وأن ليسَ للإنسانِ إلّا ما سعى

 

ايُّها الأحِبَّة :

بالأصَالةِ عن نفسي والنّيابةِ عن أنفسِ أحبّتي قرّة العين :
النّقيب علي والمهندس محمد والدكتور جواد والغالية لطيفة
أبناء الراحل الكبير أخي العزيز أبي علي حسين علي ملحم المكحل
رفيق الدرب وصاحب العمر …
والنيابةِ عن أرملتِهِ العزيزة السّيدة ربيعة المكحل … والنيابة عن إخوةِ الرّاحل أبي عليّ :
الحاج ملحم ؛ الحاج مهدي ؛ حسن ؛ حبيب ؛ محمد ؛ وأخواته جميعًا ؛ أعمامه ؛ كلّ المحبّين …
عائلتي الكريمة آل المكحل
نشكرُ كلَّ من واسانا وعزَّانا حضورًا ومشاركةً واتِّصالًا من لبنان وبلاد الإغتراب بفقيدِ الآباءِ الشّبابِ في علي النّهري :
حسين علي ملحم المكحل
[ أبي عليّ ] هذا الغالي العزيز الذي افتقدتْهُ علي النّهري وافتقدَه كلُّ عارفيه ومحبّيه ممّن رافقه في رحلةِ هذا العمر كلّه ؛ العمر الذي ملأهُ جهادًا وكِفَاحًا وكدْحًا وعملًا وتضحياتٍ وأبوّةً حانيَةً ؛ وعاطِفةً نبيلةً وكرَمًا ساميًا ؛ ونفسًا عفيفةً ؛ وصداقةً لم تعرِفْ زيفًا ؛ ورِفقةً لم يدنُ منها التزلُّف والرياء والمصلحة الآنيَة أبدًا … حيثُ “لَا يَكُونُ الصَّدِيقُ صَدِيقاً حَتَّى يَحْفَظَ أَخَاهُ فِي ثَلَاثٍ: فِي نَكْبَتِهِ، وَغَيْبَتِهِ، وَوَفَاتِهِ” .

أبناء الراحل حسين علي المكحل
د . جواد ؛ المهندس محمّد ؛ النقيب علي .

هكذا عاشَ (أبو عليّ) حسين علي المكحل ؛ وهكذا مضى خفيفًا بعد أنْ خلَّف لنا خيرَة الأبناء ممّن تركهم خلفهُ من النّقيب علي صاحبِ القامة الوطنية السّامقة ؛ إلى المهندس محمّد العقل الواعد الخلّاق المنفتح الحرّ النبيل ؛ إلى الدّكتور جواد حيويّة العمر الذي كان (أبو عليّ) يترقّبُ فيه كلّ آمال الحياة الخلّاقة النّابِضَة بحيويّة خدمة النّاس كما خدمَ (أبو عليّ) الناس تقرّبًا إلى الله لأنَّ خدمة النّاس بهذه الروحيّة هيَ قِمّةُ العِبَادة …

وحقيقة العبادة السّلوك ما ذكره رسول الله [ص] في ظّواهرِ النّاسِ المنتشِرة باتِّباعِ القشور دون الجوهر : ” لا تنظرُوا إلى كثرةِ صلاتِهم وصومِهم وكثرةِ الحجِّ والمعروفِ وطنْطَنتِهم بالليلِ، ولكنْ انظُروا إلى صِدقِ الحديثِ وأداءِ الأمانة ”

وحسبي يا أبا عليّ أنّكَ كنتَ مُحِبًّا ؛ إنسانًا ؛ شهمًا ؛ صادقَ الحديثِ مؤدِّيًا للأمانة …

وأمانتك الباقية هم هؤلاء الأبناء الغوالي مصاديق الجمال والنُّبل عليّ ومحمد وجواد ولطيفة .
المتعلّمون المثقّفون المدرِكُون حقّ الأبوّةِ كما جاءت في رسالة الحقوق للإمامِ عليّ بن الحسين (ع) “وَأمَّا حَقُّ أَبيكَ فَتَعْلَـمَ أنَّهُ أَصْلُكَ، وَأنَّكَ فَرْعُـهُ، وَأَنَّكَ لَوْلاهُ لَمْ تَكُنْ. فَمَهْمَـا رَأيْتَ فِي نفْسِكَ مِمَّا يُعْجِبُكَ فَاعْلَمْ أَنَّ أَبَاكَ أَصْلُ النِّعْمَةِ عَلَيْكَ فِيهِ وَاحْمَــدِ اللَّهَ وَاشْكُرْهُ عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ وَلا قُوَّةَ إلاّ باللهِ ..”..

الراحل ابو علي حسين المكحل ونجله المهندس محمد .

 

فلا حولَ ولا قوّةَ إلَّا باللهِ في فقدِ الأحبّة من الآباء والأمّهات والرِّفاق …
وحسبي يا (أبا علي) هذه الذريّة الصّالِحة التي تركتها وقد كانت أنشودة حياتك وزغرودة عمرك حيثما جلستَ وحللتَ وحدّثتَ …
لأنّكَ كم كنت تفخر بهؤلاء الأبناء الذين سيبقون امتداد ذكرِك ويقينَ روحِكَ وثلاثيّة خلودِ الإنسانِ _أيِّ إنسانٍ _ على هذه الفانية…
الثلاثيّة الواردة في الحديث الشريف :” إذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ، إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ” …

هذه ذخيرتُكَ
نِعمَ الذّخيره
فنَم
قريرَ العينِ
محمودَ السّريرَه

الراحل ابو علي حين زارني عائِدًا مطمئِنًّا

 

أبَا عليّ
جزاك الله خير الجزاء على ما ربّيت وعلّمت وأعطيتَ وبذلت وضحّيت …

رحِمك الله ؛ ورحِمَ والديكَ بيتِ الطهارةِ والإيمان …
آنسكَ اللهُ في عالمٍ لا حقدَ فيه ولا غلّ ولا ضغينة…
عالمِ الحقِّ والخيرِ والجمال …

ولكَ يا رفيقي وصديقي يا أبَا علي
لكلِّ مَنْ مضَى من آبائِنا الطّاهرين أردِّدُ _ بلساني ولسانِ أبنائكَ _ ما نظمهُ السيِّدُ الأستاذ المرجع محمد حسين فضل الله في رثاء أبيه :
يا ابي
قد تطلُّ روحي
على الذِّكرى
وعيناكَ
في الكَرى
تحضُنَانِي

وانا غارِقٌ
مع الحُلُمِ النَّديانِ
أهفو اليكَ
في تَحناني
وبقلبي سرٌّ
يهمهِمُ يلتاعُ يناجيكَ
بالنِّداءِ الحَاني
وبعقلي فِكْرٌ
زرعْتَ غِرَاسَ
الوعي فيهِ
بالعلم والايمانِ
وبدنيايَ …
يا لدنيَا …
الحكاياتِ العذارَى
في فرحةِ
الألحانِ
الفُ حُبٍّ
تنسابُ منهُ
الينابيعُ صفاءً
في لهفةٍ وحَنانِ

رحِمَ الله آباءنا جميعًا …ومتّعنا بظلال الباقين منهم ووفّقنا لِبرِّهم …
هو حسبنا ونِعْم الوكيل …

علي رفعت مهدي
علي النّهري
الجمعة 5 شهر رمضان المبارك 1445 هجريّة

.

شاهد أيضاً

هل فلسطين عربية أم هيَ فعلاً أرضُ الميعاد؟

كَتَبَ إسماعيل النجار هل يحق للفلسطينيين الدفاع عنها وتحريرها من يَد الصهاينة أَم لآ؟ مَن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *