على درب النور أمضي

 

عبدالله سالم بامدحي

ذاتَ ليلةِ من اللياليِ ، عدتُ مرهقاً من التجوالِ ، فرميتُ بنفسي فوقَ السريرِ بقوةِ ، و إذا بالأطيافِ تأتيني ، على شكلِ ذكرياتِ مُؤلمةِ ، لم أستطعِ النومَ بسببها ، الإرهاقُ و التعبُ يقتلانني ، فقمتُ من السريرِ إلى الحمامِ مهرولاً ، علني بالاستحمامِ أنتفعُ ، بعد جلسةِ الاستحمامِ الساخنةِ ، جلستُ قليلاً على الشرفةِ ، أتأملُ النجومَ، في ليلةِ هادئةِ ساكنةِ، لا نباحَ للكلابِ فيها، لا شيء، غيري فقط أنا و النجومُ، ثم فجأةً لمحتُ شِهاباً مر من أمامي ، تمنيتُ لو أستطيعُ أن ألتقطهُ ، لكن تذكرتُ حينها أن التمنيَ مرادٌ ليس يتحققُ ، فتركتُ الشِهابَ و عدتُ أتأملُ في النجومِ ، إنها تُرصعُ السماءَ و تُزينها ، فتَزيدُها جمالاً فوق جمالهَا ، و إذ بي أرى القمرَ يظهرُ من وسطِ السماءِ ، في ليلةِ مُظلمةِ غطتِ السُحبُ وجهها ، و إذا بالقمرِ أجملُ و أضخمُ و أروعُ من النجومِ جميعها ، السماءُ في نظريِ تلكَ الليلةَ لا تتسعُ إلا لاحدهما ، فحِرتُ في نفسي أيهما أحقُ بالسماءِ النجومُ أم القمرُ؟ ، النجومُ لامعةٌ لها بريقُ يجذبُ النفوسَ ، و القمرُ باهرٌ بنورهِ ، يَسبي القلوبَ و العقولَ ، فالقمرُ في تلكَ الليلةِ ، وجههُ بدرٌ و عيناهُ كأنها ، سهمُ يداوي موضعَ المتألمِ ، الوقتُ يمضي سريعاً و أنا أنظرُ إليهما ، من سأختارُ يا تُرى؟ ، القمرُ… ، بدونِ شكِ لأنهُ رمزُ لشيء مُحببِ لدى الجميعِ ، فترى المُحبين بين الحاء و الباء ، ولا عيبَ في القمرِ و النجومِ غيرَ ، أن عيني القمرِ تَسبي قلوبَ الناظرين إليهِ ، و بينما أنا أنظرُ إلى القمرِ ، إذا بعَبرةِ تخرجُ من عيني ، عندها تذكرتُ موقفاً لم أكن لانساهُ ما حييتُ ، قاومتُ و ردعتُ رغبتي في البكاءِ ، و أدركتُ أن البكاءَ لن يزيدَ الموقفَ إلا حزناً ، فقلتُ في نفسي : (( يا أيها القمرُ هم يرونكَ فُراداً و أنا أراكَ جمعاً ، فإذا ظَهرتَ أغنيتني عن البقيةِ ، فيوماً ما سيفتقدونكَ ، و في الليلةِ الظَلمى يُفتقدُ البدرُ ، فكلُ من تسألهُ أيهما أفضلُ ، القمرُ أم النجومُ؟ ، فسيجيبكَ بقولهِ : (( القمرُ )) ، لأنهُ رمزُ و كيانُ عظيمُ ، و آيةُ من آياتِ اللهِ في الدنيا ، فحريٌ بنا أن نتدبر في مخلوقاتهِ ، و عظيمِ صنعهِ و خَلقهِ ، جل و علا.

شاهد أيضاً

​​مهلبية الحليب..💛🥛

  #المكونات 4 كوب حليب 1/2 كوب نشا 1/2 ملعقة كبيرة سكر 1 ملعقة صغيرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *