قرى وبلدات في البقاع الغربي بلا كهرباء بسبب عصابات “البتكوين” و”لبايا” معزولة والأهالي يناشدون

أحمد موسى

كواليس – في الوقت الذي لا يزال مشهد الزلزال المدمر يخيم على المنطقة والعالم والذي كاد أصاب بلدانا في المنطقة ومنها لبنان، تاركاً ندوبا ومآس عائلية وحياتية، الا ان زلزالاً من نوع آخر لا يزال يخيم على المواطنين في البقاع الغربي، لا يقل قساوة ومعاناة وألم تحز في نفوس المواطنين، فغلاء مادة المازوت للتدفئة أو الحطب اشعلت قلوب المواطنين مع غلائها الفاحش، وجعلت منهم لازمة لفراشهم، مستعيضين ب”اللحاف” و”الحرامات” بديلاً للتدفئة من المازوت أو الأحطاب.

لقد باتت مادتي المازوت والحطب للأغنياء فقط او من توفرت لديهم سبيلاً للحصول على هذه المادة، من قبل بعض الخيرين وأصحاب النفوس التي وجدت في هذا الوجع مدخلاً لرفع الظلم والغبن عنهم، بعدما تركوا لأقدارهم ولا من يسأل عنهم، في وقت الضيق والعوز والأزمات.

ومع اشتداد العاصفه “فرح” التي صبت ألما على عكس إسمها، ينتظر أبناء البقاع الغربي، خاصة القرى الجبلية التي تعلو عن ال 900 متر، عواصف أخرى بانتظارهم تتربص في أقدارهم، إذ تعتبر بلدات مشغرة، عين التينة، ولبايا، فضلاً عن قرى الجوار على نفس الارتفاع، ينتظرون العواصف الأخرى ليس فقط الثلوج وغزاره الامطار بل قساوة الصقيع ودرجات الحرارة المتدنية جداً، في وقت تجاوزت سماكة الثلوج في بلده لبايا ال40 سم ويزيد، مع استمرار العاصفة الثلجية في محاصرة البلدة.

سماكة الثلوج هذه جعلت من البلدة “منطقة معزولة” عن العالم ف”لا كهرباء ولا طرقات مفتوحة ولا انترنت ولا أي من وسائل الإتصال متوافرة”، فقط الصقيع يلازمهم وتراكم الثلوج يقظ مضاجعهم، “ولا احد يسأل عنهم، لا سلطات محلية ولا رسمية ولا مسؤولون ولا أحد في المنطقة”، فتتراكم معاناة البلدة يومياً لتزيدهم حسرة وألم.

عصابات “البيتكوين”

صحيح ان البقاع الغربي ينعم بالكهرباء بنسبة لا بأس بها، والفضل يعود لمعمل الليطاني “الكهرومائي” الذي يتغذى من بحيره القرعان، الا ان هذا الوضع ترك ندبا لتتحول النعمة إلى نقمة، وفي فتره سابقة تتغذي قرى وبلدات في غربي البقاع الغربي، ثم ولأسباب سياسية مثيلة فرض على المنطقة تغذية مناطق أخرى في راشيّا، وحتى الآن “لا مشكل”، فالكل ينعم بوافر من التيار الكهربائي، إلا أن المشكلة التي بدات تحرم قرى في البقاع الغربي منذ اسبوعين هذه النعمة، هي دخول عامل الاستنفاع والمحسوبية والتغطية وغض الطرف، من هنا وهناك وبفعل طارئ “واستغلالي”، دخل على المنطقة شيء غريب لم يكن في الحسبان، عصابات “العملة الرقمية” أو ما تعرف ب”مافيا البيتكوين”، مافيا دخلت على المنطقة كالنار في الهشيم وبدات تنخر خبايا الحاضر والماضي القريب والبعيد في شوارع وأزقة ومستودعات وبيوتات البعض في قرى البقاع الغربي عامة و”لبايا” تحديداً، والمفارقة أنه مع دخول هذه الماكينات الخاصة بالعملة الرقمية فهي تحتاج لعمليات سحب من التيار الكهربائي بشكل كبير جداً ولافت على مدار 24/24 ساعة، وهذا كان متوافرا فقط فى البقاع الغربي، وما تسحبه تلك الماكينات من فولتاج تضاهي بأضعاف معامل كبيرة غير متوافرة في المنطقة، وبدأ الضغط ينزل على التيار الكهربائي جراء عصابات ومافيات الماكينات العملة الرقمية نزول الصاعقة، محولين المنطقة إلى عتمة خيمت على مئات المنازل السكنية وعشرات للمؤسسات التعليمية والاستشفائية والصناعية، ولا أحد يحرك ساكناً “لا البلديات ولا الأجهزة الأمنية”، ليس لأنهم لا يستطيعون بل لأن الحماية متوافرة والهاتف موجود، ضغوط تمارس حارمة الآلاف من ابناء المنطقه التيار الكهربائي وطلاب المدارس يدرسون على ضوء الشمعة، والأشد ألما وصعوبة أن هناك “حالات مرضية بحاجة علاجية للتيار الكهربائي خاصه الذين يحتاجون إلى العلاج من خلال الأوكسجين في المنازل وهم كثر اذ لا يوجد قرية أو بلدة تفتقر إلى مثل هذه الحالات.

