الرحمة الإلهيّة في شهر الله 

المرجع المجدّد السيد محمد حسين فضل الله 

إعداد وتنسيق د. علي رفعت مهدي

ايها الأحبّة:
لقد ورد في الحديث عن رسول الله (ص):
ان للجنة بابًا يدعى الريَّان لا يدخل منه الا الصائمون .
وعنه (ص):
لو يعلم العبد ما فى رمضان لود ان يكون رمضان السنة.
لقد نظر الله سبحانه إلى عباده بالرحمة، في هذا الشهر المبارك وعرف أنّهم قد يُخطئون من حيث لا يشعرون، أو يُذنبون من حيث لا يريدون، وقد يقعون تحت تأثير التيارات التي تضغط على مشاعرهم وأحاسيسهم ، فقال سبحانه وتعالى لعباده: { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِم لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } [الزمر: 53] لقد أوحى الله لرسوله (ص) أن يخاطب عباده ، أنّكم عندما تُخطئون، حتّى لو امتدّ بكم الخطأ مسافة بعيدة، فإنّني أترك لكم فرصة أن تعودوا إلى الصواب، وعندما تُذنبون وتَعْصُون، فإنّي أترك لكم الفرصة أن تعودوا إلى التوبة، لذلك إذا عدتم إلى التوبة، وانفتحتم على الصواب، ورجعتم إليّ واستقمتم في طريقكم ، فإنّ كلّ آثار الذنوب تُمحى عنكم، ولا يبقى في قلوبكم وواقعكم وماضيكم أيّ أثر، لأنّ ” الإسلام يَجُبُّ ما قبله”؛ يخرج الإنسان من الذنب بالتوبة كيوم ولدته أمّه، يكون بالذنب مبغوضاً عند الله، فيتحوّل بالتوبة محبوباً، والله يمنحه محبّته، ومحبّة الله هي السعادة كلّها التي تفيض على قلبه كلّ طمأنينة، وعلى حياته كلّ إشراق، وعلى شخصيّته كلّ لطف وقوّة، فأيّة سعادة أعظم من أن يكون الإنسان محبوباً من ربّه؟

والحمد لله ربّ العالمين !!!

شاهد أيضاً

كلية الأداب تلتحق بقطار تهديم العراق

بقلم: د٠ سرى العبيدي ✍️ سفيرة الجمال والثقافة العالمية قبل بضعة أيام صحى الشعب العراقي …