ابن الملك وابنة راعى الأغنام

إعداد فؤاد رمضان

يحكى أن أحد الملوك زوج ولده ثلاث مرات ، و في كل مرة كان الولد يطلق زوجته دون أن يعرف أبوه الاسباب .
فطرده أبوه من القصر لكثرة الطلاق .
خرج الشاب من المدينة للبحث عن عمل فوجد عمل راعي أغنام عند احد الموالين .
اُعجب صاحب الغنم بالشاب كثيراً ، و كان لصاحب الغنم بنت وحيدة قال سأطلب منها أن تتزوج به لكي يبقى معنا .
عرض الزواج على إبنته فقالت لن أتزوج به حتى تسافر معه لتعرف حقيقته .
قال الرجل للشاب غدآ لا تخرج بالغنم سنسافر بضعة أيام لقضاء حاجة ،
فسافرا معاً و في الطريق مروا على غنم فقال الشاب : ( ما أكثرها و ما اقلها )
تعجب الرجل ولم يرد عليه !!
فمروا على غنم أخرى قال الشاب.
( ما أقلها وما أكثرها )
فقال الرجل في نفسه أنه غبي لذلك طلبت مني ابنتي السفر معه !!
و مروا على مقبرة فقال
( فيكِ الأحياء وفيكِ الأموات )
و مروا أيضا على بستان جميل فقال الشاب
( لا ادري إن كان هذا البستان أخضر أم يابس )
تعجب الرجل كثيرآ و لم يتكلم !!
دخلوا على قرية و طلبوا الماء للشرب فأعطوهم الحليب ( شرب هو و أعطى للرجل بعده )
ثم دخلوا قرية أخرى طلباً الماء ، أعطوهم الماء ( فأعطى للرجل أولاً ثم شرب هو )
قال الرجل في نفسه لم يحترمني في الحليب ،
والماء أعطاني أولاً !!
قال الرجل لن اُزوجه إبنتي فالسفر يكشف الناس على حقيقتها .
و عادا من السفر و قص الرجل كل شيء على إبنته .
فقالت البنت لأبيها أنه ( نعم الرجل )
فقال الأب كيف ذلك.
قالت البنت.
– الغنم الأولى ( فيها الكبائش أكثر من النعاج )
– و الغنم الثانية ( فيها النعاج أكثر من الكبائش )
– و المقبرة ( من ترك ذرية فهو حي ومن لم يترك فهو ميت )
– و البستان ( إن كان صاحبه عمله بماله فهو أخضر ، و إن كان بالدَين فهو يابس )
– أما الحليب (عند وضعه في الإناء ينزل الحليب و يصعد الماء. هو شرب الماء و أعطاك الحليب )
– وأما البئر ( الماء الصافي يصعد للأعلى اعطاك أنت أولا )
فزوجها له ،
و عند دخوله عليها و ضع يده على رأسها و قال : لمن هذا الرأس.
قالت : كان رأسي و أصبح رأسك .
فقال لها : تهيئي للسفر ، أنا لست راعي الغنم أنا ملك ابن ملك خرجت للبحث عنكِ .

لا تحزن من مِحنة فقد تكون مِنحة .
ولا تحزن من بليِّة فقد تكون عطية .
ولا تشتكي من الأيام فليس لها بديل
ولا تبكي على الدنيا مادام آخرها الرحيل واجعل ثقتك بالله ليس لها مثيل.

شاهد أيضاً

شباب لبنان …شباب العلم

/ابراهيم ديب أسعد شبابٌ إلى العلياءِ شدّوا وأوثقوا وطاروا بأسبابِ العلومِ وحلّقوا وقد ضمّهم لبنانُ …