الروحاني يعشق الحياة و لكن يكره أن تملكه ملذاتها

 

الإنسان الروحاني يحب الحياة ربما أكثر من الناس التي تتسابق و تتهافت للحصول على كل ملذاتها ، و لكن الكثيرين يظنون أن الروحاني المتصل بروحه يحب العزلة و يزهد في الحياة بكل ما فيها من أموال و متعة و علاقات . الحقيقة أن الروحاني يعشق الحياة و لكن يكره أن تملكه ملذاتها ..يحب أن يكون مستورا و مقتدرا ماديا و لكن يكره أن يكذب و يتملق و يخدع من أجل الحصول على هذا المال .. يكره أن يكون جشعا وبخيلا و يُفضِّلُ أن يستمتع بالمال و يُسعد الآخرين على أَن يصبح عبدا أسيرا له لا يفكر سوى في جمعه و اقتناء المزيد و المزيد و المزيد ..
الروحاني كائن اجتماعي ، و لكنه يكره النفاق و علاقات المصالح ، هو يرتاح عندما تلتقي روحه بناس عفوية و بسيطة لا تؤول الكلام و لا تبحث عمن يطبل لكبرياءها و غرورها …
الروحاني تعشق عينه الجمال و لكنه يرفض ان يكون عبدا لغريزته .
الروحاني يعشق الحب ، الحب بالنسبة إليه لا يقتصر على علاقة بين اثنين ، بل علاقته بالكون كلها حب ، يحب الطبيعة و الحيوانات و الناس و يحسنُ إلى الجميع دون انتظار المقابل ،و لكن في علاقاته الشخصية لا يمكن أن يستقر مع شخص سام يتسلط و يسيطر عليه أو يقلل من قيمته ، كرامته و حريته لا تقبلان المساومة تحت أي ظرف من الظروف ، لهذا فهو لا يرتبط إلا حينما يجد إنسانا تجاوز تراكماته و عقده و خبثه و نظف طاقته الداخلية من السموم ..
الروحاني يحب الحياة كثيرا و لكنه لا يتعلق بها..لا يتعلق بمالها أو ناسها أو ملذاتها ..هو سيد نفسه ، لا يتحكم به شيء أو شخص ، لأنه مرتبط بقوة عليا تعطيه قوة خارقة حتى يكون دائما سيدا و ليس عبدا …هو دائما في طاقة جذب للوفرة و الكاريزما و الأشخاص و الظروف المناسبة له ،و أكيد هو أفضل من يعيشون الحياة ، لأنه يعيشها دون مطاردة و مخاوف و لهفة ، يعيشها بسلام داخلي رهيب ، بالقلب و الصدق و الشفافية، و الشغف و الإيمان المُطلق أنَّ الروح التي عرفت السكينة تجذب المعجزات ، و الكبرياء المضطرب يطارد الأوهام السرابات

قلمي ✍️ يكتب

شاهد أيضاً

تايمز أوف إسرائيل”: المفاوضات بلغت نقطة حرجة

قالت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إنّ المفاوضات بشأن صفقة لإطلاق سراح الأسرى والتوصل إلى هدنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *