رانية مرعي
الأطفال في لبنان تكادُ لا تعرفهم ، فقد فقدوا براءة الحلم ، وحلاوة الدهشة وتحوّلوا إلى ” آباء صغار ” يتشاركون المسؤوليات مع أهلهم ويقولون ما لا تتوقعه منهم .
حملوا العدة وانطلقوا الى العمل ، ينظفون مدينتهم المنكوبة .
تخلوا عن ألعابهم لإسعادِ من دُفنت دُماهم تحت الأنقاض .
أخذوا ما تيسّر من ثياب ليستروا عري من تمزّق لحمهم في ساعة غفلة .
أطفال لبنان.. أولياء الدم .. وضحايا الغدر صاروا في دائرة الهم ، عافوا اللعب والرفاهية وتحولوا إلى حصنٍ حصين ، مدّوا أياديهم لأترابهم ليتكئ الوطن على محبتهم الصادقة .
افتقدنا لهوهم وعبثهم وبدل أن نهديهم الأمان ، صاروا ملجأنا .. نعم صرنا نبكي في أحضان أولادنا ! ويدهم الغضّة تربّت على كتفنا المخلوع …
” لا تخافوا .. إن الله معنا .. “
( إلى أطفال لبنان أنحني ..
سيأتي العيد ويلبسكم رداءه
أخاف فقط ألا تسامحونا )