السيد فضل الله: *البلد رهينة*



*البلد لا يمكن أن يبنى بالقهر والاستقواء والغلبة والاستئثار*

*أحمد موسى*


*اعتبر السيد علي فضل الله أن لبنان الذي سدت فيه أفق الحلول التي كان ينتظرها اللبنانيون بعد انكفاء المبادرة الفرنسية التي أجمعت كل القوى السياسية على أنها تشكل الفرصة الأخيرة للإنقاذ، ما يجعل البلد رهينة الفراغ بكل تبعاته على الصعد الاقتصادية والاجتماعية والصحية والأمنية*

*الاستقواء والغلبة*

السيد علي فضل الله، وخلال خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك،، رأى إننا لا نريد الغوص في الأسباب التي أدت إلى فشل المبادرة الفرنسية بعدما أصبحت واضحة وكثر الحديث حولها، وإن كنا ندعو الجميع، الذين يريدون العودة إليها أو الذين يفضلون عدم العودة، إلى أخذ العبرة منها بأن هذا البلد لا يمكن أن يبنى بالقهر والاستقواء والغلبة والاستئثار، بل بالتوازن وتعزيز لغة الحوار والتواصل والثقة بين طوائفه ومذاهبه ومواقعه السياسية وأن يتوافق اللبنانيون على صيغة جديدة تخرج هذا البلد من أتون الطائفية والمذهبية والعشائرية إلى رحاب دولة المواطنة والإنسان.

*مسؤولية*

إن ما نريده في هذه المرحلة هو دعوة القوى السياسية إلى أن تقوم بمسؤوليتها تجاه من حملوهم مسؤوليتهم بإخراجهم من معاناتهم التي تتفاقم يوما بعد يوم وألا يكتفوا بتسجيل النقاط بعضهم على بعض أو بتحميل كل طرف المسؤولية للطرف الآخر، بل أن يقدم كل فريق خطته لكيفية التردي الاقتصادي والمالي والنقدي وكيفية الحؤول دون إهانة كرامات الناس عبر تجويعهم وإذلالهم للحصول على مدخراتهم والتي يبشرون بأنهم لن يحصلوا عليها، وكيفية التعامل مع الموعد الذي حدده حاكم المصرف المركزي لرفع الدعم عن الطحين والمحروقات والدواء.

*تبادل الاتهامات*

لقد شبع اللبنانيون من تبادل الاتهامات ومن الردود والردود المضادة ومن الوعود التي أغرقتهم بها القوى السياسية. وهم يريدون أفعالاً ومبادرات تخرجهم من واقعهم ومآسيهم.
إننا نخشى أن تكون القوى السياسية استكانت للفترة الزمنية التي منحها لهم الرئيس الفرنسي وكأن البلد بألف خير وهو قادر على أن ينتظر..
إننا لم ولن نراهن على المبادرة الخارجية لملاقاتها للإصلاح والتغيير ما لم تكن هناك إرادة جدية في الداخل لملاقاتها والاستفادة منها.

*قانون الاثراء*

ونبقى على صعيد المجلس النيابي، لنقدر خطوة إقرار قانون الإثراء غير المشروع ولكننا نريده أن يكون شاملاً وعاماً حتى لا يتجرأ أحد على المال العام، ونقدر إقرار الدولار الطالبي الذي نأمل أن لا يتوقف عند أبواب المصارف والتي يبدو أنها لن تتعامل معه بالجدية المطلوبة… ونحن كنا نأمل أن يؤخذ البعد الإنساني في الاعتبار عند التصويت على قانون العفو الذي ينبغي ألا يدخل في الحسابات الطائفية والصراع السياسي بعد انتشار الكورونا بين المساجين وعدم توافر إمكان علاجهم، بعدما امتلأت أسرة المستشفيات ولم يعد في إمكانها استيعاب كل هذا العدد من المرضى. وإن كنا نؤكد على أن لا يشكل هذا العفو خطورة على أمن البلد وسلامة الوضعين الاجتماعي والصحي.

*اتهامات للضغط*


وعلى صعيد الاتهامات الجديدة التي أطلقها رئيس وزراء العدو في كلمته الموجهة للأمم المتحدة حول مخازن صواريخ موجودة بين المناطق السكنية، فإننا نرى في ذلك محاولة جديدة للضغط السياسي على لبنان وزيادة الانقسامات الداخلية، ما يستدعي من اللبنانيين المزيد من اليقظة والحذر وعدم الوقوع في فخ العدو الذي قد يدخل على الخط الداخلي ويعمد لاعتداءات وتفجيرات ينسبها للمقاومة.
ونبقى في اتفاق الإطار لترسيم الحدود مع فلسطين المحتلة، لنؤكد أهمية الوصول إلى حل يؤدي إلى استعادة لبنان ثروته الغازية والنفطية لمعالجة أزماته الاقتصادية، ونحن في هذا المجال ندعو اللبنانيين إلى الوعي وإلى الوحدة والتماسك في هذه المعركة الجديدة والتي لن تكون سهلة مع عدو ماكر وغادر.
وأخيراً، وفي ذكرى أربعينية الإمام الحسين(ع) نتوجه كما المسلمين جميعاً، لزيارته كتعبير عملي عن الحبّ والوفاء وهو الذي قدَّم حياته من أجل أن يوقظ الناس من سباتهم، ويخرجهم من جهلهم ومن صمتهم، إلى فضاء مليء بالعزة والحرية والمواقف الكريمة، ليمتلكوا العزيمة التي لا تسمح لأحد أن يستفرد بهم أو أن يستعبدهم أو أن يعطوا إعطاء الأذلاء ويقروا إقرار العبيد.
وهنا ندعو الزائرين إلى الحيطة وعدم التهاون بإجراءات الوقاية من الكورونا حماية لهم ولعائلاتهم ومحيطهم واعتبار ذلك مسؤولية شرعية وواجب مع دعائنا لهم بالحفظ من كل سوء أنه سميع مجيب الدعوات.

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة : أنقاض غزة تحتاج 14 عاما لإزالتها

قدرت الأمم المتحدة حجم الركام والأنقاض الذي يتعين إزالته في قطاع غزة بحوالي 37 مليون …