لإبنتي ملاك … في يومِ مولِدها

علي رفعت مهدي

• 

اثنان وعشرون عامًا …
وكرّت سبحةُ الأعوام …
كنتُ آمل ُ لكِ يا ابنتي :
ان تكون اعوام العمر ؛ وسنين الحياة على شاكلةِ قلبك ؛ وقلوب نظرائك من ابناء لبنان ؛ وشباب لبنان ؛ وعقول لبنان الخلّاقة الواعدة …
ولكن ….
“… ما كلُّ ما يتمنّى المرءُ يدرِكهُ …”
وما قيمة الامنيات في بلدٍ نبحثُ عن لحظات الفرح فيه بحثًا ؛ في الوقتِ الذي تتداك المصائب والويلات على رؤوسنا ؛ وتنهمر الأزمات على آفاقِ حياتنا … فيجتاحنا القلقُ والخوفُ والرّعبُ على ما ينتظركم من أيّام سوداء ؛ ودهاليز مظلمة قاتمة ؛ وعقبات ومشكلات لا يعلمُ الا الله تعالى نقاطَ الضوء والخلاص في نهاياتها …
ابنتي الحبيبة ملاك :
اثنان وعشرون عامًا …
سعينا فيها كأهلٍ غيارى على فلذاتِ اكبادهم لنرسم لكم بعض خرطشات الأمل بوطنٍ يشبهكم ؛ ومستقبلٍ تستحقونه ؛ وحياةٍ زيّناها لكم بالكثير من الإرشادات والتوجيهات لعلَّ الله يحدِثُ بعد ذلك امرا …
فكان ما كان …
من تدمير حياتنا واحلامنا وآمالنا المعقودة عليكِ وعلى ابناء لبناننا الحبيب … وكان ما كان من إلباسنا كلّ اثقال الإحباط واليأس والموت والفناء …
وما ادراكم يا ابنتي ملاك _ بعواقب الجحود ونكران النّعم في هذا اللبنان العجائبي الذي صار حلمًا ؛ وقصيدةً استظهرتم ابياتها حين كنتم صغارًا تتلقون العلم والتربية في مدارس ِ آمالكم وامنياتكم واحلامكم ؟؟
ووصيتي :
كوني مع الله …
اعملي في عين الله …
توكّلي على الله … وآمني انَّ الله لا يغيرُ ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم ؛ لهذا غيّري نفسك ؛ لتغيّري واقعك … وماضيكِ … ومستقبلك … وتاريخك … ووقائع حياتك … ورددي دائما وابدا :
إلهي … وهبتني فرصة ً جديدة من ثواني الحياة ِ ودقائقها وساعاتها وربما من شهورها وسنواتِها … وقد مضىَ اثنان وعشرون عاما ً من عمري ، تزوّدي من الدّنيا ما تحرزين نفسكِ به غدا .
وليكن دعاء قلبك :
“… اللهم َّ آجعلنا ممن يستمعون القول َ فيتَّبعون َ أحسنه ُ أولئِك َ الذين هداهم الله وأولئك هم اولو الألباب ِ … اللَّهُمَّ اجْعَلْ مُسْتَقبَلَ أمري خيراً مِنْ مَاضيهْ وَخَيْرَ أَعْمَالِيْ خَوَاتِيمَها وَخَيْرَ أَيَّامِي يَوْمَ أَلْقَاكَ فِيهَ … ” …
والدكِ :
علي رفعت مهدي
22 حزيران 2021