أدباء وشعراء

إعداد وحوار الشاعرة رانية مرعي

 

عبير حسيب عربيد ،مواليد: بيروت 1974.
الدّراسة: تربية حضانيّة، إدارة أفراد ومؤسّسات.

نشرت نصوصها الشّعريّة في عدّة مواقع وصحف عربيّة.
ترجمت بعض قصائدها إلى اللّغتين الفارسيّة والإيطاليّة.

صدر لها:
-رواية “همسات عشق” عن دار كيوان للنشر( كتب عن الرّواية في كتاب قراءات فلّاح للأستاذ يوسف طراد).
-مشاركة في أزاهير الأدب بأجزائه الثّلاثة، الصّادر عن ملتقى الشّعراء العرب.
-مشاركة في ديوان 1000 شاعر وشاعرة حول العالم “شموع الأمل،
‏“the candels of hope
-مشاركة في الأنطولوجيا العالميّة للشّعر العالمي
‏Modern writers

قيد الإنجاز:
-مجموعة قصص الأحرف الأبجديّة مع الأغاني.
– مجموعة شعريّة بعنوان “مرفأ الأحلام”.

المهام:
-عضو لجنة استشاريّة في نادي الكتاب اللّبناني.
– عضو هيئة إداريّة في ملتقى الشّعراء العرب
– مؤسّسة صفحة إبداع شباب وشابّات لبنان

 

الشاعرة عبير حسيب عربيد:

الشّاعر هو كتلة مشاعر مبعثرة على ورق أبيض

 

*الناشطة الثقافية بامتياز، تكتبين الرواية وقصص الأطفال والشعر
موطنك الكلمة، حدثينا أكثر عن هويّتك.

أوّلا اسمحي لي أن أشكرك على الاستضافة، سرّني وجودي معكم.
ولدت في بيروت، درست التّربية الحضانيّة، ومن ثمّ تابعت دراستي في إدارة الأفراد والمؤسّسات. عملت في الحقل التّربوي منذ العام 1992 وما زلت.
بدأت بكتابة الشّعر في بداية سنّ المراهقة ولكنّني كنت خجولة جدّا لذا لم يعرف أحد بذلك. بدأت بنشر ما أكتب منذ 4 سنوات بعد انضمامي إلى بعض المنتديات الأدبيّة الّتي شجّعتني على ذلك، وها أنا اليوم أنتظر مولودي الشّعري الأوّل ليصدر قريباً عن دار اسكرايب في مصر، وهنا أشكر الشّاعر ناصر رمضان عبد الحميد لثقته ولتكفّله بالنّشر.
عندما بدأت بتدريس اللّغة العربيّة لصفوف الرّوضة، كانت المصادر شبه معدومة، فبدأت بكتابة القصص والأغاني الّتي كنت أغنّيها مع ألحان معروفة. منذ سنتين قرّرت العمل عليها بشكل جدّي لإصدارها كمجموعة تربويّة تتضمّن قصصاً للأحرف الأبجديّة مع أغانيها، أنهينا تصميم الكتب والرّسومات، وتلحين وتسجيل الأغاني وبقي الإنتاج أو الطّباعة، لكنّنا نظرا للظّروف الحاليّة أجّلنا الإصدار.

* ماذا همست الكاتبة عبير عربيد في روايتها الأولى” همسات عشق ” وما الرسالة التي تضمّنتها؟

كلّنا نعرف بأنّ معنى العشق هو الإفراط في الحبّ، والهمس هو الصّوت الّذي يكاد يسمع، قصدت بهذه الرّواية أن أوصل فكرة ألا وهي أن صوت الحب قوي، حتّى لو كاد يسمع فإنّه يصنع الكثير ونتخطّى العديد من المشاكل به.
أردت التّذكير بمساوئ الحرب، والخسائر الإنسانيّة والنّفسيّة والماديّة الّتي تسبّبها
سلّطت الضّوء ولو بشكل موجز على بعض المشاكل الاجتماعيّة كالعنف ضدّ المرأة، وتحدّي المرض بالإرادة، ودور المرأة الهام بتثبيت جذور أبناء الوطن فيه وبالوطنيّة، وبتوريث أبنائنا هذا الحبّ من خلال عدم التّبعيّة والخضوع.

 

قصدت برّواية “همسات عشف” أن أوصل فكرة

ألا وهي أن صوت الحب قوي، حتّى لو كاد يسمع

 
* أنت مؤسّسة صفحة إبداع شباب وشابّات لبنان على صفحة الفايسبوك
هل يقتصر الموضوع على الموهوبين في مجال معيّن و ما هدفك من هذا المشروع الذي أحييك عليه؟

أثناء عملي كتربويّة، لاحظت بأنّ الكثير الكثير من الأطفال يحملون العديد من المواهب الرّائعة الّتي إذا صقلت بالعلم والمثابرة ينتج عنها إبداعات في كافّة المجالات. وكما نعلم بأنّ مناهجنا لا تدعم المواهب ولا تعطي لها الأهميّة اللّازمة، فنحن نعلّم ولا نثقّف.
أردت من خلال هذه الصّفحة تسليط الضّوء على المبدعين اليافعين ودعمهم وتحفيزهم على الاستمرار، كما أردت تكريم وتقدير جهود المدارس الّتي توليهم الاهتمام، فهذه المدارس القليلة أيضا تستحقّ التّقدير.
أمّا بالنّسبة لموضوع الإبداع فهو لا حدود له ولا شروط، المهم هو العمل الإبداعي في كافّة المجالات، وحتّى لو لم يكن أحياناً لدينا مواهب كبيرة، فإنّ انتشارها سيحفّز أصحابها على العمل عليها، كما أنّ البيئة تؤثّر بشكل كبير على تحسين العمل من خلال الاستفادة من المواهب الأخرى والتّعلّم منها، فكلّنا ينقصنا دائماً العلم والمعرفة وعلينا الاطّلاع الدّائم ومواكبة كلّ جديد.

* عضو لجنة استشاريّة في نادي الكتاب اللّبناني
حديثنا عن هذا التجمّع الثقافي وعن النشاطات التي يقوم به.

نادي الكتاب اللّبناني هو وطنٌ حقيقيٌّ مصغّر، ترأسه الدّكتورة سلام سليم سعد، الخلّاقة والمتجدّدة الفكر، وقد جمع النّادي اللّبنانيّين من كافّة المناطق وحتّى من بلاد الاغتراب ، تحت راية الثّقافة والمحبّة والعطاء اللّا متناهي، وساعدتنا وسائل التّواصل الاجتماعي على نشره بشكل أكبر نظرا لأنّ اجتماعاتنا كلّها تكون إفتراضيّة.
نجتمع كلّ أربعاء تحت عنوان مختلف، مرّة في أمسية “كتابي” الّتي يتحدّث فيها المشاركون عن كتب قد قرأوها، يخبروننا عنها وينصحوننا بها.
أمسية “توقيع كتاب” قد يكون لأحد أعضاء النّادي أو غيرهم.
أمسية متغيّرة في كلّ شهر مرّة تكون ” أمسية ثقافيّة” تتعدّد وتختلف مواضيعها، ومرّة ” علّمني شيئا” يعلّمنا خلالها أحد الأعضاء موضوعا قد احترفه، وأمسية “شغف” وفيها نناقش كتابا في التّنمية الذّاتية .
والأمسية الرّابعة هي الأمسية الّتي بدأنا نادي الكتاب اللّبناني بها وهي مناقشة رواية الشّهر، نقرأ كتابا موحّدا ونناقش ما قرأناه في الأمسية، وقد سهّلنا القراءة للجميع من خلال إرسال النّسخ الإلكترونيّة لكلّ الكتب.
كما أنّ لدى نادي الكتاب اللّبناني مكتبة على تيليغرام تحتوي على عشرات الكتب العربيّة والانكليزيّة.
لدينا أيضا صفحة عبر الفايس بوك، واليوتيوب و موقع إلكتروني.

 

* أنت عضو هيئة إداريّة في ملتقى الشّعراء العرب الذي يرأسه الشاعر المصري الصديق ناصر رمضان عبد الحميد
ما أهمية هذا التلاقي العربي ومدى تأثيره على التلاقح
الفكري ؟

أسّس الشّاعر المصري ناصر رمضان عبد الحميد ملتقى الشّعراء العرب وجمع فيه الشّعراء العرب المنتشرين في كافّة أقطار الكرة الأرضيّة، فتعرّفنا من خلاله إلى العديد من الشّعراء الكبار والمبتدئين الّذين يستحقّون نشر كتاباتهم. كما صدرت مجموعة شعريّة من 3 أجزاء بعنوان أزاهير الأدب عن الملتقى، وكان لي مشاركة في كلٍّ منها.
ثمّ أسّسنا مجلّة أزهار الحرف الّتي يترأّس تحريرها الأستاذ ناصر، واستلمت تصميمها، هذه المجلّة تحتوي على كافّة مجالات الأدب: الشّعر والنّثر والمقالات والقصص … كما أنّها خصّصت بابا للفنّ التّشكيلي.
أهميّة ملتقى الشّعراء العرب تكمن في التّبادل الفكري والثّقافي بين الشّعراء وتأثير البيئات المجتمعة على رفع المستوى المعرفي والثّقافي.

* المشاركة في موسوعات عالمية للشعر، هل يتم بعدها نقاش الشاعر من قبل الجهة الداعمة- وكلنا نعرف أن الموسوعات نشأت لسد النقص في مكتباتنا العربية- أو ان الأمر مجرد إصدار يبتغي الربح؟

هذه أمور لا علاقة لي بها، ولا يهمّني مقصد صاحب الموسوعة، فالأمر لا يتعدّى المشاركة والانتشار فقط. وأحيانا يقوم بترشيحي للنّشر أحد الأصدقاء أو المقرّبين، كما حدث ورشّحني كثيرا صديقي الشّاعر الأستاذ ناصر رمضان عبد الحميد.

* ما هي أكثر قضية إنسانية تفاعلت معها وكتبت عنها؟
حبذا لو نقرأ بعض ما خطّ قلمك في لحظة ثورته

هناك الكثير من القضايا الإنسانيّة الّتي أتفاعل معها كما كلّ إنسان يحمل حسّا إنسانيّا ومحبّة في قلبه، فالشّاعر هو كتلة مشاعر مبعثرة على ورق أبيض. لكن أكثر ما أثّر بي انفجار مرفأ بيروت، فالقلم بكى لكنّ الدّمع تحجّر في المقل. كتبت الكثير عن هذه الكارثة ، وأتشارك معكم بنصّ كتبته عنها.

خطى كفيفة

نعيش في أرض
ما عادت لنا وطنا
تحكمها أهواء فاسدين
فاسدون شوّهوا تاريخ انتماءاتنا
ومحوا معالم جغرافيّتها
وضعوا للهواء ثمنا
وبأرواحنا افتخروا متحكّمين
وزّعوا القهر
نثروا الذّلّ
أسكنوا القلق النّفوس
اغتالوا منها الأمن
لتتفاقم سطوتهم
لنبقى لهم خانعين.
شرّدوا قلوبنا في الأكوان
انتشلوا أرواحنا من الأبدان
تهنا
واحتارت نظريّات الانثروبولوجيا بهم
وكلّ علماء النّفس والاجتماع
تهنا
فانزلقت الأرض من تحت أقدامنا
وانطلقت الخطى كفيفةٌ في العدم
تبحث عن وطنها
علّها تتعثّر به
في ركن
بين تلك الأوطان

*كتب الشاعر التونسي الكبير مازن الشريف والذي بالمناسبة كان ضيفًا في برنامجي ” أدباء وشعراء ” وقال : “خذوا المناصب والمكاسب ،لكن خلولي الوطن”
واليوم المناصب تُوّزّع بالمجان وفي كل الميادين وتحديدًا في الحقل الثقافي
كيف سنتعافى؟

هذه القصيدة تبكيني كلّما سمعت الفنان “لطفي بوشناق” يغنّيها فكلماتها تصيب الجرح، أبدع بها الأستاذ مازن الشّريف.
أمّا عن المناصب الّتي توزّع بالمجّان، فكلّ مثقّف، محدود كان أم شامل، يعلم أنّ هذه الألقاب والشّهادات والمناصب ( السّفير والعميد والدّكتور… وغيرها) الّتي تمنح، لا قيمة لها، فهذه المناصب لها مراجع خاصّة ولا تمنح بالشّكل العشوائيّ الّذي نراه اليوم، ولن نتعافى إلا بإيجاد قوانين تحاكم هؤلاء المانحين لأنّهم غير مخوّلين لذلك.

* رسالة تودّين إيصالها إلى جهة محددة في هذا الظرف العسير الذي نمر به في لبنان .

أتمنّى على كلّ مواطن أن يتخلّى عن خوفه، يصدّق نفسه ولو لمرّة واحدة، ويخطو الخطوة الأولى نحو التّغيير الّذي ربّما قد يكون الميلّغرام الأخير من الأوكسيجين في غرفة إنعاش الوطن.

 

*أترك لك الختام مع قصيدة تهدينها لقراء كواليس

مؤخّرا أنا أميل كثيرا للكتابة في العشق الإلهي، اخترت قصيدة بعنوان “صلوات عشق” عساها تنال إعجابكم.

صلوات عشق…

غنِّ لي
أطربني
بصلوات مختلفة
صلوات عشقٍ
تراتيل خشوع،
ترنيمات سلام.

إصدح بصوتك الهادئ
الّذي يملأ الكون
إعزف على أوتار
تلك الأغصان العارية
نغمات كمانٍ شجيّة،
إصفر برياحك العاتية،
حنّن هبوبها
لتتراقص نوتاتها
كأنغام ناي حنون.
دع أوركسترا السّماء
تعزف سيمفونيّتها الخالدة…

غنِّ لي
أطربني بأنفاسك
حين تلفح أنفاسي
حين تخترق آهاتي
لتصل
إلى أعمق أعماقي…

غنِّ لي
أطربني
فقلبي يأنس
الاستماع إلى صلوات
ليست كباقي الصّلوات
يسكر
بتنشّق أريج معانيها،
يهيم
بالتماس نعومة خطاها
المتهادية إلى الرّوح
ينبهر الفؤاد
برؤية الأنغام
ترسم أقواس قزح
في سماء حالكة
ينتعش بتذوّق
خمرها المتدفّق
ينابيع صفاء…

غنِّ لي
أطربني
إجعل صلواتك مخدعي
هدهد أحلامي السّرمديّة
نوّر يقظتي
أعطني دور البطلة
في كلّ العروض
لأعيش كلّ الشّخوص
في تجاربها أغوص
قبل أن
تُسدِلَ السّتارة.

وفي النّهاية أشكرك شاعرتنا الرّاقية، الأستاذة رانية مرعي على استضافتي وأتمنّي لمجلّة كواليس دوام التّوفيق والتّألّق..
محبّتي وتقديري.

 

تحية كواليس

الشاعرة عبير حسيب عربيد جندية تحارب بسلام في معركة الجرف، سلاحها نعم تتراقص على ترنيماته حروف لغتنا الجميلة سعيدة بمحبيها أمثال الشاعرة عربيد التي عرفت سر الحب وليس فقط همسات العشف فزقمت كما الطيور أطفالها بحب الحرف حتى لا تتجرأ الثقافات الأخرى سرقته من ذاكرتنا وحتى يتباهى الآطفال بغنى هذه اللغة التي تتعامل معها الشاعرة عربيد بشكل عملي وبمسؤولية مسؤولة من دون ان يغيب عنها رونق الرسالة التي تحملها تلك الأجنجة المتراقصة حيناً والحزينة أحياناً خاصة في تجسيدها لحال الوطن الذي يتهاوى أمامنا وكل ما يتعلق بعذابات الإنسان وهمومه ومكامن أحزانه..

رحلة الشاعرة عربيد غنية في عالم الأدب والشعر من خلال تعاطيها الجدي في نشر الثقافة عبر نادي الكتاب اللبناني المتنوع النشاطات وحيويتها ومدى قدرتها على الحوار الثقافي المتقن الهدف.

وتبقى التحية الشكر والحب للشاعرة رانية مرعي التي تعزف كعادتها على التجديد في حواراتها بحيث تحافظ على تنوع حديقتها بالجميل من ضيوفها التي لا يشبه أحدهم الآخر وإذ بهم يشكلون موسوعة متكاملة المعنى وهي في ذات الوقت تفتح قلبها للجديد المتجدد والجميل الأجمل من لقاءات منتظرة تتباهى بتفرد كل منها

شكرا جزيلاً الغالية الشاعرة رانية مرعي على هذا الحرص المسؤول والبحث الدؤوب عن تميز غير مسبوق..

فاطمة فقيه

شاهد أيضاً

سلطه المعكرونه بدون مايونيز

معكرونه اي نوع تحبوه /طماطا مقطعه ناعم /حمص/خيارمقطع ناعم /جزر مبروش /فلفل اخضر مقطع ناعم …