الجوزو :”يأتي العيد اليوم وهناك أزمة معيشية صارخة وقوية، في ظل قوى سياسية غاشمة، لا ترى في هذا الوجود وهذا البلد إلا مصالحها وأنانيتها”

 

احتفلت منطقة اقليم الخروب بعيد الأضحى المبارك ،وألقى قاضي الشرع الشيخ محمد هاني الجوزو ،ممثلًا مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو، خطبة العيد في مسجد أبي حنيفة في بلدة شحيم ، في قضاء الشوف ،بحضور امام المسجد الشيخ الدكتور أحمد الحلاق وحشد من المصلين، وقال:” ان أعيادنا ترتبط بالطاعة، وهي الفرح والسرور بطاعتنا لله تعالى، بطاعتنا أن أقمنا ما أمرنا الله به، وإلتزمنا بسنة النبي (صلى الله عليه وسلم)، نفرح أن نلنا مغفرة وثوابا من الله، نفرح اننا وفقنا لطاعة الله سبحانه وتعالى ..”


وأضاف الجوزو: “العيد في الإسلام، هو مناسبة لكل سعادة ولكل فرح وبهجة، ألا فلنسعد برضى الله علينا، ألا فلنسعد أن وفقنا بالحضور الى بيته لإقامة شعيرة العيد في هذا اليوم المبارك . ان عيد المسلمين يرتبط بمناسبات وأفكارعديدة، ومن أهمها تلك التضحية العظيمة التي بذلها سيدنا إبراهيم (أبو الأنبياء)، حتى يعلمنا رسالة الإسلام ورسالة الإنسان في هذه الأرض.. انه إختبار الله للعباد، أن أعطيعوا الله والرسول، وانه لمن البلاء العظيم أن تأمر بذبح ولدك، ولكن أن تلتزم هو من أعظم الطاعة ..”

وتابع الجوزو:”نحن كلفنا بطاعة الله، أن نقيم في هذه الأرض العدالة والإتقان والفرح والنجاح والعلو للقيم والأخلاق والمبادئ، فأنتم مكلفون برسالة عظيمة، رسالة بدأها سيدنا ابراهيم، وانتهت عند النبي محمد عليه الصلاة والسلام، رسالة ومأمورون بها نحن في هذه الأرض، أن أقيموا الدين ولا تختلفوا فيه، والدين هو الطريق الحق والصدق والإتقان والعلم والفهم والنور ،لذلك عليكم أن تتمسكوا بسنة أنبيائكم، وأن تقيموا الشعائر وأن تحيوا الحياة الدنيا الراقية باسم الاسلام وباسم الله تعالى عزوجل، في ظل هجمة شرسة على كل ما فيه من قيم ومبادئ، هجمة على الأسرة والقيم، فهناك مؤسسات عارمة تحمل مشاريع الهدم لأسرنا، ونقرأ عن مشاريع أقرت في بعض المؤسسات العالمية والدولية، تريد أن تنال من أبنائنا ومن فتياتنا، وهنا لابد من أن نقف وقفة ونحافظ على مبادئنا وعلى قيمنا وأخلاقنا، ولا بد من المواجهة، فهناك جمعيات تأتي الى قرانا ومدننا وتجتمع مع نسائنا وأطفالنا في جلسات اجتماعية، وتحت مسميات عدة، لذلك الحذر والحذر، ولا تلتزموا ولا تستسلموا لأي كان، فلابد من أن نكون على وعي تام مما يحاك لنا .”

وختم الجوزو:” ان الحديث عن معاني العيد وسننه، لا سيما لجهة التزاور بين المسلمين، فدعا الى احياء سنة التزاور، عبر زيارة الأقارب والأحباب والأهل، والتي بدأت تنقطع في حياة الكثير منا، بالإضافة الى ضرورة أن نجعل هذا اليوم مميزًا ومختلفا” عن الأيام العادية لادخال السرور الى قلوب ونفوس عائلاتنا وأهلنا، الذين يعانون هذه أيام فيها إبتلاء، فعيدنا إرتبط بتضحية إبراهيم كما ذكرنا، وعيدنا يأتي اليوم وهناك أزمة معيشية صارخة وقوية، وفي ظل قوى سياسية غاشمة، لا ترى في هذا الوجود وهذا البلد إلا مصالحها وأنانيتها، ولا تنظر الى الوطن والإنسان، وعليه ندعو الى التكافل بين بعضنا البعض ولو على قدر المستطاع “

في الختام تقبل الشيخ الجوزو والشيخ حلاق ولجنة المسجد التهاني بالعيد من المصلين وجمهور المواطنين .

شاهد أيضاً

لا حرب كبرى في المنطقة.. لماذا؟

    بلال اللقيس ذهب البعض لتفسير رّد إيران على الاعتداء الإسرائيلي على قنصليتها في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *