الوحدة

تُطِل من شُباكها العتيقْ
والبيتُ فارغٌ لا أبناء فيه ولا رفيقْ
تلوح للمارة لعلَّها تجد رد تلويحةٍ من عابرِ سبيل يشعِرها أنها ما زالتْ على قيد الحياة

كنت أسيرُ في شوارع مدينتي المكتظة بالأجساد !
رأيتها تطل من شُبَاكها
ولوحت لي
ردّدت التلويحة فابتسمتْ لي… وأشرقتْ عينيها من بين التجاعيد…
حوافُ نافذتِها حزينة
صوتُ الفراغ من حولها حزين
يلعب الهواء في المنزل بكل أريحية فالبيت فارغٌ والقلب مثقلٌ والهم كبير
كَبُرَ الأطفال
وانقطع صوت جريهم وصراخهم في أرجاء الدار
اِنكتم صوت أفلام الكرتون
واِنعدمتْ رائحة السكاكر التي كانت تملأ الأجواء
كبر الأطفال
وتزوجوا
غادروا…. وتغربوا
رحل كلّ منهم في دربهِ، ليبني حياته بعيداً عن حضنها الكبير
ورفيق الدرب، شريك القلب، هو الأخر رحل
لربما أخذته الحرب كما الكثير… أو مات في منتصف الطريق
وبقيت العجوز وحدها….
تلوح من نافذتها لكل عابرِ سبيل

شاهد أيضاً

وليد جنبلاط واستقبال كبير في عاصمة الأم الحنون للموارنة

بقلم ناجي أمهز المقدمة وأتحدث هنا عن زعيمي هما الشهيد رشيد كرامي ووليد جنبلاط رشيد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *