(قصة الإمام البخاري في السفينة)
ذُكر أن الإمام البخاري ركب البحر ذات مرة طلبا للعلم ، وكان معه ألف دينار ،
فجاءه رجل ، وأظهر له حبه وتعلقه به ، فلما رأى الإمام حبه مالَ إليه ، واخبره عن الدنانير الموجودة معه ،
وذات يوم قام الرجل من نومه وهو يبكي ، ويمزق ثيابه ، ويلطم وجهه ،
فلما رأى الناس حالته تلك ، أخذوا يسألونه عن السبب ،
فقال لهم : “كانت عندي صرة فيها ألف دينار ، وقد ضاعت ،
فقام أصحاب السفينة يفتشون ركاب السفينة واحدا بعد واحد،
ولما فطِن البخاري للمكيدة ، أخرج صرة الدنانير خفية دون أن يلاحظه أحد ، وألقاها في البحر!،
وعندما وصلوا إليه وفتشوه لم يجدوا شيئا معه ،
ولما وصلوا وجهتهم ونزل الناس من السفينة جاء الرجل إلى الإمام البخاري
وسأله قائلا : “ماذا فعلت بصرة الدنانير؟!”
فقال: “ألقيتها في البحر!”
قال الرجل : “كيف صبرت على ضياع هذا المال العظيم؟!”
فقال له الإمام رحمه الله : يا جاهل!.. أتدري أنني أفنيت حياتي كلها في جمع حديث النبى ﷺ ، وقد عرف الناس صدقي ، ووثقوا بي ، فكيف ينبغي لي أن أجعل نفسي عرضة للتهمة من أجل دنانير معدودة ؟!!”.
من كتاب – سيرة الإمام البخار