في ذكرى رحيل الشاعر الكبير نزار قباني ماذا قال محمود درويش عن نزار قباني

إعداد حلا الشام

في بيت نزار قباني ” محمود درويش “
بيتٌ من الشعر – بيتُ الدمشقيِّ
من جرسِ الباب حتىّ غطاء السرير
كأنَّ القصيدةً سُكنى و هندسةٌ للغمام
بلا مكتب كان يكتب … يكتب فوق الوسادة
ليلاً , و تُكملُ أحلامهُ ذكريات اليمام
و يصحو على نفَس امرأة من نخيل العراق ,
تعدّ له الفُلًّ في المزهرية
كان أنيقاً كريش طاووس , لكنه
لم يكن ” دون جوان ” . تحطُّ النساءُ
على قلبه خَدما للمعاني , و يذهبن في كلمات الأغاني
و يمشي وحيداً
إذا انتصف الليلُ قاطعهُ الحلمُ :
في داخلي غرفٌ لا يمرّ بها أحدٌ للتحية
منذ تركتُ دمشقَ تدفّق في لغتي
بردى , و اتسَعتُ . أنا شاعر الضوء
و الفُلّ … لا الظلَّ … لا ظلَّ في لغتي .
كلّ شيء يدلُّ على ما هو الياسمين .
أنا العفويّ , البهيُّ , أرقِّصُ خيل الحماسة
فوق سطوح الغناء , و تكسرني غيمة .
صورتي كتبت سيرتي , و نفتني إلى الغرف الساحلية
بيتُ الدمشقيّ بيتٌ من الشعر
أرض العبارة زرقاء , شفافة .
ليلُه أزرقٌ مثل عينيه . آنيةُ الزهر زرقاء
و الستائر زرقاء
سجَّاد غرفته أزرق . دمعُهُ حين يبكي
رحيل ابنه في الممرات أزرق
آثار زوجته في الخزانة زرقاء
لم تَعُدِ الأرض في حاجة لسماء
فإن قليلاً من البحر في الشعر يكفي لينتشر الأزرقُ
الأبديُّ على الأبجدية
قلتُ لهُ حين مُتْنا معاً , و على حدة :
أنت في حاجةٍ لهواء دمشق !
فقال : سأقفز , بعد قليل , لأرقد في حفرة من سماء دمشق .
فقلتُ : انتظر ريثما أتعافى , لأحمل عنكَ الكلام الأخير
انتظرني و لا تذهب الآن , لا تمتحنّي و لا تَشْكُل الآس وحدك !
قال : انتظر أنت , عش أنت بعدي
فلا بدّ من شاعر ينتظر
فانتظرتُ ! و أرجأتُ موتي
” محمود درويش “

شاهد أيضاً

وجه كتاب توصيات لوزارة التربية

مطر: “فلنخفف على طلاب المدارس الرسمية” تجاوبا” مع طلاب المدارس الرسمية في صرختهم حيال الامتحانات …