ما أجملَ ردّ جبران على العنصرية التي ينشرها البعض في لبنان ضد السوريين!!!!!

✍ بقلم  د. جمال شهاب المحسن

 في مواجهة العنصرية والتطاول والإجرام بحق الأُخوَّة السورية اللبنانية والتي كان منها منذ فترة إحراق مخيم النازحين السوريين في المنية شمالي لبنان وقبل ذلك تشريد وطرد العائلات السورية من منطقة بشري وقيام ميليليشيات ” القوات اللبنانية” بقرار مجرم بالتعرّض للمواطنين السوريين المتوجّهين الى سفارة بلادهم في اليرزة في منطقة بعبدا للإدلاء بأصواتهم في الإستحقاق الرئاسي الوطني السوري ، نذكّرُ الجميع بنَصٍّ للأديب والشاعر الكبير جبران خليل جبران السوري اللبناني إبن بشرّي  كتبه منذ قرنٍ كامل ..  وكأنّه كتبه اليوم ليعبّر فيه عن إنسانيتنا  ووطنيتنا وعن الأخوّة السورية اللبنانية ، فيقول فيه: (يا أخي السوري، أنتَ مصلوبٌ و لكنْ على صدري .. و المساميرُ التي تثقُبُ كفّيْكَ و قدميْكَ تخترقُ حِجابَ قلبي ، و غداً، إذا ما مرَّ عابرُ طريقٍ بهذه الجلجلة، لن يُميّزَ بين قَطَراتِ دَمِكَ و قَطَراتِ دَمِي) ..

هذه الوجدانية الصادقة تؤكد المؤكَّد أن السوريين واللبنانيين شعبٌ واحدٌ ومعاناةٌ واحدة وعيدٌ واحد وتاريخٌ واحد ودورةُ حياة واحدة ومصير واحد  …     

ما أروعَ  جبران خليل جبران في إحساسه وكلماته المشِعّة أبَدَ الدَّهر …

ولِمَن يريدُ التعمُّقَ في تاريخ العلاقة السورية اللبنانية فليرجعْ إلى جبران خليل جبران السوري اللبناني ونصوصه الخالدة … وما  أجملَ ردّه على العنصرية التي ينشرها البعض في لبنان هذه الأيام ضد السوريين !!!!! علماً أن الإتفاقات التي تنظّم العلاقة بين البلدين الشقيقين بحاجةٍ إلى تفعيل وتنفيذ وتعزيز ولا سيّما في هذه الظروف الصعبة …    

يا جماعة الخير ، (مش بس عنصرية ضد السوريين في لبنان) … وأكثر من ذلك ( طالعين اليوم بنغمة التخويف من توطينهم ) … يا عيب الشوم على هيك ناس بلا ضمير وبلا إحساس … (وعاملين حالُن وطنيين وإعلاميين و”محلّلين”!!!!!) حيث سمعتُ وشاهدتُ أحدهم يتشدّق بهذه النغمة السخيفة على تلفزيون الجديد ( العتيق المهترئ ) الذي يدّعي صاحبه ب”الوطنية والقومية ومحاربة الفساد” وهو بعيدٌ كل البعد عن هذه الشعارات الطنانة والرّنانة ويستخدمها كقِناعٍ يختبئُ وراءه فيتكلم وكأنه يمتلك الحقائق الخفية والمعلنة ولسان حاله يقول ( يا أرض اشتدّي وما حدا قدّي)  … ولكنْ جاء مَن يعرفُكَ “يا بلوط” .

* إعلامي وباحث في علم الإجتماع السياسي