيل التي سبقت انعقاد هذا الاجتماع من قبل الولايات المتحدة لفرض أجندتها على جميع قادة العالم، ولكن هذه الأجندة لن تستطيع فرضها على روسيا التي تتحرك في العالم وفق القوانين الدولية بينما الولايات المتحدة هي التي تسببت في الدمار والخراب في الكثير من دول العالم من أفغانستان إلى العراق وسورية وليبيا واليمن والصومال وغيرها وهي تحاول أن تفرضها على روسيا والصين اللتين واجهتا الغطرسة الأمريكية واستطاعتا انهاء الأحادية القطبية إلى عالم متعدد الأقطاب ،وهذا ما اقلق الولايات المتحدة التي أراد رئيسها بايدن أن يظهر بمظهر القوة في كل اللقاءات والاجتماعات التي عقدها منذ وصوله إلى البيت الأبيض وتوجيه الاتهامات الباطلة إلى الرئيس بوتين والى الصين التي باتت تهدد تربعها على العرش الاقتصادي العالمي ، وبالتالي فإن مؤتمر موسكو التاسع للأمن الدولي سيشهد تحالفا قويا بين موسكو وبكين لمواجهة الغطرسة الأمريكية وسيتعزز التحالف الاستراتيجي العسكري الذي توصلا اليه في نهاية مؤتمر موسكو السابع للأمن الدولي الذي عقد في العام 2018 وسيكون للجولة الجديدة من المؤتمر فرصة للحليفين لمواجهة التصعيد الأمريكي الغربي ضد روسيا والصين وفق ما جاء في بيان قمة مجموعة السبع وفي قمة الناتو، وبالتالي فإن المرحلة الحالية هي الأصعب من مرحلة الحرب الباردة التي كانت في ثمانينات القرن الماضي وكان فيها قواعد أما اليوم فإن الصراع بلا قواعد وهذا هو الأخطر…..

شاهد أيضاً

​​مهلبية الحليب..💛🥛

  #المكونات 4 كوب حليب 1/2 كوب نشا 1/2 ملعقة كبيرة سكر 1 ملعقة صغيرة …