الناس.. يرممون جراح الناس.. والوطن..

بقلم: ليلى رحيِّل

ما أجملكم.. ما أجمل براءتكم.. ما أجمل طموحكم.. يا عباس… يا فاطمة.. يا حسن.. يا أبناء الشهيد علي مشيك.. شهيد انفجار المرفأ..

بعد رحيل أبيهم.. “عباس متوتر مخافة  ألا ينجح  بمسؤولية عائلة صارت على عاتقه” .. “حياتنا صارت أبشع بس راح بيي، قالت فاطمة” .. وحسن “ما بدي شي من الدني، بدي بيي يرجع” .. هذا الأب الكادح الذي ما وفّر ساعة عمل إضافية كي يجني فيها 5 آلاف ليرة مكسباً  لعائلته.. 

بعد رحيله يحفظون وصاياه.. طموح عباس أن يصبح طبيباً.. وطموح حسن أن يصبح محامياً.. وفاطمة ما اختارت بعد مستقبلها.. والأم الصابرة الحزينة على خسارتها الكبيرة بفقدان زوجها، تبحث عن أمل يوفّر الأمان لعائلتها.. وهذا الأمل أشرق عبر تبنّي جمعية بنين للعائلة.. وعبر تلفزيون الجديد في حلقة المليون.. أغدق الخيّرون وأصحاب الأيادي البيضاء عليها وعلى الكثير من العائلات المتضررة، أغدقوا نعمة عطاءاتهم التي تبلسم الجراح وتبني ما تهدّم..

فكما في كل مرة تواجهنا فيها كارثة.. وتكون فيها الدولة غائبة أو متقاعسة أو عاجزة أو مقصّرة.. وحدهم الناس، بين المقيم والمغترب، يتكاتفون معاً ويعيدون ترميم الحياة في أصعب الأوقات والأزمات.. الناس يرممون جراح الناس والوطن.. هذا هو كنزنا الإنساني الجميل الفريد في هذا الوطن.. 

كل يوم يزيد قهري والقلق على وطن يلفظ أنفاسه.. وطن مثقل بالجراح والألم والفساد.. وطني الذي ننجو فيه بالصدفة.. كل يوم يزيد ألمي على جيل تضيع منه الأحلام.. أحلام وطن يتمناه أجمل الأوطان

شاهد أيضاً

8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة

تؤثر خيارات نمط حياتنا بشكل كبير على صحتنا، حيث يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي أو …