تجربتي مع المسرح (تتمة1)

المهندس عدنان خليفة

ونعود إلى أصل الموضوع ٠٠٠
ونتابع مع ما رافق المسرح في بيروت مع بداية التسعينات من إبداعات وآهات ٠٠٠
الآه الاولى والساطعة ٠٠ كانت مع إنطلاقة ما سُمّي بالجمهورية الثانية ٠٠ وما دون ٠٠ ( ما كان خلينا بالاولى !..)٠٠ عندما بَرعَمت وبرَعت وبدّعت مسارح بيروت ٠٠ لم يكن أولها مسرحية الواد سيّد الشغال لعادل إمام في البيكاديالي٠٠ وليس بعيداً عنها رائعة الفنان محمد صبحي وعنوانها (وجهة نظر) الهادفة والساخرة بين أعمى البصر وأعمى البصيرة ٠٠ وتعريجاً على ( جوز الجوز ) لبيار شمعون ٠٠ أو ( بليز مع وقف التنفيذ ) لمارسيل مارينا – إذا لم تخن الذاكرة – وكل مسرح بيروت للست نضال الأشقر مروراً بمسرحية بخصوص الكرامة والشعب العنيد – لزياد الرحباني – ونصفها الآخر ومسرحية لولا فسحة الأمل ٠٠ وغيرهم ٠٠ وغيرهم ٠٠ وأكثر ٠٠٠
وفجأة بدأ التدرّج والتدحّرج..
ووصلنا إلى الآه الثانية – الرمادية – وكانت مع بدء طغيان موجة الفاست فوود والإرتجال الهابط وعلى كل الأصعدة اللبنانية في السياسة والمال والإقتصاد حتى والعقيدة أو المبادئ ٠٠ وكذلك الفنون بما فيها المسرح الذي تحول إلى سهرات الساعة العاشرة ٠٠ أو ما بعد منتصف الليل ٠٠ ديسكو ٠٠ وطرب (طربشة) ٠٠ وإستعراض حوريات ٠٠٠
وبسحر ساحر فرضت نفسها الآه الثالثة – الشاحبة – عندما زحف إلينا او علينا فرق الطرابيش والقباقيب والأراكيل والمعسّل وكل انواع الدخّان ٠٠ الذي دوخنا وداخ – بعد الفول !.. والذي سُمّي زوراُ بالطرب ٠٠ وما هو إلا طربشة منبرشة ( أي موصولة بنربيش) وما يشبهه في ذلك كان في فذلكة السلطة والسياسات اللافنيّة والإدارات الغير مسؤولة الى ما هنالك من سقطات وطنية ٠٠٠ وأقل ما يقال فيه انه كان كل الوطن تجتاحه ظاهرة الإدمان – برأيي مبرمج وممنهج فساداً وإفساد – على الإرتهان والإرتجال والكسل والإحباط ورضاعة الوهم والدخّان والوهن والسراب ٠٠٠
وكأننا انتقلنا مأسورين من الإيمان والتسليم بأننا من التراب وإلى التراب نعود !!.. إلى الدفع بالمجتمع للإستسلام لقناعة أنه من الدخان وإلى الدخان يعود !!!…
وانفختت طبقة الأوزون ٠٠ وطبلة الأذن ٠٠ وربما العقول وباقي الحواس ٠٠٠
ثم هبطت علينا مسرحية وطواطية صامتة ٠٠ صادمة ٠٠ اسمها كورونا ٠٠٠
توّجتنا بالكآبة و تحّفتنا مكبّلين ٠٠ وحجّرتنا وحجَرتنا في الزوايا ٠٠وكهّفتنا ٠٠ وفرضت بلاءً ووباء وكأنها إمتداد لسياسة سلطة الميليشيات ٠٠٠
ولكن وبرغم كل هذة الإبتلاءات ٠٠ ألصقنا فيها بعض الحسنات بعكس ما زرعه الزعماء ٠٠ كمثل أنها وحّدتنا أو نبّهتنا ٠٠ أو على الأقل لم تفقدنا كل الرجاء ٠٠ وكان اللقاح وبعض الأمل ٠٠٠
وبين أدوار الكوميديا أو التراجيديا وكل أنواع التمثيليات ألتي واكبناها كان صدق المشاعر مع هامش الإختيار في المسرحيات والتفاعلات ٠٠٠
إلا مسرحية واحدة ٠٠ جمعت كل هذة التناقضات ٠٠٠
كوميجيدياحية في مسرحية وأحدة ( كوميديا وتراجيديا وإباحية ) ٠٠ سياسية قابضة على الوطن والمجتمع والنَفَس ٠٠ وخزعبلات بكرافاتات !!!…
خفّشت (خفافيش) أحلامنا ٠٠ عسّلت ( خدرتها بالمعسل ) اوجاعنا ٠٠ وفاسبكت (فيسبوك واعلام وإعلان مُسخّف ) اجيالنا بالمتاهات ٠٠٠
هي آه أو آهات ٠٠ لا بل تأوهات فاقت كل التوقعات !!!..
ملعبها ساحة واحدة ٠٠ وجمهورها ( lebanese. 5G ) يَرتعُ في كل الساحات ٠٠٠
نجمة المسرحيات والساحات ٠٠ أفقدتنا وضوح الرؤيا ٠٠ وكأنها كورونات جاءت بالإنتخابات ٠٠
فقأت باقي الحلم ٠٠ وأجهضت كل موعود ورجاء ٠٠ حتى والنستلجيات !!!..
بعثرت المال والبنين وزينة الحياة ٠٠ حتى والباقيات الصالحات !!..
سلطة أو مسرحية فاشلة إنتخبها جمهور فاشل ٠٠٠
وقيل ويقال إصبروا ٠٠ وانتظروا ٠٠ واستمتعوا بما هو آت !!..
هيهات وهيهات ٠٠ وللبقية تتمات ٠٠٠

يتبع –

المهندس عدنان خليفة

شاهد أيضاً

في أجواء سورة الجمعة

✒️ المرجع الراحل السيِّد محمد حسين فضل الله. 📖 تفسير من وحي القرآن . _________ …