*هموم أهل السنة في لبنان ؟!… ألَا هلْ بَلَّغْتُ اللَّهُمَّ فاشهد.

 

بقلم الشيخ مظهر الحموي

من يراقب الشارع الإسلامي السني تصدمه أحوال الفرقة وفقدان المرجعية الصالحة لجمع شملهم و إشعارهم بأن هناك عناية ورعاية وإهتماما من قبل المسؤولين المسلمين لهم .
ولو سألنا المسلمين في لبنان عن أبرز همومهم لأجاب معظمهم بأنهم يفتقدون القيادة الحازمة والحاسمة التي تجمع صفوفهم وتجمع شملهم وتوقف المشاحنات والغمزات بين المسؤولين المسلمين ، وتحقق نوعا من الإستقرار والطمأنينة وتبث فيهم مشاعر الإلفة والحضور الفاعل والمكانة التاريخية للمسلمين (السنة ) في هذا البلد .
ولا شك أنكم تعلمون أن أساليب الضغوط على (السنة) بالذات قد تجاوزت الحد المعقول مما أثار مشاعر الغضب عندهم ، ولكن رغم كل هذه المضايقات إلا أن المسلمين ( السنة) في لبنان هم في مقدمة من يتمسكون بالدولة ومؤسساتها، آملين في أن يحقق هذا البرهان نوعا من المواطنية الصالحة والغيرة على هذا البلد ، ولعل ساسة المسلمين ومراجهعم النيابية والدينية وكافة فعالياتهم وعلى مختلف أطيافهم أن يحزموا أمرهم على التضامن فيما بينهم لجمع شمل المسلمين وتعزيز حضورهم وقرارهم الثابت في حماية هذه الدولة من بعض فئاتها العاملة على إضعافها بكل خبث.
لقد آن الأوان لأن يتناسى المسلمون في لبنان إختلاف إنتماءاتهم السياسية والتي شقت صفوفهم ويتخلوا عن نزاعاتهم المفتعلة وليلتفوا حول مصلحة طائفتهم وبلدهم ، إذ ليس من الجائز أن يبقى هذا الوضع المتأزم فيما سائر الطوائف اللبنانية تعمل على إثبات حضورها وقراراتها وفرض آرائها الخاصة في الحكومة والمجلس النيابي وتستغل المناصب للهيمنة على مقدرات هذا البلد غير آبهة بما وصل إليه الوضع الإقتصادي والمالي والمعيشي .
ألا فليعلم الجميع أن المسلمين (السنة) في لبنان ليسوا مكسر عصا لمؤامرات مشبوهة تعمل على تضييق الخناق عليهم ومحاصرتهم .
لقد باتت الحاجة أكثر من ذي قبل ليستعيد المسلمون السنة وحدة صفهم في مواجهة المؤامرات التي تحاك لهم ويعملوا على طمأنتهم ورد المظالم عنهم.
وفي هذا المجال لا يسعنا إلا ندعو كافة المسؤولين المسلمين وفعالياتهم بأن يتخلوا عن خلافاتهم ويتداعوا الى لقاء جامع حول مفاهيم مشتركة لمصلحة طائفتهم وأن يعتبروا بالطوائف الأخرى التي تجتمع رغم خلافاتها وتوحد قرارها لمصلحة طوائفها .
والامر الثاني ينبغي لنا أن نحث المؤسسات الإسلامية بكل أطيافها على اليقظة وتفويت الفرصة على الصائدين بالماء العكر حتى يتعزز حضورهم في المجتمع ويلتفوا حول مصالح طائفتهم ليحققوا ما يطمحون إليه من عزة وكرامة وقوة.
إن المرحلة التي نعيشها اليوم هي مرحلة مفصلية وخطيرة ولا تحتاج الى تسويف وتأجيل بل تحتاج الى مبادرات فعلية تنقذ المسلمين من تخبطهم وتعينهم على مواجهة المخططات المشبوهة التي تسعى الى تحجيمهم وتهميشهم وإضعاف صوتهم وشل حركتهم وإقتلاع شوكتهم وإثبات الفرقة بين صفوفهم .
أما آن لنا ان نضع حلا لهذا الوضع المزري ، وأن نجتمع من أجل حماية المسلمين السنة وتوحيد صفهم والتصدي للممارسات التي يرتكبها البعض بحقهم؟
أسألكم أجيبوني هل سيرى المسلمون في لبنان يوما مشهودا تلتقي فيه المراجع السياسية والدينية والفعاليات والمؤسسات الإسلامية على قلب رجل واحد ؟
*ألَا هلْ بَلَّغْتُ اللَّهُمَّ فاشهد*

*أخوكم الشيخ مظهر الحموي*

شاهد أيضاً

تحدث باحتفال تكريمي لمستشفى بهمن لمناسبة عيد العمال

فضل الله:”الوطن يعيش مرحلة صعبة من الازمات وعلى ثقة أنه سيخرج منها منتصرًا ويحافظ على …