سموّ الزمن الرمضاني :

الــسـيِّـد الأســتاذ
محمد حسين فضل الله.

في رمضان يكبر الزمن ويسمو ويرتفع ويتأنسن عندما ينفتح على الإنسان كلّه، بعيداً عن كل الحواجز، ليقول له: “هذا هو الله تعالى” ليس في حدود المكان والزمان، ولكنه في كل قلب ينفتح ويصحو ويصفو ويرقّ ويلين ويعطف، هذا هو الله عرشه قلوب المؤمنين، ولكن عندما يكون الله في قلبك فلا تعلّب قلبك، ولا تصغّره، بل اجعله للحياة كلّها.. وللإنسان كلّه، لا تجعلك الحواجز التي اصطنعتها الناس تعيش الحاجز الذي يفصلك عن إنسان هنا وإنسان هناك..
إن قلبك يختزن عقلك، وإحساسك وشعورك، وهو القلب في القرآن، الذي لا يمثّل نبضات بل فكراً وإحساساً وانفتاحاً على الحياة كلّها.
في رمضان يكبر الزمن، والزمن لا يكبر من خلال ذاته، ولكنه يكبر بالحدث، وبالخط، وبالحركة، وبكل القيم التي تدخل في كل مفاصيله ليتحدّى الزمن بالقيم، فلا يكون هناك زمن تحصيه وتعدّه، ولكنه يتحوّل إلى شيء يغني عقلك، وقلبك، ويقول لك: “أيها الإنسان أنا القلب مسؤوليتك وعمرك”.

28/12/2000
الــسـيِّـد الأســتاذ
محمد حسين فضل الله.
تنسيق:
علي رفعت مهدي

شاهد أيضاً

هذه هي الحياة!!!

علي منير مزّنر ”و يبقى’ في القلـب أشخاصً لا. يقدر الزمان ولاالمكان ان يغـيرا موقعهم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *