“حين يغدو الردى وطنا”

 

أجمل قصيدة في منتدى سرى للثقافة والأدب الدولي2023

للشاعر محمد إسماعيل الابارة

 

يلفُّني الحزن من رأسي إلى قدمي..
كأنني نبتةٌ في فوْهة الحِممِ..

أكلما خِلْتُ أن الليل منقشعٌ..
صبَّ الأسى وقْرَهُ في مهجتي ودمي..؟

ما للذين إليهم رفَّ بي أملي..
فرُّوا ، فقدُّوا خيوطَ الشوق في نغمي..؟

هذي البلاد التي استلَّتْ ضحايَ ، لها..
بكى وغنى شفِيفًا راعفًا قلمي..

ما للذين بهم أسرجْتُ ذاكرتي..
ظنًّا ، مضوا للهَبا في هجمة العدَم..؟

أنا لهذا الثرى العاري
بُرُودُ هوًى..
عن دفئه كيف أنْضُوْ ثوبَ مضطَرَمِي..؟

أنا به دوْحُ حُب لا حدودَ لهُ..
فكيف يزْوَرُّ عنه الفوحُ في نَسَمي..؟

جُلُّ الذين ادَّعَوا عشقًا له جفلوا..
لمَّا الردى جاشَ فيه ذاتَ مُنْهَدَمِ..

قالوا هُمو سيفه الأمضى وحين دعا..
للنصر ، كانوا مضاءَ الراجفِ الوَجِمِ..

ما للذين بنعماء البلاد نَمَوا..
لما عوىٰ الذئب أرخَوا جفْلةَ النَّعَمِ..؟

هذا الدجى ضاربٌ في الفجر حافرهُ..
داستْ سراياهُ فيه أحرَمَ الحُرَمِ..

فكيف يأوي إلى غمد الهُجوع مُنًى..
عينا سواقيه عن واديهِ لم تنَمِ..

يا جرح هذا الثرى يغدو الردى وطنًا..
إن لم يُحِكْ بلسمًا من وطأة الألمِ..

محمد إسماعيل الأبارة
27/2/2023

شاهد أيضاً

شباب لبنان …شباب العلم

/ابراهيم ديب أسعد شبابٌ إلى العلياءِ شدّوا وأوثقوا وطاروا بأسبابِ العلومِ وحلّقوا وقد ضمّهم لبنانُ …