الصوم الإجتماعي

المرجع المجدّد السيد محمد حسين فضل الله 

إعداد وتنسيق د. علي رفعت مهدي


وهناك الصوم الإجتماعي،
فللمجتمع تقواه وضوابطه وقضاياه، ولكلّ هذه الضوابط والقضايا مسؤوليات، وذلك بأن لا تحدث أية فتنة تخلّ بوحدة المجتمع المسلم، فقد تدعوكَ نفسك الى أن تقول كلمة تثير فيها فتنة، وتقول أخرى تثير حرباً وحقدًا وعداوة، وبذلك فإنك تفطر إجتماعيًا على معصية من معاصي الله!!! فأن تصوم الصوم الإجتماعي هو أن تبتعد عن كلّ ما يضرّ الناس { ولا تبغِ الفساد في الأرض }. أي أن تصوم عن إفساد المجتمع في كل ما يؤدي إلى فقدان سلامته . وأن تصوم إجتماعيا فإن عليك أن تبتعد عن العصبيات كلِّها ، لأن التعصب ليس خيرًا، فإذا كنت تخلص لفكرك فإن ذلك لا يعني أن تتعصب له… بل أن تلتزمه، وهناك فرق كبير بين الإلتزام والتعصُّب،
فالتعصّب إنغلاق…. والإلتزام إنفتاح وقد ورد في الحديث عن عليّ عليه السلام: {الصيام إجتناب المحارم كما يمتنع الرجل من الطعام والشراب}.
وإذا عرفنا بأن المحارم لا سيما الإجتماعية هي التي تضر وتفسد المجتمع كما تفسد الفرد ، عرفنا السبب في الدعوة الى الصوم الإجتماعي الذي يشكل منهجًا في ترسيخ العلاقات الاجتماعية على أسس التكافل والتضامن والمحبة من خلال القاعدة الرساليّة { أحب لأخيك ما تحب لنفسك ؛ واكره له ما تكره لها}….
والحمد لله رب العالمين.

المصدر: كتاب تقوى الصوم ص 154 دار الملاك بيروت .

إعداد وتنسيق د. علي رفعت مهدي

شاهد أيضاً

لماذا يغضب البكاؤون

د٠ سرى العبيدي ✍️ آستغرب منذ يوم آمس شبكات التواصل الاجتماعي عل دخول فانشيستا ال …