عبد سعود.. آخر “رياس المينا” يبحر بعيداً عن بحر “عين المريسة”

زياد سامي عيتاني

بصمت الحسرة والمرارة اللتين كانتا تنتحب قلبه حزناً على ما آلت إليه “عين المريسة” وميناء صياديها من تحولات ومتغيرات أفقدتها هويتها ومعالمها كقرية في مدينة، رحل عبد الوهاب سعود آخر “رياس المينا” من الجيل القديم، لتنطوي مع وفاته آخر صفحة من كتاب “مينة عين المريسة” وتاريخها العضوي مع بحرها ومغامرات صياديها…


عبد سعود لم يكن ريساً عادياً من رياس البحر من أبناء جيله، بل كان يمتاز عن سواه بمعرفته الواسعة ومعلوماته التاريخية بكل ما يتعلق ببحر منطقته وأسراره، من خلال رحلته الطويلة مع البحر بكل تموجاته وتقلباته ومخاطره، التي راكمت تجربته الغنية، وجعلت منه بالفطرة والخبرة ملماً بعلوم البحر وثروته السمكية ومواسمها وأماكنها، فضلاً عن إلمامه وتوقعاته بالتغييرات المناخية والعواصف وعلاقتها المباشرة بمواقيت إبحار المراكب من عدمها، لا سيما خلال فصل الشتاء…
لقد أمضى عمره سارحاً بمركبه في بحر “عين المريسة” الواسع، دون أن يهاب مخاطره ومصاعبه، بل كان بخبرته وسعة معرفته بأسرار البحر يعرف كيف يروض الأمواج العاتية، وكيف يتعامل مع الظروف المناخية الصعبة عندما كانت تهب العواصف…


كان الريس عبد الوهاب سعود بحق مرشداً بحرياً وموسوعة في شرح وتفسير كل الظواهر البحرية وكل أنواع الأسماك ومواسمها، فضلاً عن أنه كان يملك ذاكرة أشبه بكتاب تاريخ توثق كل المحطات والأحداث البارزة التي شهدتها “عين المريسة، فضلاً عن قصص وحكايات البحارة والصيادين ومغامراتهم مع الأزرق المالح، بحثاً عن رزقهم…
رحم الله الريس عبد الوهاب سعود، آخر “الرياس”، المخضرمين الذي أبحر إلى أبعد من “عين المريسة”…

زياد سامي عيتاني

شاهد أيضاً

إيران: نؤكد وجود مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة في مسقط

ممثلية إيران لدى الأمم المتحدة تؤكد الأخبار المتداولة بشأن مفاوضاتٍ غير مباشرة بين طهران وواشنطن …