صراع الوجود والحدود ٠٠٠

بقلم المهندس عدنان خليفة ٠٠٠

ومنذ فجر التاريخ وصراعات البشرية كانت تتنقل بين الأقانيم (السماوية) والأقاليم (الأرضية) ٠٠٠
وجاءت الحرب العالمية الأولى المفصلية ٠٠٠
فكان ما بعدها ٠٠ غير ما قبلها ٠٠٠
وما تبع ذلك من تداعيات ومخاض عالمي إستمر يتأجج ويتأرجح حتى نهاية الحرب العالمية الثانية ( منتصف القرن العشرين ) والتي فرضت وكرّست مع نهايتها معظم واقع وحدود وسقوف دول العالم والأمم كما هي موجودة اليوم بين منتصر ومهزوم ومظلوم !!.
وهنا توقف التاريخ والجغرافيا !!.
وكان كل من حضر السوق باع واشترى !!.
إلّا شرقنا الأوسط (وخاصة بلاد الشام ) الذي كان له الحصة الكبرى في التفتيت وتقسيم المُقسّم والمظلومية ٠٠٠
وانتهت الأمور هنا بكيانات معظمها ملغوم ومأزوم وبقرارٍ أممي مفصلي (181) بتقسيم فلسطين بمناصفة تقريبية بين الإسرائيليين والفلسطينيين عام 1947 ٠٠٠
ثم جاءت الضربة القاضية مع هزيمة العرب في حرب 1967م ٠٠ التي شططت العروبة وشتتت القضية ٠٠ وفلسطين ٠٠٠
وبسحر ساحر إنقلبت بعدها اللاءات العربية والتي عُرفت بلاءات عبد الناصر ( لا صلح ٠٠ لا تفاوض ٠٠ لا اعتراف ) الى لاءات اسرائيلية الى اليوم !!.
وحده هلالنا استمر في الدوامة المستدامة ٠٠٠
[ وحال واقعنا اليوم أشبه بعروس (فلسطين) تتعرض للإغتصاب ٠٠ وبي العروس ( الهلال الخصيب ) كما وبقية إخوتها يترقبون ومنقسمون بين أم العروس ( العروبة ) وخالتها أي الزوجة الثاني ( إيران ) الضرائر ٠٠ والشرعية الدولية أشبه بمحاكمنا الشرعية !!. ] وأخطر ما يحتوينا اليوم هو ما يحتويه الهلال (المفترض خصيب) من تناقضات !!..
وعلة العلل ( ونحن اليوم في القرن 21 !! ) أنه ما زال الصراع قائماً ومستفحلاً بين من يقال عنهم علماء الفتاوى والحريديم والحريم ( مع ان معظم بناتنا اليوم تجاوزتهم ثقافة وتعليم ) ٠٠ مع من تبقّى من علماء التحرر والتحرير ٠٠٠
وتبركنت ( من بركان ) المنطقة بإنقسام مدمّر أفقي وعامودي بين المذاهب الدينية والسياسة وعقائد الإنتماء وقصائد الولاء !!..
ولا أولويات ٠٠ واختلط الصراع على الحدود بالوجود والأقانيم بالأقاليم والماورائيات بالنظريات ٠٠ والحابل بالنابل بالحنبليات ٠٠٠
وامتهان تغطية السماوات بالقبوات !!.
أمّا النخبويون ومن يفترض بهم أن يكونوا من أبناء النور والنهضة فقد عُطّل دورهم وأصبح معظمهم خارج التغطية أو الخدمة على يد أعداء الداخل من أبناء الجهل والظلام ٠٠ وعطفاً على أعداء الخارج اللئام٠٠٠
وهذا طبعاً لا يعفي كذلك بعض قصور المثقفين ( المفترض أحرار ) في قصورهم ٠٠ ودلعهم وتقصيرهم !!.
وما أحوجنا اليوم – وأولاً – الى ما يجمعنا٠٠ خاصةً وبدءاً من الإيمان الخصيب٠٠٠
الذي قال فيه ( سنديانة الهلال ) سعادة :
” ومنّا من أسلم لله بالحكمة “٠٠٠
ورأس الحكمة ( وهذا أكثر ما نفتقد ) يبقى في التوازن العاقل بين الدين والسياسة والعلوم ٠٠
ومشروع الدولة العادلة٠٠ كمقدمة لأمّة فاعلة ٠٠٠
لنستحق أن نكون٠٠ أو لا ولن نكون !!..

بقلم المهندس عدنان خليفة ٠٠٠
لبنان ٠٠ 28 – 4 – 2024 ٠٠٠

شاهد أيضاً

اجمل القصص 🤍🦋🤍

لما المأذون جه عشان أطلق مراتي كنت فرحان إن خلاص كل المشاكل هتنتهي ، لما …