الأطماع العثمانية في الأراضي السورية:

الأديب الباحث: غسان صالح عبدالله

لا يقتصر الإحتلال العثماني على كيليكيا وأنطاكيا ولواء اسكندرون وماردين بل تتعدى ذلك لتشمل ديار بكر في جنوب شرق تركيا.
ومجمل المساحة التي احتلتها الدولة العثمانية ١٨٠ ألف كم٢ أي ما يوازي مساحة سورية الحالية ١٨٥ الف كم ٢ .
في عام ١٩٨٠ قال قائد الانقلاب العسكري في تركيا كنعان افرين لمجموعة من ضباطه إذا تنازلنا عن لواء اسكندرون لسورية فسيطالبون بمناطق اخرى ، وفي الحقيقة فإن لواء اسكندرون ومنطقة كيليكية مرتبط ارتباطا وثيقا بجغرافية سورية الطبيعية.
وحدود الأراضي السورية هي جبال طوروس التي تمتد من الساحل الغربي إلى منطقة هاتاي ” امبراطورية آشور” سابقا ومن جبال طوروس شرق الأناضول ينحدر نهر الفرات ” يعني نهر الفرات الذي يتحكم به الاتراك هو سوري من منبعه لمصبه.
. كان يطلق على اللواء ” الألزاس واللورين السورية” وانطاكية كانت عاصمة الدولة السورية ومركزها ومقر بطريرك انطاكيا هو الرأس المحلي للكنيسة السورية بشقيها البيزنطي والسرياني”.. ومنها خرجت شخصيات بارزة على مستوى العالم أمثال” اغناطيوس الانطاكي.. ويوحنا فم الذهب..كما خرج منها صبحي بركات وزكي الأرثوزي وسليمان العيس…وما زالت الأطماع العثمانية قائمة وتهدد ما تبقي من سورية..
وأطماعهم مستمرة للإستيلاء على مدينة حلب لانهم بعتبرونها الشريان الحيوي لاقتصادهم
الجيش العثماني يسيطر على إدلب والشمال السوري وتقوم مع المجموعات التكفيرية الإرهابية بسرقة الموارد والآثار السورية بمعرفة أمريكا والأمم المتحدة.
نسأل: نحن السوريون
ما مصير هذه الأراضي التي استولت عليها الدولة العثمانية؟ وكيف مسخ المصور السوري جغرافية سورية ونقوم بتدريسه في كل المراحل الدراسية من الإبتدائي إلى التعليم العالي؟من المسؤول عن ذلك؟
وندرس تلامذتنا وطلابنا ” الفتح العثماني” للوطن العربي..
ألم يكن جديرا بنا أن نلغي هذه التسمية وكل المسميات التي تشير إلى حقبة الإحتلال العثماني؟
نحن أمام مصير واحد بالنسبة للدولة العثمانية.. المطالبة بجميع الأراضي السورية تاريخيا التي احتلتها عن طريق المنظمات الدولية والمحافل الدولية ، أو فتح معركة دائمة معها. وإعادة فتح حوار مع كيانات الأمة السورية لعودة سورية الطبيعية بعيدا عن العروبة التي استهلكت الزمن والجهد واخيرا تآمرت على ماتبقى من سورية لتدميرها..
بالطبع وحدتنا هي القوة الفصلىفي معترك الأمم.. ويجب أن نبحث في كل مكان عن مناصر لقضايانا بدون استغلالنا لإنقاذ سورية من أطماع وأنياب الدولة العثمانية التي كانت سببا في هلاك امتنا.. وكانت سببا رئيسا في الحرب منذ ٢٠١١ على سورية تحت مسمى الشرق الأوسط الجديد الذي كان من المأمول منه سيطرة القوى الإسلامية ” الإسلام السياسي ” على العالم العربي..وبالطبع الرئيس اردوغان هو رأس هذا المشروع حيث يعتبر زعيما للإخوان المسلمين في العالم..
وإذا فرضت عليه الظروف الدولية التراجع أو عودة الإتصال مع الدولة السورية فتراجعه سيكون لخدمة حزبه وخدمته في الإنتخابات المقبلة..
لكنه لن يغير من إيديولوجيته شيئا..وربما كان الحزب الذي انشق عنه برئاسة داؤود اوغلو ومن معه أكثر خطرا على سورية لأنه هو مهندس مشروع تدمير سورية..
ومن الملفت والمخيف هو إنضمام عدد من السوريين للقتال ضد دولتهم بحجة الدفاع عن الإسلام والحرية والديمقراطية لصالح الدولة العثمانية..وقد ظهرت ديمقراطيتهم في سحق الناس وإبادتهم وتدمير المدن والبلدات وسرقة مقدرات الدولة ومعاملها ونهب ثرواتها وآثارها..
كل هذا لن يغير من ثوابتنا شيء سوف نستمر بمحاربة المشروع الصهيو أمريكي العثماني وإن انتصار حلفاءنا في روسيا سيقلب الموازين وسوف ننتصر مع حلفائنا على كافة المشاريع المعدة ضدنا..
وسوف تستمر مطالبنا بتحرير اللواء وكافة الأراضي التي احتلها العثمانيون.

 

شاهد أيضاً

وحدة التدخلات الطارئة تدشن مساهمتها لمشاريع المبادرات المجتمعية بمحافظة إب اليمنية من مادتي الاسمنت والديزل ..

تقرير /حميد الطاهري دشنت اليوم وحدة التدخلات المركزية التنموية الطارئة بوزارة المالية بالتنسيق مع السلطة …