راشيا على بركانٍ انتخابي وإطلاق ائتلاف “سهلنا والجبل” أربك إقطاعية التوريث السياسي والحزبي والبديل والأصيل والزعيم

 راشيا ـ أحمد موسى

بعد طول ارتباك على الساحة السياسية والترشيحات وكيفية صوغ التحالفات النيابية في راشيا، كشفت ما يسمى بقوى “ثورة ۱۷ تشرين وقوى التغيير” ما كانت “تضمره” للقادم من الأيام، ليتبيّن أن تلك القوى ضربها اليأس والإفلاس لتتحوّل إلى جماعات، وهذا ما برز خلال حفل إطلاق “إئتلاف سهلنا والجبل” في صالة مطعم الكنز في راشيا التي احتضنت قرابة الـ650 مدعوّاً غلب عليهم الحضور من خارج قضاء راشيا ليغلب عليه طابع حضور لافت “للمجنسين”، فضلاً على أن هذا “الإئتلاف” المكوّن من “كلنا إرادة”، و”نحو وطن” و”ثوار راشيا والبقاع الغربي” وسط غياب لباقي مكونات “ثورة ۱۷ تشرين وقوى التغيير”، الأمر الذي ترك أكثر من علامة استفهام حولها التي تحوّلت بعد أن أصابها “التفكّك” إلى جماعات لا يجمعها “لا ثورة ولا تغيير”، رغم حضورٍ للحزب الشيوعي اللبناني ومنظمة العمل الشيوعي، وسط حضورٍ لمرشحي “الإئتلاف” المنوي خوض المعركة الإنتخابية 2022.

أما البارز ترشحهم على قائمة الإئتلاف فهم: سهيل القضماني، ياسين ياسين، وليد المعلولي، ماغي عون، نبيل فارس وغنوة أسعد، هؤلاء في المبدأ يُشكلون “لائحة مكتملة”، إنما الثابت حتى الآن ثلاثة أسماء وهما: ياسين ياسين (سني)، ماغي عون (ماروني) وغنوى أسعد (شيعي)، وبالتالي ووفق أحد القيمين على هذا “الإئتلاف” كشف لمجلّة “كواليس”، “عن احتفالٍ مماثل سيكون في البقاع الغربي سيعلن خلاله اللائحة وأعضائها”، ليضيف “أن الأسماء الحالية قابلة للتغيير حتى حين الإعلان القادم نهاية الشهر الجاري”.

سباق وبراز وإفلاس وقلق

وفي موسم الانتخابات النيابية أيضاً، يتبارزون في التهجم ويتسابقون على التذمر من الأوضاع المعيشية، الناتجة عن الوضع الاقتصادي والمالي المعروف، يزعمون الحرص على الناس والقلق على مصيرهم، فيما همهم الفعلي مقعد بالزائد او بالناقص، وحضور سياسي أقوى، يعبرون بواسطته من الاستحقاق النيابي الى الحكومي فالرئاسي، أما عند وضعهم امام مسؤولياتهم للنقاش في خطة للنهوض والتعافي في جو من التفاهم الوطني العام، فيختفون عند الدعوة الى التحاور ووضع خطّة المعالجات للأزمات التي تعصف بالبلاد هرباً من تحمّل المسؤولية على ما يبدوا، هذه هي ببساطة حقيقة غالبية الشخصيات والقوى التي تزعم المعارضة اليوم، وتطمح الى تزعم الموالاة بعد الانتخابات، بأسمائهم تعرفونهم ومن تاريخهم وسيرهم الذاتية تقرأون المستقبل، وبلد يقبع على شفى الموت، اتسعت فيه رقعة الافلاس التي تسببت بها السياسات المصرفية، وبعد المودعين ارتفع صوت نقابات المهن الحرة من أطباء ومهندسين وصيادلة وغيرهم، ممن سرقت المصارف ودائعهم بمئات ملايين الدولارات، وجعلت أوضاعهم الاجتماعية بحالة ارتباك.

استسلام وكذب ونيابة أبدية

أشهر قليلة، وتدق ساعة الحقيقة، والشعب سيكون عملياً مصدر القرار، فلا الإستسلام للكذب في الانتخابات المقبلة ولا الخضوع للنفاق المستمران منذ ثلاثة عقود يمنع من تحمّل المسؤولية والمحاسبة في الصناديق وطرد العابثين والمستنوبين (…) الذين يتحدثون في الغرف المغلقة وبين خلواتهم الحزبية (…) عن “نيابتهم الأبدية” وهذا تجاهلاً واستخفافاً بعقول الناس والناخبين الذين آن لهم “الرفض والطرد لصوتٍ عالٍ”.

فلبنان ومنذ ثلاثين عاماً دخل في نفق لا نور في آخره، سلطته رمته في البئر وأجهز عليه إخوته، محكوم من منظومة تحاول إعادة إنتاج ذاتها بتسليم الدفة لأبنائها ومحسوبيها كـ”صك براءة ذمة ومقعد تقاعدي (…)، وفي مواسم الانتخابات فإن الأبناء لن يأكلوا الحصرم لأن الآباء أكلوا الأخضر واليابس وقضوا على كل الحقوق والمكتسبات بحق هذا البلد وناسه، فوعدوهم بجهنم فكان بئس المصير على الأرض، نهبوا عرق جبينه وجعلوه متسولاً على أبواب الدول المانحة وغير المانحة، وها هم اليوم في رحلة التسليم والتسلم يديرون الأزمة ويبحثون في موازنتهم عن جنس الدولار الجمركي، ويسعون فيما تبقى من فلس الأرملة لتطويق أبسط سبل العيش والحقوق بضرائب جديدة ووكالات حصرية في القبض على الأرواح، وتجار الأزمات راكموا الملايين من بؤس الناس، ولأن وعود الكهرباء صرفت هدرا في سوق المناقصات والمحسوبيات وسلفتها الموعودة لن يكون مصيرها أفضل من مصير البواخر التي تبخرت على خطوط التيار السياسي العالي، ولا كهرباء، حيث البقاع الغربي يعيش ظلاماً دامساً تحت حججاً وهية على خطوط وهمية مقطوعة وأخرى مضغوطة بحماياتٍ ومكونات وصوغ الذريعة جاهزة، فيما لم نجد نائباً يحرّك ساكناً، ولا مرشحاً مدركاً للأخطار، على وقع مصلحة الليطاني التي تنبؤنا ببيانات متناقضة بين زيادة المخزون المائي في بحيرة القرعون وبالتالي زيادة إنتاج الطاقة بهدفٍ انتخابي وتمرير التغذية لقرى أخرى لتعود ببيانٍ آخر أن المخزون غير كافٍ، في الوقت الذي تنعم القرى المغذاة كهربائياً من الليطاني لتتكهرب ظلاماً دامساً، في وقتٍ يطالعك كرشح آخر ليوزع الخبز على المحاسيب تماماً كالمال الحزبي الذي “يُحرّك” في ليلةٍ أملٍ على “حاشيتهم” مرفق بـ”إعاشةٍ” وكأن نهاية المأساة الإجتماعية تقف عند هذا الحد، أما مازوت التدفئة فلا مكان له إلا عند الأغنياء وميسوري الحال.

 “سهلنا والجبل”

التحضيرات للإنتخابات بدأت من أوسع أبوابها في البقاع الغربي وراشيا، حيث أقيم اليوم حفل إطلاق ائتلاف ۱۷ تشرين وقوى التغيير في البقاع الغربي وراشيا تحت مسمى “سهلنا والجبل” في صالة مطعم الكنز في راشيا، في حضور أعضاء الائتلاف الذي حشد جمهوره على وقع هتافاته المعهودة. 

الحفل افتتح بالنشيد الوطني اللبناني، وتعريف من مريم الخطيب، بعدها عرض شريط مصور لمقتطفات من تحركات المجموعات الثورية في راشيا والبقاع الغربي.

أبوشهلا 

وألقت كلمة الائتلاف نجوى أبوشهلا كلمة قالت فيها: “سنتان ونيف على انطلاقة ثورة 17 تشرين، وأحزاب السلطة الحاكمة لا تجيد سوی صم الأذان والمزيد من المحاصصة في حكومات ترسم وتنفذ سياسات التجويع والعتمة وحبك مؤامرات التخوين والترهيب، ومجلس نيابي فاقد المشروعية يشرع سرقة المال العام ويحمي المرتكبين، بمباركة من سلطة دينية تؤمن الغطاء لمغتصبي الوطن”.

وأضافت: “انطلاقاً من مسؤوليتنا الوطنية وقناعتنا بأن هذه النقمة الشعبية يجب أن تترجم في السلوك العام، وجدنا من الواجب علينا أن ننقل هذه الحالة الاعتراضية من حالة انفعالية غاضبة إلى حالة واعية وطرح البدائل الجدية لإصلاح ما أفسدته الطبقة الحاكمة لعقود”.

وختمت: “وكما صدحت أصوات الثورة في الساحات والنقابات والعديد من المحطات، اجعلوا أصواتكم تصدح دعماً للتغيير في صناديق الاقتراع ملاقاةً للمسار التغييري في كل لبنان، حتى نعيد وجه لبنان الحضاري والراقي”. 

كما تم عرض تفاعلي للرؤية السياسية للإئتلاف قدمها أمير بركات ورولا أسعد واختتم الحفل بنداء لجميع القوى والأفراد الراغبين بالإنضمام للإئتلاف في المرحلة القادمة.

شاهد أيضاً

شباب لبنان …شباب العلم

/ابراهيم ديب أسعد شبابٌ إلى العلياءِ شدّوا وأوثقوا وطاروا بأسبابِ العلومِ وحلّقوا وقد ضمّهم لبنانُ …