عندما تذبل الورود.

الروائية راوية المصري…

في زحمة الحياة وتقلباتها، قد نجد أنفسنا أحيانًا محاصرين في علاقة تشبه المتاهة؛ علاقة كانت يومًا مصدر إلهام وسعادة، وتحولت إلى مساحة مليئة بالتساؤلات والشكوك. هذا النوع من العلاقات، الذي يفقد بريقه ولكن لا يزال يحتفظ بقيد خفي يمنع من إنهائه، يمكن أن يكون مصدرًا للألم والحيرة.

العلاقة التي تتحول إلى هذا النوع من التعقيد تشبه الوردة التي تفقد عبيرها ولكن أشواكها تظل حادة، تجرح كلما حاولنا التقرب أو الابتعاد. هي علاقة تترك الروح في حالة من الشد والجذب بين الحنين إلى ما كان، والرغبة في التحرر من الألم الذي أصبح يمثله الواقع.

في هذه العلاقات، يصبح الصمت لغة معقدة، تحمل بين طياتها كلمات لم تُقال، وأحلامًا تحولت إلى سراب. ويصبح الفراغ الذي يتركه البعد أشد وطأة من أي خلاف كان يمكن أن يحدث. إنها حالة من العلقة، حيث لا يمكن العودة إلى ما كان، ولا يمكن الخروج إلى مستقبل جديد.

التعافي من هذه الحالة يتطلب الشجاعة لمواجهة الذات والآخر بصدق، والاعتراف بأن بعض العلاقات، مهما كانت جميلة في الماضي، قد لا تكون مُعدة للبقاء إلى الأبد.

يتطلب الأمر القدرة على الغفران، ليس فقط للآخر، ولكن للذات أيضًا، عن كل الأوقات التي كان يمكن أن نعيشها بشكل مختلف.

وفي النهاية، يتطلب التعافي الإيمان بأن الحياة تحمل في طياتها بدايات جديدة، وأن كل نهاية هي في الحقيقة فرصة لإعادة اكتشاف الذات والعالم من حولنا. إنها دعوة للتحليق نحو آفاق جديدة، حيث يمكن للروح أن تجد السلام والسعادة مرة أخرى.

شاهد أيضاً

وحدة التدخلات الطارئة تدشن مساهمتها لمشاريع المبادرات المجتمعية بمحافظة إب اليمنية من مادتي الاسمنت والديزل ..

تقرير /حميد الطاهري دشنت اليوم وحدة التدخلات المركزية التنموية الطارئة بوزارة المالية بالتنسيق مع السلطة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *