في أول الخريف وداعاََ فراشة النور

علي منير مزنّر

كانت الصباح في أول الصباح…
لمن ينتظرنا في كل صباح…
ليبادلنا التحية والكلمة العذبة والدعوات والإرشادات…
وتبث لنا أروع الحروف وأرقى الكلمات…
مع صدق المشاعر وصدق النصيحة…
والصدق من شيم الكرام..
“فاطمة مزنّر” كانت محطات لملفات عدة فتشرق الشمس مع ابتسامتها.. فكانت حديقة الصمت والصدى لصوتها الرخيم الماسي..
تولت ملف كوفيد ١٩ منذ إنتشاره فكانت وصيتها الوحيدة بقلب ينشد الأمل مع دعوات الرجاء والإهتداء “إنتبهوا” مع كيفية الوقاية منه..
فكانت نبأ رحيله بصدمة مؤلمة…
“فاطمة مزنّر” مع صوتها الطالع من عبق الأرض والمتحدّر من عرق المزارعين وصلاة المقاومين.. كانت الجذور التي تتسلق الأرض.. فكانت رائحة التراب الذي يتشقق حباََ حين ينضب الكلام…
قبل الرحيل جمعت كلماتها وحروفها لتتراصف فيها عبارات رثاء ومواساة داء.. فنزعت الميكرو خلفها دون إستئذان وأغلقت الباب ورائها تاركةََ الأوسمة وشاحاََ للحزن…
فكانت خطوات تشاكس ذلك الغروب… وكنّا الصمت وما بها غصة… إنه حزن الصمت مع غصة الفراق…
وأسوء الفراق أن تبقى قريباََ ولكنك غربباََ.. لأن كورونا هو الوحيد في حضن هذا الزمن…
وداعاََ “الحجة فاطمة” التي كانت منزلةََ لمسعى الخير والمودة والمحبة.. لك الرحمة والمغفرة..
وحفظ الله الجميع من كل مكروه سواه.

شاهد أيضاً

8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة

تؤثر خيارات نمط حياتنا بشكل كبير على صحتنا، حيث يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي أو …