يا الله احفظ لبنان من أعدائه في الداخل والخارج

شبلي بوعاصي / اوستراليا /

الكلاب في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وأوستراليا وغيرها من الدول تحضى بفنادق خمس نجوم وبأفضل الخدمات و الرعاية وإلا هتمام ، حيث هذه الفنادق المخصصة للكلاب تتمتع بغرف وأجنحة مميزة وفاخرة ومقابل الاستضافة اوالمنامة لكل ليلة تبلغ كلفتها مئة دولار أميركي .

وهذه الفنادق : لا يقصدها الا كلاب رجال الاعمال و الشخصيات اوعائلاتهم الذين يضطرون الى مغادرة البلاداو لانشغالهم في أعمالهم الخاصة و الضرورية فيضعون كلابهم في هذه الفنادق الفخمة يسرحون ويمرحون لعبا وسباحة ونشاطات رياضية واكلا وشربا مميزا ومنامة ( على اسرة وفرش طبية واغطية تقيهم البرد ) مع موسيقى هادئة وناعمة ، ويبقون في هذه الفنادق حتى عودة أصحابهم من أعمالهم او عودتهم من السفر .
صحيفة التلغراف البريطانية نشرت صورا لغرف الفندق ، والمزودة باءسرة فاخرة وبكاميرات الويب التي تسمح لأصحاب الكلاب من الاطمئنان عنها عن بعد ومعرفة احتياجاتها .


في فندق الخمس نجوم للكلاب : يو جد حمامات للسباحة ومنتجع صحي وصالات ألعاب للرياضة مع مدربين وجلسات للمساجات وصالونات لقص الشعر والسيشوار وقص الا ظافر٠
اما طعام الكلاب : يوجد مطعم فيه أشهى الأطعمة وتحت المراقبة الصحية مثل الدجاج واللحم المشوي والبطاطا المهروسة و الأسماك البحرية على انواعها ، اما الحلويات ، اهمها حلويات التوت البري وحلويات الفستق وغير ذلك من الخدمات المميزة و المهمة أيضا هي : إقامة حفلات خاصة بالكلاب وحفلات أعياد الميلاد لها وحفلات الزفاف بحضور الضيوف الكلاب المتواجدين في الفندق .

و في دبي تم افتتاح مطعم حصري للكلاب والقطط لأصحاب الطبقة الميسورة والغنية والتي لم يعد يعجب الكلاب اكل المنازل آلتي تقطنها ، فتريد الترفيه وتناول وجبات طعام صحية وطازجة ومياه معدنية عذبة وتصل ثمن كل وجبة الى حدود 20 دولارا اما ثمن كعكة ميلاد واحدة لابناء الكلاب الجدد تصل الى 55 دولارا ٠
هذه هي فنادق الكلاب والمطاعم الفخمة : اما في الفنادق العادية للكلاب درجة. ثانية و هي فقط للاستضافة والمنامة مع الأكل وبرعاية جيدة ، وتصل اجرة الغرفة في الليلة الواحدة الى ما بين الثلاثين والأربعين دولارا ٠
هذه هي عيشة الكلاب في هذه الدول : التي تحترم وتقدر كل من عاش على أرضها إنسانا ام حيوانا ام نباتا له كل الرعاية والاهتمام .

 

اما عندنا في الوطن الغالي لبنان لنرى المفارقة وببساطة وموضوعية ، الكل لهم عندنا المودة والاحترام ، ولكننا نتألم وبحرقة قلب وبوجع ، وبعيون تبكي على ما وصلنا اليه : ماذا يوجد لدينا نحن كشعب في لبنان : هل تركوا لنا شيئا من مقومات الحياة ، ماذا نستطيع ان نفعله ، و لو سألنا انفسنا من الذي جلب على شعبنا كل هذا الويل ؟ ومن الذي فعل بنا وأوصلنا الى هذا الهلاك وهذا الحضيض ؟
والسؤال أيضاً : هل حاسبنا أحدا من الذين سرقونا و نكدوا عيشنا و تاجرو ا فينا وبكراماتنا ، نحن الذين كنا من احلى الدول وأصبحنا من أفقرها ، لا تستغربوا المقارنة : هذه عيشة الكلاب فما اجملها في العالم فيهاالاحترام والحب والاهتمام ، مثلها مثل الإنسان في تلك الدول لهم نظام وقانون حماية واحترام ومعاملة جيدة ، والكلاب لهم غرف خاصة داخل البيوت ينامون فيها وتقدم لهم وجبات الطعام بشكل منظم ولهم عيادات طبية في كل دسكرة وحي ولهم مستشفى للعمليات الجراحية وغير ذلك ٠
اما في لبنان فكيف هي عيشتنا : الفقر الجوع العطش والمرض ، حيث لااحترام للإنسان ولا لأي مخلوق ، فقط الاهتمام هو لحفنة من المسؤولين وللمحضيين ، اما هذا الشعب اللبناني الطيب المنكوب من كل مقومات البقاء والحياة ، وخاصة فقدان : المواد الغذائية والمياه والدواء والمستشفيات والكهرباء وا لمحروقات والأمن والأمان ، هذا الشعب اذا لم ينتفض لكرامته ويقف في وجه الظالمين والفاسدين والسارقين كيف يستطيع ان يكمل حياته و مشواره الطويل هو وأفراد عائلته وكل الأهل وأبناء مجتمعه .
في الختام : رغم سوداوية المشهد نصلي الى الله ان تنجلي هذه الغيوم السوداء الملبدة فوق لبنان ويعود الخير والامان والاطمئنان الى ربوعه الذي لم يذق شعبه طعم الذل والجوع والإهانة من قبل كما يذوقها اليوم رغم كل الحروب العالمية والإقليمية واجتياحات العدو السابقة التي وقعت على أرضنا ٠
يا الله : احمي لبنان من أعدائه في الداخل والخارج و ساعد شعبه ، على الخلاص من هذه المحنة الصعبة وابعد عنه كاء س الفاسدين والمجرمين المتحكمين به ، حيث همهم جميعا مصالحهم الخاصة ، اما شعبنا اللبناني الطيب الذي أذلوه وأها نوه في الصميم نقول : الى متى هذا السكوت ٠ فالايام القادمة تنذر بمخاطر كبيرة و الذين سرقوا اموالنا وارزاقنا قد حولوها الى المصارف خارج الوطن وكدسوها في خزائن قصورهم وفيلاتهم المنتشرة في الدول الأوروبية وأميركا وفي العالم ، اما الشعب اللبناني الطيب وبنظر هؤلاء السارقين والفاسدين ( يدبر حاله ويقلع شوكه بيديه ) و ليكن مصيره جهنم

شاهد أيضاً

طرابلس عاصمة للثقافة العربية

  المرتضى من بلدية طرابلس: مرحلة الانقسام والتجاذب رحلت ولن تعود ونستبشر بمرحلة جديدة تجلب …