أدباء وشعراء

إعداد وحوار الشاعرة رانية مرعي

جان قسيس، نقيب ممثلي المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون في لبنان (٢٠١٠ – ٢٠١٨)
رئيس مجلس إدارة صندوق التعاضد الموحد للفنانين (٢٠١٦-٢٠١٩)
عضو في جمعية أندية الليونز الدولية ،من مؤسسي المنتدى الثقافي “ديوان الكلمة” وأمين سره العام .
عمل في الصحافة المكتوبة، مستشار وملحق إعلامي في تلفزيون لبنان .
شارك في أعمال مسرحية وتلفزيونية وإذاعية منذ العام ١٩٦٨.
أستاذ في الجامعة اللبنانية، كلية الفنون الجميلة. ومارس التعليم في المدارس والمعاهد الرسمية والخاصة.
كتب العديد من المسرحيات والأعمال الدرامية وأعدّ الكثير من البرامج التلفزيونية والأبحاث لأفلام وثائقية لمحطات لبنانية وعربية.
صدر له في الشعر:
-كلمات للحب
-ما حدا متلك
-حلم الدني
-أنت مرا

شارك في العديد من المؤتمرات والندوات والمهرجانات الأدبية والمسرحية والإعلامية في الأردن والعراق وتونس وسوريا والشارقة وقطر والكويت ومصر والمغرب واسبانيا وايطاليا ورأس في بعضها لجان التحكيم.

القلم الجريء الذي يصوّب مسار الفكرة ويلبس المعاني ثوبها القشيب.

جان قسيس، نقيب ممثلي المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون في لبنان:


وسائل التواصل الإجتماعي من حيث تدري أو لا تدري، تعمل على تسطيح الفكر البشريّ، وهذا أمرٌ في منتهى الخطورة.

*حضرة النقيب أنت فنان شامل، برعت في كل مجال خضته.
حدثنا عن جان قسيس الكاتب وعلاقتك بالقلم?

التعاطي مع الكلمة ليس شأنًا عاديًّا في المطلق. وبالنسبة إليّ ، إنّ الكلمة هيكلٌ مقدّس لا يمكن أن يدخله إلّا المؤمن فيها. “في البَدء كان الكلمة…” ، من هنا أنطلق لأقول الكتابة عندي هي انغماسٌ في “المقدّس”، وهي نعمةٌ يمنحها الله للمبارَكين. كثيرون يكتبون، ولكنّ قليلين من يكتبون للخير العام، للفكر الإنسانيّ، لوجع الناس، للحريّة، للأمل، للحبّ وللجمال والثقافة. إنّ تسخير القلم يجب أن يكون من أجل أهدافٍ سامية ونبيلة، لا من أجل الشرّ وتأجيج الأحقاد وهدم أُسس الحضارة البشريّة. كذلك أرفض أن تكون الكتابة مجّانيّة لا هدف لها. الكتابة فعل بناءٍ ومحاكاةٌ مستمرّةٌ للقيم التي بها تستقيم الحياة ويسعد الإنسان.

*حاول الفيلسوف الألماني هيغل أن يظهر أن الفن هو محاولة لكشف المضمون الداخلي للحقيقة.
هل ثبتت مقولته من خلال ما نراه يُقدّم من أعمال على الساحة الفنية؟

ما نراه من أعمالٍ على الساحة الفنّيّة اليوم، في أيّ مكانٍ في العالم، وفي المجالات الفنّيّة كلّها، يأخذنا إلى غربةٍ عن ذواتنا، إلى آفاقٍ تكاد أن تجرّدنا من أصالتنا، وأحيانًا، من إنسانيّتنا. قليلةٌ هي الأعمال التي ما زالت تحمل الهمّ الإنسانيّ وتلاقي تطلّعات الناس. كان الفنّ في الماضي مؤشّرًا أوّل على مستوى حضارة الشعوب وركيزةً أساسيّة في بناء تلك الحضارة. أين الفنون من ذلك اليوم؟ بحجّة مواكبة العصر والتكنولوجيا تراجعت ملكة الإبداع عند الفنّانين، موسيقيّين كانوا أو مؤلّفين أو كتّابًا أو ممثّلين أو مغنّين. معيار التقييم تبدّل تمامًا والحكم على نتاجٍ فنّيٍّ معيّن بات محدّدًا بقيمته الإستهلاكيّة لا الفنّيّة، وهذه كارثة. كأنّ العنف والمآسي والغضب والجشع والويلات المسيطرة على عالمنا اليوم أثّرت سلبًا على طرق تفكيرنا وإيقاع حياتنا وجرفت تلك المسحة الجماليّة والإيجابيّة التي طبعت الأعمال الفنّيّة في الماضي. لنأخذ مثلًا الأعمال الدراميّة على الشاشات اللبنانيّة والعربيّة، نراها في معظمها غارقةً في السلبيّة والعنف والقتل والإجرام والخيانة،إلخ… أما عاد من مكانٍ لقصص الحبّ والرومانسيّة، أو للحكايات والقصص الحلوة الدافئة التي تملأ دفاتر مجتمعاتنا وتراثنا الأدبيّ؟ الإعلام الحديث ومنصّات التواصل الإجتماعيّ، رغم بعض الفائدة التي قدّمتها أحيانًا، تبدو وكأنّها ، من حيث تدري أو لا تدري، تعمل على تسطيح الفكر البشريّ ، وهذا أمرٌ في منتهى الخطورة.

