العتب ليس على ماكرون..

البارحة طالعنا دولة رئيس الحكومة المكلف بالتشكيل الشيخ سعد الحريري بشكل مقتضب بعد زيارته فخامة الرئيس عون ومن قصر بعبدا بتصريح مقتضب فيه من الغضب الصريح الواضح على قسمات وجهه ومن التهديد المبطن بعبارة كل حزب سياسي يتحمل مسؤولية قراره في موضوع تأليف الحكومة.
وأوضح بشكل مباشر انه لن يقدم الدعم إلى لبنان إلا بتشكيل حكومة اختصاصيين.
ربما سنؤيد هذا التوجه مع أنه غير منطقي، ولكن بشرط أن تكون الحكومة من رئيسها إلى باقي أعضائها اختصاصية ومن خارج الأحزاب..
وبالتالي هذا ينطبق على الشيخ سعد أيضا.
وعلى الرئيس المكلف أن يوضح لنا بأي اختصاص هو، وهل يعتبر نفسه خارج تيار المستقبل أكبر تيار في الطائفة السنية الكريمة؟؟
من جهة أخرى من أعطى الحق لفرنسا “الديموقراطية” أن تسقط نتائج الإنتخابات البرلمانية التي أنتجت أكثرية نيابية لفئة وبأن تطلب منها التنازل عن حقها الدستوري والديموقراطي بأن تكون صاحبة القرار النهائي في قبول الحكومة أو رفضها وان تشارك في تأليفها عبر طرح أسماء وزرائها الذين يمثلون تلك الأغلبية النيابية دستوريا؟؟
كيف تطالب فرنسا بتجاوز الدستور وهي تدعي أن مساعيها في لبنان من أجل الإصلاح ومحاربة الفساد ؟؟
فهل يتم الإصلاح بتقويض خيارات الشعب التي أفرزتها صناديق الاقتراع ؟؟
وهل لماكرون وحزبه الذي يواجه اعتراضات شعبية كبرى على قراراته وسوء إدارته للبلاد أن يطالب بالإصلاح في دولة أخرى ؟؟
سأقول اليوم وبصراحة وبشكل مباشر، العتب ليس على ماكرون بل على بعض من الطبقة السياسية في لبنان الذين جعلوا من أنفسهم اتباعا للقرار الخارجي الذي يجعل منهم عبيدا لمصالحه حتى لا يرفع الغطاء عنهم ولا يوقف الدعم المالي عنهم.
للحديث بقية بعد ما سيقوله الشيخ سعد في ذكرى شهادة الرئيس الشهيد الراحل رفيق الحريري.

شاهد أيضاً

في أجواء سورة الجمعة

✒️ المرجع الراحل السيِّد محمد حسين فضل الله. 📖 تفسير من وحي القرآن . _________ …