السيد طالب موسى يدعو من متحفه للعودة إلى الأرض وللتراث

مَنْ لا ماضي له ليس له حاضر ولا مستقبل..


بهذه العبارة إستهل حديثه السيد طالب موسى، الذي إستهوته المقتنيات الأثرية التراثية من صغره، وبات متحفه في بلدته سحمر – البقاع الغربي، مكدسًا بالآلاف من تلك المقتنيات المتنوعة ومحجًا للزائرين من هواتهاـ وهو يقضي نهاره أمامها مستمتعًا بوجودها مستعرضًا في مخيلته حيثياتها مع حكاية وقصة واقعية لكل منها.
هو الذي قضى ردحًا من الزمن في جمعها من عدة مصادر وأماكن حتى من خارج حدود الوطن.
“كواليس” التي شدها هذا الموضوع قصدته وكان معه هذا الحوار:


*هل لنا من شرح كيفية ولوجكم هذه الهواية بجمع مقتنيات أثرية وتراثية؟
-من عمر العشرين سنة، لفت نظري بعض الأواني النحاسية والفخارية والمعدات التي كانت تُستعمل في البيوت والحرف من قبل الأجداد والآباء وعملات قديمة وجلود حيوانات، ولم أتمكن من تحقيق هذه الهواية بسبب السفر هربًا من الأحداث المشؤومة في بداية السبعينيات من القرن الماضي، إنما بقيت تخالج وتدغدغ مشاعري لمكانتها في حياتي كإبن ضيعة ريفية، ولدى عودتي من السفر، منذ عشر سنوات، وممارسة عمل بيع قطع السيارات المستعملة، قررت بعدها التوجه نحو التجارة بالنحاسيات، فقصدت “الشام” لإبتياع بعضها من الأباريق والصواني القديمة، وثم بيعها بوقت سريع، وأعدت الكرة عدة مرات، وهكذا دواليك إلى أن طورّت هذه المهنة وأنطلقت في عالمها بشراء ما تيسّر من أبناء البلدة والجوار لمقتنيات مختلفة أستغنوا عنها أصحابها، ومتجولًا قاصدًا بعض المناطق اللبنانية والشام، ومن بعض التجار الذين يقصدونني لبيع ما عندهم منها. كذلك يصلنا من أوروبا عن طريق أخي، كما أُصنَّع بيدي بعض المعدات القديمة على شكل مُصّغر، ماكينة الذراوة، عود الفلاح، شواكيش وغيرها، ومتحفي يحتوي على آلاف القطع ولكل منها حكاية وقصة. وإذا ما جاز ذكر بعضها: فخاريات من خوابي وأباريق ومقالي وخابية دير عمرها 250 سنة وخابية زجاجية وميزان له بيضة عمره أكثر من 90 سنة، وفونوغراف، راديوات قديمة ومسجلات حجم كبير

وصغير، ركاوي قهوة وأباريق نحاس، مكاوي معدن، شمعدانات، بوابير كاز، قناديل ولوكسات، آلات هاتف، ألة تصوير، ماكينات خياطة، سدر نحاس، طناجر وملاعق وصحون، محدلة وماعوس، جاروشة، جرن وبلاطة الكبة والمدقة، أراكيل، المهباج، دفاية كاز، الشبك الذي يستعين به المزارع لتحميل القش على ظهر الدواب. الشاعوبة والمذراية من الخشب، المورج، الغربال، المسرد، المنخل، الصفرطاس (أي مطبقية) توضع بها الطعام، جازوز لقض الشجر، أمواس حلاقة، ماكينات قديمة، عملات قديمة معدنية وورق، موازين ترفع بواسطة حبال مصيص أو جنزير، أسلحة صيد، خشبيات متعددة وثريات، صواني قش، ركابة الخيل، جلود حيوانات من الفهد والضبع والثعلب والخروف، ساعات حائط، مجموعة من الخناجر، أجراس للماعز، مطاحن ومحامص بن وأشياء كثيرة وغيرها. ولديَّ وثيقة من بلدية جديدة مرجعيون تعود للعام 1930قوشان رسم حمار بقيمة خمسة غروش لبنانية للسماح لصاحبه التجول معه في البلدة وبيع بعض المنتوجات.


*هل من مشاركات في معارض أو إقامة مزاد علني كما يحصل لدى البعض، ومن يهتم بهكذا مقتنيات؟

شاركت في معرض أرضي بالضاحية الجنوبية وفي بلدتي عبر المهرجان الحرفي والمونة برعاية البلدية، وقد وجدت إقبالًا كبيرًا من زوار المعرض، كما في البلدة للحصول على هذه المقتنيات ويقدرون قيمتها المعنوية الوجودية، كما لبعض الطلاب في المدارس من خلال الشرح لهم حيثيات بعض القطع التي لها علاقة بالأهل والتراث ومن الملاحظ أن بعض الأساتذة لا يعرفون وظيفة بعض القطع، وما لها من قصة وحكاية ومعاناة لدى الأهل الأقدمين، وفي وقتنا الحاضر نادرًا ما نجد من يستعمل بعض تلك المعدات حيث التكنولوجيا والقطع الكهربائية أختصرت الكثير، وبأقل جهد، وشخصيًا لم أقم بأي معرض مزاد علني، والأسعار جدًا مقبولة قياسًا على قيمتها المعنوية علمًا أنني أبتاعها بالدولار، أكان من الخارج أو من التجار.


*لا بد من مشاعر تجاه هذه المقتنيات، كيف تُعبر عنها؟
– أشعر بانها من عائلتي، أجلس بينهم بإستمرار، أستمتع بمشهديتهم كما أستقبل ضيوفي هنا في هذا المكان. إضافة لذلك عندي تعلق بالأرض إلى ابعد الحدود، أزرعها بما يمكن زرعه من الحبوب والخضار، وأحفظ الكثير من الحكايا والقصص القديمة والحكم والأمثال الشعبية.

في الختام أدعو للعودة إلى الأرض والتراث فهو يمثل حقبة ناصعة من حياة الآباء والأجداد وما أورثونا إياه. ومعظم الأواني والمعدات كانت صحيّة بتركيبها من حيث استعمالها.
كما الشكر الأول والأخير لمجلتكم الرائدة “كواليس” التي تواكب معظم الأحداث وتسلط الضوء على أشياء منسية.
فؤاد رمضان

مقتنيات أثرية

طالب موسى:- ت:03/260950

سحمر – البقاع الغربي

شاهد أيضاً

السفير الأممي أبوسعيد لـ”كواليس”: فرضية الإرهاب وأبعاد استهداف بيروت

 أحمد موسى “11أيلول لبنان” دمّر نصف بيروت موقعاً آلاف الجرحى والقتلىعون “تخزين غير آمن” …