*الفن مرآة الواقع.
أين الدراما اللبنانية من تحرك ١٧ تشرين الشعبي؟ ولماذا لم يستكمل الفن بما له من تأثير هذا المشهد الوطني؟

لطالما استفزّني موضوع الدراما اللبنانيّة تحديدًا، ولطالما كتبت أو صرّحت حول هذا الموضوع بكثيرٍ من الحسرة والأسى، وذلك انطلاقًا من سؤال طرحته دائمًا: هل للدراما التي نقدّمها في لبنان هويّة لبنانيّة، هل تبلورت هذه الهويّة؟ الجواب القطعيّ عندي: لا، ما نقدّمه من أعمالٍ دراميّةٍ لا هويّة واضحة له. كنّا في لبنان أوّل من أنتج أعمالًا دراميّة ، منذ مطلع ستّينيّات القرن الماضي،غزونا بها السوق العربيّة. بعد الحرب المشؤومة التي ضربت بلادنا عام ١٩٧٥، تراجعت وتيرة الإنتاج عندنا حتّى كادت أن تتوقّف. كان الهمّ دائمًا أن ترضي أعمالنا أذواق الآخرين ومتطلّباتهم لا أن ترسم لنفسها خطّا ذا هويّة لبنانيّة واضحة. أنتجنا وقدّمنا أعمالًا بدويّة وأعمالًا من الأدب العالميّ، لكنّنا نادرًا ما قدّمنا أعمالًا من صلب المناخ اللبنانيّ الغنيّ جدًّا بالمادة الدراميّة بفعل تنوّع مجتمعه .ولكن، ويا للأسف، لم نحسن إستغلال هذا الغنى، بل بالعكس، حوّلناه إلى نقمةٍ بدلًا من أن يكون نعمةً بين أيدينا. وماذا ننتظر من شعبٍ لم يتّفق على كتابة تاريخه. هذا أمرٌ موجعٌ حقًّا. من هنا، لا عجب ألّا تواكب الدراما اللبنانيّة الحراك الشعبيّ الذي شهدته الساحة اللبنانيّة منذ ١٧ تشرين الأوّل ٢٠١٩ أو تداعياته إلّا في حدودٍ خجولة.

*فن التمثيل مفروض أن يكون شغفه التوغل في الآخر لبثّ شجونه وهمومه .
لماذا نشعر أن معظم الدراما اللبنانية “نخبوية” بعيدًا عن الواقع الغني بمآس جديرة بتسليط الضوء عليها؟

خطأ معظم العاملين في الإنتاج الدراميّ اليوم أنّهم رسموا صورةً نمطيّة للدراما: قصور وشقق فاخرة وسيّارات فخمة وثراء وفحش… كأنّ الدنيا كلّها هكذا، ولا مكان للبؤس والفقر والكوخ… إنّها مسألة رؤية محصورة في ركنٍ واحدٍ بدلًا من أن تكون رؤيةً منفتحةً على كلّ الأبعاد وعلى كلّ المستويات الإجتماعيّة والإنسانيّة. والمشكلة أنّ الجمهور إعتاد على هذه الدراما فأدمنها. هذا الجمهور وصفته مرّةً بـ”الطيّب” الذي يقبل بما يُقدَّم إليه، فلا يُحاسِب ولا ُيطالِب. المهمّ أن يتسلّى ويمرّر الوقت.

*قيل: “المرأة كاهنة القضاء والقدر “
كيف يخاطب جان قسيس المرأة عامةً وفي كتابه الأخير “انتِ مرا ” خاصةً؟

المرأة في شِعري أميرةٌ أو ملكة، أو إلهةٌ أحيانًا. عندما أكتب للمرأة أو عنها، فأنا أنتقلُ إلى عالمٍ آخر غير دنيويّ وغير مادّي، عالمٍ فيه الكثير من الصفاء والجمال والحبّ والروحانيّة. فالمرأة في عُرفي هي الملهمة وهي القصيدة المجبولة بالعشق والشغف. إنّها روحٌ قبل أن تكون جسدًا ، وانتماءٌ وانخطافٌ صوفيٌّ قبل أن تكون شهوةً. لذلك، أنا في حالة العشق أطلع إلى السماء، إلى الشمس والقمر والنجوم والكواكب، أو أسرح في بساتين الورد ومروج الزهر ومواكب الفرح والنعمة، أو أرتمي على الشطآن الحالمة… في هذه الأماكن الجميلة أجد حبيبتي وأراها. وهذه المرأةُ المعشوقة هي التي تكتب نفسها في قصائدي، العامّية والفصيحة. تصبح هي لغتي وحروفي ووحيي وأريحيّتي. من دون المرأة لا حبّ ولا شعرٌ ولا حياة. من يقرأ كتبي “ما حدا متلِك”(٢٠٠٧) و”حلم الدِني”(٢٠١١) و”إنتي مَرا”(٢٠١٥) سيلمس حتمًا صدق ما أقول.

*ما هي الخطوات التي قمتم بها في النقابة لحماية حقوق الفنان اللبناني؟

ينقلني هذا السؤال من عالمٍ جميلٍ إلى عالمٍ متعبٍ وقاهر. العمل النقابيّ مُضنٍ وقاسٍ . أنا ترأست نقابة الممثّلين في لبنان مدّة ثماني سنوات (٢٠١٠-٢.١٨) حاولت خلالها إعادة لمّ شمل النقابيّين الذين تباعدوا عن النقابة بفعل الإحباط وعدم توافر قوانين صارمة تحمي حقوقهم.عام ٢٠٠٨، كان قد أُقرّ قانون تنظيم المهن في لبنان ومن ضمن بنوده إنشاء “صندوق التعاضد الموحّد للفنّانين”الذي لم يرَ النور حتّى عام ٢٠١٢ بعد مطالبات حثيثة لإصدار المراسيم التطبيقيّة المتعلّقة فيه، وهو يطال ثماني نقاباتٍ فنّيّة عاملة في لبنان . لا أدّعي الفضل وحدي، بل إنّ ما تحقّق هو نتيجة جهدٍ جماعيٍّ من جميع النقابات والنقابيّين.
إنتخبت رئيسًا لمجلس إدارة الصندوق عام ٢٠١٦ وانكببت على العمل مع أعضاء المجلس للبدء سريعًا بتقديم الخدمات للفنّانين. وبالفعل، تعاقدنا مع إحدى أهمّ شركات التأمين في لبنان، وتحمّل الصندوق ٥٠٪؜ من كلفة بوالص التأمين للفنّانين المنتسبين وعائلاتهم. كذلك بدأنا تقديم مساعدات إجتماعيّة ومرضيّة للفنّانين المحتاجين، واتّخذنا قرارًا بدفع مساعدة شهريّة لمن تخطوا الثمانين من العمر ، وقد نُفِّذ هذا القرار بعد انتهاء ولاية مجلسنا عام ٢٠١٩. كلّ ذلك، ولا زلنا في بداية طريق النضال لتحقيق ما يستحقّه الفنّان اللبنانيّ من حقوق، طالما أنّ الدولة ما زالت تماطل في تنفيذ القوانين التي تصدرها.

*كتاب: “صلاح تيزاني (أبو سليم) ديلّلارتيه لبنان” يتميز بالإسهاب والتعمق والصور النادرة .
حدثنا عنه باختصار وهل تفكر في تكرار التجربة لما قدمه هذا الكتاب من معلومات أغنت المكتبة الفنية لبنانيًا وعربيًا؟

