*ماتت الملكة.أحذية الفقراء أغلى من كل تيجان الملوك.

محمد صفا

لا شماتة في الموت ولكن أن يهتز العالم لموت الملكة اليزابيت الثانية أو العاشرة ويقف مجلس الأمن دقيقة صمت وتطفئ أنوار برج إفيل ويستنفر أطباء بريطانيا والعالم لمعالجة الملكة وتتوقف قطارات الدنيا بما فيها المفاعل النووية حزنا على وفاة الملكة بينما يسحق الجوع ملايين الأطفال وتباد شعوب وتنهش الامراض شعوب العالم وخاصة شعب اليمن المحاصر برا وجوا وبحرا وصبيحة كل يوم يسقط طفل فلسطيني برصاص جنود الاحتلال الاسرائيلي وترتكب المجازر اليومية وابشع صنوف الاجرام بحق الشعب الفلسطيني منذ ٧٠ عاما ويدمر العراق وسوريا وتبتلع البحار مئات الهاربين من الحروب والجوع وو كل هذا لا يستحق لا دقيقة صمت ولا حزن ولا تكنيس أعلام دول العالم،وحدها الملكة اليزابيت تستحق الحداد وقرع أجراس الكنائس والمآذان والصوامع وحتى حجب أشعة الشمس،أما نحن فقراء العالم تلفظنا المقابر وتشرب الملكة والملك والامير والأميرة نخب جوعنا وسحقنا وموتنا.
ماتت الملكة ومات كل الملوك فإلى جهنم وبئس المصير.
أحذية الفقراء و حذاء طفل فلسطيني ويمني وإفريقيي أغلى من كل تيجان الملوك والامراء.