وإن عدتم عدنا..

د.السيد محمدالحسيني


تنفَّس الصبحُ فوق البحر بإتجاه الجبال العنيدة أبخرةً أمطرت ربيعاً فوق السفوح …
هناك،عند عتبة السهل حيث فم ُ الوادي المتثائب بالضباب ، تقدَّمت هممُ المقاومين ، طلائع رصدٍ وكمائن شعاب … حيثما تولي وجهك يصدمك الصمت . الطريق الى فم التنين ترشد إليه ضربات قلبك المتواترة !
هناك، وادي الشهداء ! هناك ، لست وحدك في النزال .
مع ضربة الفأس الأولى تصبح أنت المبادرة ، العملاق بوجه الأتون .
أنت الكل والكل أنت . في الهجوم قبضتك فوهة بندقية ، ترمي الرعب وتقذف الموت الزؤام .أجنحة النصر تُقَّربُ لك المسافات وتسديدك يتجاوز البعد الثالث ، يتجاوز الصوت الى الصمت، يتخطى الضوء الى الفراغ ، لتخرج من الزمن بنصرٍ مبين …
هل من مبارز؟
أين أنتم يا شذَّاذ الآفاق؟ يا أبناء اللعنة، رؤوسكم المهشَّمة بالنجيع لن تلوِّثَ حربتي ، سأغسلها بماء النهر .ألم تنبِئكم قُرانا التي رفعت صوتها مع زغردةِ البنادق ودويِّ رعدِ المعارك أن مكانكم ليس هنا؟
إندحروا، فلا الحصون ولا الدروع ولا جحوركم الخرسانية ردَّت عنكم لهيبنا .
الجنوب داري … وإن عدْتُمْ عدنا وجعلنا جهنم لكم حصيرا…
لبنان داري وصخوره صوان قد لفظت أشلائكم للأبد. إندحرتم وأوصدتم الباب ورائكم.
هو عندنا، أوهن من بيت العنكبوت وأضعف من ذبابة وأعجز من ضفدع .
دائرة النار تحيط بكم ، تكبر وتكبر والله أكبر تصدع من مئذنة القدس وتدق في كنيسة القيامة أجراس الثورة على من دنَّسَ بيت الرب وجعله مغارةً للُّصوص . السماءُ تمطركم حجارةً من سجِّيل إنتقاماً .
هيا! إصطفوا أمام مزبلة التاريخ ، إبكوا حائط رذائلكم ولا تنسوا الخامس والعشرين من شهر أيار من العام الفين .نعم، إبكوا وليعلو في صفوفكم الصياح والعويل . عودوا من حيث أتيتم قبل أن تبتلعكم الأرض حيث ينتظركم الجحيم وينهي ما قد بدأ به نبوخذ نصَّر منذ آلآف السنين ..
هنيئاً لك يا شعب لبنان هذا العيد. أرضك هذه لك من جديد . عد إليها وازرع فيها الحب والدفء والحنان ، المجد لمن زرع فيها شهداء التحرير .
2000/05/25

شاهد أيضاً

شباب لبنان …شباب العلم

/ابراهيم ديب أسعد شبابٌ إلى العلياءِ شدّوا وأوثقوا وطاروا بأسبابِ العلومِ وحلّقوا وقد ضمّهم لبنانُ …