فوضى

🌹موقع مجلة كواليس اعداد زهراء 🌹

حياتنا فوضى عارمة ، كالسباق المُرهِق الذي لا ينتهي ، نريد كل شيء ، و نريد أن نُغَيِّر العالم حتى يسايرنا ..نُريد من يحبنا دون شروط ، و لكن في نفس الوقت نحافظ على أنانيتنا ..نريد المال الكثير و لكن دون مجهود..نريد الزواج و الانجاب و لكن دون نية الحب و الصدق ..نريد الصورة اللامعة بأي ثمن ، حتى لو كان الثمن مبادئنا و كرامتنا و أرواحنا ..
نطارد و نطارد و نطارد …نطارد الحب ، نطارد المال ، نطارد المكانة الاجتماعية ، لا نرتاح و لا نسعد فقط نطارد ..
و يجري بنا العمر ..لا الحب يسعدنا ، و لا الزواج و لا الانجاب و لا كل ما نملك ..كل ما نطارده و كأنه لعنة تحل بنا ، و كأن لا شيء يُشبعُنا و لا شيء يملأنا ..و كل الخطط تفشل ، و كل الأحلام تصبح أوهاما و همًّا ثقيلا يسكننا ..
و تهوسنا الهواجس و المخاوف ، نخاف من الاعتراف أن الصورة التي طاردناها مزورة ..نخاف ان نعترف ان زواجنا فاشل ..أنَّ الحب الذي لهتنا خلفه دمرنا ..و أنَّ الأشياء التي تخلينا من اجلها على كرامتنا أهلكتنا ..و أنَّ الصورة الرائعة التي حلمنا بها و ضيعنا من اجلها كل شيء ، ليس بريقُها سوى شظايانا و حطاماتنا ..
و في عز تعاستنا ، نُلقي اللوم على الآخرين ، و نتمنى أن يتغير العالم ، و تسايرنا الظروف و تتعاطف الناس مع جراحنا ..و لكن منذ البداية لم نفهم أن العالم الذي نحلم به يبدأ من دواخلنا ، و ليس مِن المفترض أن نبحث أو نطارد شيئا من الأساس ..
العالم الذي نحلم به ، يبدأ بحُسنِ نوايانا ، بطيبة قلوبنا ، بجمال ارواحنا ، بعزة انفسنا ، بالحُبِّ الذي نحمله بدواخلنا .. بإيماننا أنَّ ليس الحياة التي عليها أن تتغير من أجل طموحاتنا ، بل نحن من علينا أن نتغير و نتشافى و نتطهر داخليا حتى نسمو بأفكارنا و نرفع من طاقتنا .
عندما نتغير نحن ، عندما تصبح دواخلنا خالية من الطمع و الحقد و الحسد و الجشع و الأنانية ، تتغير طاقة الكون من حولنا ، و نُصبح جاذبين لكل شيء جميل يشبهنا ..

قلمي ✍️ يكتب

شاهد أيضاً

وليد جنبلاط واستقبال كبير في عاصمة الأم الحنون للموارنة

بقلم ناجي أمهز المقدمة وأتحدث هنا عن زعيمي هما الشهيد رشيد كرامي ووليد جنبلاط رشيد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *