ليرة أردوغان تسقط بسرعة النيزك..!!

 

العدالة تذيق بعضا من العدالة لحزب العدالة والتنمية التركي، الأقتصاد التركي رغم كل سرقاته من أقتصاد السوريين.. من ثورتهم وأموالهم وعرقهم فإنه ينزف ويزداد جوعا”..! ورغم كل الأبتزاز الذي مارسه أردوغان على السعودية وقبض المليارات من أجل قضية الخاشقجي.. فإن كل تلك الأموال والسرقات والرشاوي طارت وتبخرت في خسائر ﻻمثيل لها في البورصة التركية..

تركية مقبلة على مرحلة جديدة صعبة، وكل مايفعله أردوغان لإنعاش الليرة التركية لن ينفع.. الأتراك الذين أنتظروا القطاف العظيم، وقفوا في الطوابير اليوم تتوسل الخبز بعد أن عاشت في وهم أردوغان بأنه سوف يطعمها المن والسلوى والموائد العثمانية في دمشق والقاهرة وتونس وليبيا.. ويدعوهم إلى ولائم النصر والغنائم.. في الجامع الأموي والجامع الأزهر..!! وسيقطف الخيرات والمسروقات كما فعل جده السلطان سليم عندما دخل دمشق وأرسل كل ماوجده إلى أستنبول..

لن تنفع اردوغان اليوم كل الوسائل لاعادة الليرة التركية الى الحياة .. الليرة التركية تموت فيما ينهمك كل السياسيين الاتراك بعملية التنفس الاصطناعي وصدمات الكهرباء وحقن الادرينالين .. ولكن الليرة التركية تحتاج الى معجزة لكي تنهض .. فقد حلت عليها اللعنة .. وهي تسقط بسرعة تفوق سرعة سقوط النيازك .. وتشبه حركة سقوطها سقوط قذيفة وصلت الى سرعتها النهائية وبدأت بالسقوط .. انها سقوط يشبه اللعنة فعلا .. واللعنة لاتزول الا بعد حلول كارثة ..

الأمر ليس فيه اي مؤامرة، بل نتيجة منطقية وطبيعية لاقتصاد أقامه الاسلاميون الاتراك بنفس عقلية الفكرة العثمانية وهي ان انهاض الاقتصاد يعتمد على سرقة شعوب اخرى واخضاع شعوب اخرى تعمل لنا وترسل خيراتها الى استانبول كما فعل سليم الاول وخلفاؤه .. ولذلك لايوجد اقتصاد حقيقي في تركيا لأن الأتراك ليسوا أهل صنعة وليسوا صناعيين وليسوا أهل تجارة .. وكل الزراعة هي التي يقوم بها الجنوب والجنوب الشرقي حيث كيليكية السورية القديمة .. وانتعاش الاقتصاد التركي الذي حدث مثل الطفرة منذ عام ٢٠٠٦ سببه الفرصة الوحيدة اليتيمة التي حدثت بالانفتاح على الجنوب العربي عبر سورية .. وانتعش اكثر في فترة الثورجيين السوريين وداعش التي كانت فيها تسرق كل مخازن ومستودعات ومنتجات وصناعات وخيرات سورية وترسل الى تركيا التي عاشت بحبوحة .. ولما جف نهر السرقات وجفت داعش .. جفت عروق الاقتصاد التركي ..

حزب العدالة والتنمية مثل الليرة التركية ارتفع معها وهبط معها .. ومن يظن ان الاميريكيين سينقذون الاسلاميين الاتراك فهو واهم ليس لأنهم ليسوا حلفاءهم بل لأن الاميريكيين موجودون في تركيا قبل الاسلاميين ومع الاسلاميين وبعد الاسلاميين .. ووجودهم في تركيا لن يتغير بتغير من يحكم استانبول .. كما هم موجودون في مصر مع السادات وبعد السادات .. ومع الاخوان في مصر وبعد الاخوان في مصر .. ولايتغير شيء مهما تغير الحكم طالما انهم مستقرون في قلب مؤسسات الحكم .. وعلى العكس هم يفضلون ان يتم تغيير الحكم اذا بدأ السخط الشعبي يتفاقم .. ولذلك فانهم غيروا حسني مبارك عندما زاد السخط الشعبي .. ثم لم يمانعوا في تغيير الاخوان بسبب سوء ادائهم وازدياد السخط .. وسمحوا للجيش المصري ان يقتلع الاخوان بشرط ألا يقتلع شيئين .. السفارة الاسرائيلية وكامب ديفيد .. لأن كامب ديفيد هي عصب الوجود الامريكي في مصر .. وكل من يريد ان يغير في مصر او تركيا عليه ألا يقترب من المقدسات السياسية الامريكية وليفعل مايشاء بغيرها .. وكامب ديفيد وعضوية تركيا في الناتو هي مقدسات أميريكا

عملية التجميل لن تجدي في تحسين الأقتصاد التركي فبعد ال 15 مليار دولار الأمارات كحقنه مورفين مؤقتة.. وبالانتهاء من مفعولها بدأت العملة التركية بالهبوط بوتيرة أسرع، أيضا المحاولة الجديدة، عندما قام البنك المركزي التركي بحقن.. السوق بكتلة ضخمة من مخزونه النقدي بالعملة الصعبة.. وتقدر ب18 مليار دولار وهي تعادل بعض ما أدخره وسرقه من الشعب السوري خلال سنوات ومن المساعدات الخليجية. ولكن يجب أن يعرف كل الواهمين الساذجين.. بعد أن تم بيع كتلة 18 مليار دولار لتحسين صورة الليرة.. وهذه الكتلة النقدية التي انزاحت من البنوك، بقي مكانها فارغا” المعضلة الآن هي كيفية تعويض هذا النقص الهائل..

هذه العملية التجميلية المؤقتة المكلفة 18 مليار دولار عدا” ونقدا” والتي جعلت الخبراء الاقتصاديين يبتسمون.. ما حدث فعلا” هو أن أردوغان رفع أسعار الفائدة دون أن يعلن ذلك صراحة.. وبعد هذه العملية التجميلية سيحدث الأنتكاس حتما. وستحتاج الليرة إلى 18 مليار دولاركل مرة لحقن السليكون في ثدييها المترهلتين وشفتيها ووجنتها… والقادم أعظم ﻷن المرض في الليرة التركية مستحقا..

ويبدو أن أسعد الأيام لأردوغان هو أيام عطلة البورصة العالمية كي ينام قليلا من غير ان يفيق كل صباح وهو يسمع صوت صفارات الانذار القادمة من البنوك التركية .. وطلب التبرع بالدم لليرة التركية التي تدخل غرف العمليات كل يوم لانقاذها ..
في كل يوم خطة من مكتب اردوغان .. وتنجح الخطة لساعات او لأيام ثم فجأة تنهار الليرة التركية وتتفجر البورصة .. وتباع الاسهم كما لو أنها نذير شؤم ..

تابعوا مصير الليرة التركية في العام الجديد.. منظر سيسر الناظرين إليه.. وسيخلع قلوب الأردوغانيين ويشقها حزنا على ليرة الخلافة والخليفة.. والسبب هو أن هناك حاجة لمعجزة لتحسين الوضع بشكل دائم.. وليس هناك أحد مستعد لمساعدة عملة مريضة ونظام مريض قدم كل مايقدر من خدمات.. ولم يعد هناك مايقدر على تقديمه للغرب. وصارت كلفة أبقائه غير أقتصادية وأضاعة للأموال..

تابعوا بهدوء أخبار الليرة التركية أنها تدفع ثمن مغامرة حمقاء لحزب العدالة والتنمية.. الذي بدأ بشعار صفر مشاكل.. وسيصل إلى ليرة قيمتها صفر عملة.. وإلى خزينة تركية فيها صفر دولار.. إنها نهاية المعجزة الأردوغانية..

شاهد أيضاً

في أجواء سورة الجمعة

✒️ المرجع الراحل السيِّد محمد حسين فضل الله. 📖 تفسير من وحي القرآن . _________ …