صرخة

قامت “الصرخة” لكن الأذان صماء، حصلت عمليات دهم لبعض الأماكن بعد ان رفع الغطاء عنها (…)، إلا أن كثر لا يزالون يتمتعون بحماية ويمعنون شر بالمنطقة وأهلها، فهناك عشرات البيوتات والمستودعات تحولت الى غرف سوداء من خلال تواجد كميات كبيره من هذه الماكينات التي تعمل 24/24 ساعة، تحظى بوافر التيار الكهربائي فيما الآخرون محرومون منه، من المواطنين والطلاب والمدارس والمرضى.

صرخة ألم أطلقها العديد من الأهالي، وحتى الآن “على من تقرأ مزاميرك يا داوود”، ومنذ اسابيع ترافقت صرخة الأهالي والموجوعين مع صرخة أطلقتها مؤسسة “الليطاني” المولجة إدارة معمل كهرباء الليطاني في “مركبا” من خلال ضرورة وقف تلك الماكينات ومصادرتها، لأن المعمل “لم يعد يحتمل الضغط وإلا لا كهرباء”، تحذير ممهور باتصالات مكثفة في ليلة ليلاء كأن شيئاً لم يكن، التيار الكهربائي غائب عن المنطقة والعاصفة فرح فعلت فعلها برداً وعواصف وثلوج وامطار غزيره ورياح عاتية أرهقت المواطنين وعزلتهم عن محيطهم والعالم، لنكون على موعد مع عاصفة صقيع أخرى.

قرى معزولة

أمر طبيعي العواصف والتراكمات الثلجيه في فصل الشتاء، لكن الغير طبيعي العزلة لقرى، فيما بلدات اخرى محيطة لا تقل قساوة عن بلدة لبايا، تحركت البلديات ووزارة الأشغال على عكس ما هو قائم في تلك البلدة الجبلية التي يستصرخ أهلها لفك عزلتها ومساعدتها فقط، ولم تطلب سوى ان يعبرون الطرق قصدا لتأمين ماده التدفئة لمن تيسر له سبيلا أو حطبا لمن اراد قصد ارزاقه وجلب بعض منها بغرض التدفئة لعياله وابنائه.

عزلة وحرمان

بلديات تتحجج بفقدان الإمكانيات وعدم توفر السيولة المالية لمثلها كهكذا حالات وهكذا وضع لطالما كانت البلديات ينبثق عنها خلية أزمة لكل الأزمات والفصول، لكن أن ترى بلدية ورئيسها يتحجج ب”لا حول لنا ولا قوة”, فإنه من المؤسف ان تجد سيارات البلدية تصول وتجول فيما المواطنون يعانون محتجزون معزولون شتاءا أما صيفاً فمحرومون من المياه، وعند الاستفسار يتهربون بذرائع واهية ويعطيك من طرف اللسان حلاوة و…

تعطلت المدارس والمريض يلازم فراشه والتدفئة لمن تيسر له سبيلا والكهرباء زورونا كل سنه مرة، هو الله وحده القادر والمغير وان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

مع دخول الكتلة الهوائية الاشد برودة الخلايا الرعدية الركامية تتقدم على شكل موجات متلاحقة فوق البحر والساحل بإتجاه المناطق اللبنانية كما يظهر على رادار الطقس وصور الأقمار الاصطناعية.

https://youtube.com/watch?v=5F3RfxDQNWE&feature=share

 

شاهد أيضاً

في أجواء سورة الجمعة

✒️ المرجع الراحل السيِّد محمد حسين فضل الله. 📖 تفسير من وحي القرآن . _________ …