قصة ملعقة الزيت … من روائع باولو كويلو

 

يحكى أن تاجراً كان لديه إبن يشكوا من التعاسة ولكي يعلمه معنى السعادة .. أرسله لأكبر حكيم موجود بذلك الزمان ..
وحين وصل لقصر الحكيم وجده فخماً وعظيماً وكبيراً من الخارج ..
وحين دخله سأل الحكيم : هل لك أن تخبرني بسر السعادة ؟
فرد الحكيم : أنا ليس لدي وقت لأعلمك هذا السر ولكن اخرج وتمشى بين جنبات هذا القصر ثم إرجع لي بعد ساعتين ..
ووضع بين يديه ملعقة بها قليل من الزيت و قال له : إرجع لي بهذه الملعقة .. وإحرص على ألا يسقط منها الزيت ..
فخرج الشاب وطاف بكل نواحي القصر ثم رجع إلى الحكيم ..
فسأله : هل رأيت حديقة القصر الجميلة المليئة بالورود؟
قال الشاب : لا !!
فسأله مرة أخرى : هل شاهدت مكتبة القصر وما فيها من كتب قيمة ؟
فرد الشاب : لا !!
فكرر الحكيم سؤاله : هل رأيت التحف الرائعة بنواحي القصر ؟؟
فأجاب الشاب :لا !!
فسأله الحكيم : لماذا ؟
فرد الشاب : لأنني لم أرفع عيناي عن ملعقة الزيت خشية أن يسقط مني .. فلم أرى شيء مما حولي بالقصر !!
فقال له الحكيم :
إرجع وشاهد كل ما أخبرتك عنه وعد إليّ ..

ففعل الشاب مثل ما قال الحكيم وشاهد كل هذا الجمال ورجع إليه ..
فسأله الحكيم:
قل لي ماذا رأيت ؟
فأنطلق الشاب يروي ما شاهده من جمال وهو منبهر وسعيد ..
فنظر الحكيم لملعقة الزيت بيد الشاب فوجد أن الزيت سقط منها ..
فقال له :
أُنظر يا بني…
هذا هو سر السعادة…
فنحن نعيش في هذه الدنيا .. وحولنا الكثير من النعم ..
ولكننا نغفل عنها ولا نراها ولا نقدرها لإنشغالنا عنها بهمومنا وصغائر ما في الحياه ..
السعادة يا بني أن تقدر النعم وتسعد بها وتنسى ما ألم بك من هموم و مشاكل مثل ملعقة الزيت .. نسيتها حين إلتفت للنعم من حولك فسقط الزيت !!

 

شاهد أيضاً

وليد جنبلاط واستقبال كبير في عاصمة الأم الحنون للموارنة

بقلم ناجي أمهز المقدمة وأتحدث هنا عن زعيمي هما الشهيد رشيد كرامي ووليد جنبلاط رشيد …