كتاب “صلاح تيزاني(أبو سليم) ديلّلارتيه لبنان”، أردته أوّلًا تكريمًا لفنّانٍ كبيرٍ من وطني لبنان شكّل مع فرقته ظاهرةً في عالم الكوميديا اللبنانيّة والعربيّة، وزرع الضحكة في قلوب أجيالٍ من اللبنانيّن والعرب. أردت تكريمه وهو بعدُ على قيد الحياة، أمدّه الله بالصحّة والعمر الطويل. من جهةٍ أخرى ، أنا درست المسرح ودرّسته في كلّيّة الفنون في الجامعة اللبنانيّة واشتغلت في المسرح كممثّلٍ وكاتبٍ ومخرجٍ ومنتج، ومارست النقد الفنّيّ في الصحافة المكتوبة، وشاركت في مؤتمراتٍ ومهرجاناتٍ مسرحيّةٍ عربيّة ، ولم أجد في هذا كلّه أيّ اهتمامٍ في هذه المدرسة الفنّيّة العريقة التي ظهرت في إيطاليا منتصف القرن السادس عشر وأرست مفاعيلها الفنّيّة الصارمة في أوروبا والعالم : “الكوميديا ديللّارتيه”
‏(la commedia dell’arte).
ربّما نجد بعض المقالات عنها في المواقع الإلكترونيّة العربيّة وقلّةً نادرةً من الكتب المترجمة، لذلك أردت أن أكتب عنها علّي أضع شيئًا جديدًا من الثقافة المسرحيّة أمام أجيالنا الناشئة. أمّا العلاقة بين صلاح تيزاني وهذه المدرسة فمبنيّةٌ على ملامح محدّدة ومشتركة بينهما. الكوميديا ديللّارتيه تقوم على ثلاثة عناصر أساسيّة: “الكانڤا” وهي ملخص دلاليّ لمضمون العرض من أربع صفحاتٍ أو خمس، والقناع (النمطي)، والإرتجال. المفارقة هي أنّ “أبو سليم” لم يكن يعرف شيئًا عن هذه المدرسة، لكن، بفطرته وموهبته، ومن حيث لا يدري، صبّت تجربته الفنّيّة والمسرحيّة في أطارها . كان يكتب مسرحيّاتٍ قصيرةً من خمس صفحاتٍ أو ستٍّ،هي في مثابة “كانڤا” ولكن حواريّة، تتحوّل على الخشبة عرضًا مسرحيًّا من ساعتين أو أكثر، وذلك بفعل الإرتجال، وهو من سمات الكوميديا ديللّارتيه. كذلك ، فإنّ شخصيّات فرقة “أبو سليم”تحوّلت في دورها إلى شخصيّاتٍ “نمطيّة”. لذا أعتبر كتابي هذا ذا منحىً أكاديميٍّ وسيرةً شعبيّةً لفنّان كبير، في الوقت نفسه.
وطبعًا كنت أودّ تكرار التجربة، لكن بعد الأوضاع الإقتصاديّة المأسويّة التي فرضها علينا أهل الشأن،لا سامحهم الله، بات من المستحيل علينا التفكير في طباعة كتاب.

*لبنان أول من أنتج الدراما العربية في الستينات .
هل نستعيد هذا الدور أو أن قدر لبنان أن يكون ماضيًا فقط؟

صحيح… ذكرت ذلك في سياق الحديث. كنّا السبّاقين في إنتاج الدراما وأسياد ساحتها، لكن ما لنا ولأمجاد الماضي والتباكي على الأطلال. اليوم نحن تقريبًا خارج معادلة الدراما العربيّة لولا بعض الأعمال التي يقدّمها بعض المنتجين ، وهي في رأيي ليست لبنانيّةً مئة في المئة لأنّ أبطالها الأساسيّين ليسوا لبنانيّين. وهل في الإمكان أن نستعيد دورنا؟ الجواب: أكيد. فما من أمرٍ مستحيل إذا توافرت الإرادة الطيّبة. المهمّ أن تتغيّر الظروف المرّة التي نعيشها على جميع الصُعد. والأهمّ أن نؤمن بأنفسنا وقدراتنا وطاقاتنا، وهي ليست قليلة، وأن نجعل من إنتاجنا المحلّي “صناعةً” بكلّ ما في الكلمة، وأن نعطي لهذا الإنتاج هويّةً لبنانيّةً واضحة.

  • أترك لك الختام مع قصيدة تهديها لقراء كواليس .

كنتُ أودّ أن أهدي القرّاء الأعزّاء قصيدةً باللهجة اللبنانيّة ولكنّني أخشى على البعض من ألّا يتمكّن من قراءتها في شكلٍ سليم، فاللهجات العامّيّة تختلف من بلدٍ إلى بلدٍ وحتى من قريةٍ إلى أخرى. لذلك سأقدّم إليهم قصيدة حبٍّ بالفصحى:


كُنتِ هناكَ على الغصونِ تأوّهًا
يرتاحُ في فَيءِ النَدى ويُرَنّمُ
وَتَلوحُ في الأُفُقِ البعيدِ ملامِحٌ
وَجهٌ كَوَجهِ الفَجرِ نورًا يُرسَمُ
أنتِ التي أحرَقْتِ كُلَّ دفاتري
وجعَلْتِ من ماضِيَّ سورًا يُهدَمُ
وَكَتَبْتِني سطرًا على لُجَجِ الهوى
فغَدَوْتُ طفلًا بالمباهِجِ يَحْلُمُ
يا حُلوتي اتّكِئي على صَدري غِوىً
وَدَعي العُيونَ بِصَمْتِها تَتَكَلَّمُ
أحلى الهَوى… بَينَ الكتابِ قصيدةٌ
وَشِفاهُ عاشِقَةٍ تَذوبُ… فَتُلْثَمُ

شاهد أيضاً

الشيخ الرشيدي:”متمسكون بخيار المقاومة والبندقية، سبيلًا وحيدًا لاستكمال تحرير الأرض والمقدسات”

أكَّد نائب الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان الشيخ خضر الرشيدي: “أننا، كوننا لبنانيين، لا …