حديث السَحَر

تجديد الإيمان

المرجع السيّد محمد حسين فضل الله

*يقول الله تعالى في كتابه المجيد: “يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون”. هذا الشهر هو الشهر الذي فرض الله تعالى صيامه على المؤمنين جميعاً، من أجل أن يتجدد إيمانهم فيكون إيماناً حيّاً يتحرك في العقل فيدفعه إلى أن يكون فكره فكر الحق، ويتحرك في نبضات القلب لتكون نبضاته نبضات المحبة، وليتحرك في الحياة لتكون حياة الإنسان حياة العدل مع ربه ومع نفسه ومع الناس من حوله.*

*إن دور هذا الشهر في روحية الصيام هو أنه ينظم للإنسان حركته في السنة كلها، لأنه يتحرك في خط المسؤولية التي فرضها الله تعالى عليه، ولا بدّ له من أن يملك الوعي الكامل لمسؤوليته، وأن يعرف حدودها في ما أمره الله تعالى به ونهاه عنه، ثم أن يملك الإرادة الصلبة التي يؤكد فيها موقفه في الخط المستقيم. ولذلك أراد الله تعالى للإنسان في هذا الشهر أن يعي حدود المسؤولية بقراءة القرآن وبالدعاء المتحرك في الليل وفي النهار، وهذا ما يمثل الثقافة الإسلامية في كل مفرداتها الروحية والعقيدية والأخلاقية والحركية وحتى الشرعية، فيما انطلق فيه النبي (ص) والأئمة الهداة من أهل بيته (ع).*

*لذلك، علينا أن ننظر إلى الأدعية عندما نقرأها نظرة ثقافية إلى جانب النظرة الروحية، لأن هذه الأدعية التي بين أيدينا كما في الأدعية النهارية والليلية وأدعية السحر، بالإضافة إلى أدعية الإمام زين العابدين (ع) في “الصحيفة السجادية”، تمثل ثقافة إسلامية شاملة يخرج بها الإنسان عندما ينتهي منها – إذا كان واعياً للقراءة – بهذه المعرفة الإسلامية.*

▫️ المرجع السيّد محمد حسين فضل الله

شاهد أيضاً

شباب لبنان …شباب العلم

/ابراهيم ديب أسعد شبابٌ إلى العلياءِ شدّوا وأوثقوا وطاروا بأسبابِ العلومِ وحلّقوا وقد ضمّهم لبنانُ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *