تحية حب واحترام للجيش الأبيض حامي حمى الوطن والوطنية

بقلم: نبيل فارس

غالباً ما نساوي الوطنية مع الاستقلال والسيادة والقوة العسكرية الرادعة والتكاتف والوحدة.
ولكننا الآن نجد أنفسنا أمام عدوٍ لا نستطيع مواجهته إلا بالتباعد والتفرّق. ولا يمكننا هزيمته إلاّ بغسل أيادينا من أي تعبير عاطفي لتصبح الإنسانية غطاء وجه ويد مغلّفة مشمّعة.
فلا الرصاص يُجدي ضد هذا العدو ولا الآليات التي تتمختر أمامه.
وهكذا نجد في مقدّمة المحاربين ضدّه، ليس رجال أمن أو جيش مدرّب أو مجندين محترفين، بل أطباء وممرضين وصيدلانيين وأساتذة ومساعدين وأصحاب وفنيي مختبرات وأصحاب خدمات مختلفة. وهم فجأة غارقون ومثقلون في مواجهة شبه مبهمة مع خطر التلوث وإمكانية الموت المحدق بهم والذي لم يريدوه يوماً لأنفسهم ولا لأمتهم أو إخوتهم في الإنسانية.
بعد كلّ هذا الكلام وما رافقه من عمل دؤوب، ألا يستحق أولئك الأبطال على تضحياتهم شهادة في الوطنية الحقّة؟!! فنحييهم ونشكرهم على عطاءاتهم، تماماً كما كنّا دوماً نحيي ونشكر جيشنا الأبيّ وقواتنا المسلّحة الذين عمّدوا وطنيتهم بالدم.
لا نريد أن نصنع لهم التماثيل ولا أن نغدق عليهم الهدايا أو الإحتفالات، بل نكرمهم بما لهم علينا من حقوق وما يتوجب علينا من احترام لدورهم في رفع مستوى الوطنية. إذ لم يتوانوا بالتضحية بحياتهم من أجل حياتنا.
فالأولى أن نبدأ برؤية متمايزة لمفهوم الوطنية، وذلك بصقل مفاهيمنا بصحة وحياة المجتمع أسوة بالفهم التقليدي للسيادة والوطنية.
وقد يكون ذلك بعدم حصر مفهوم الوطنية برداء العسكرة والقوّة، بل يشمله حب المجتمع وحب هذا المواطن الذي يضمن صحة وعافية هذا المجتمع .
المواطن المسؤول هو من يساهم في إبقاء وطني عزيزاً معافى.
ووطنيتي في تقدير واحترام وتلبية احتياجات كادرنا الطبي ومن شاركهم بطولاتهم.

نبيل أ. فارس
نيسان ٢٠٢٠

شاهد أيضاً

في أجواء سورة الجمعة

✒️ المرجع الراحل السيِّد محمد حسين فضل الله. 📖 تفسير من وحي القرآن . _________ …