“ريّس” عويدات.. إنت “قبضاي” أو “رجل قانون” : لنفهم ماذا يحصل معكم؟!

د طلال حمود

هل من أحدٍ يُمكن أن يشرح لنا سر هذا التهافت والحشد والمكر والوقاحة والتحشيد حمايةً للحاكم بأمر الجمهورية رياض سلامة وحزب المصارف وكيف لنا ان نضع هذه الحماية إلا في خانة تزيدنا احباطاً على احباط؟
فمع إستمرار فخامة الرئيس ميشال عون بالقول ان “التدقيق الجنائي خط احمر” وانه سيتسمرّ بالمطالبة به حتى اخر يوم من عهده، نرى في المقابل كل اركان الدولة العميقة بجيوشها وجحافلها مستنفرة عن بكرة أبيها في مجلسي النواب (قِيل ان قضية الودائع هي قدس الأقداس التي لن ينام ممثلو الأمة قبل ان تنجلي حقيقتها!) والوزراء (الرئيس نجيب ميقاتي لن يقبل بأي محاولة للمس بسلامة على قاعدة “إحموني حتى إحميكم”). نعم الكل مستنفر حماية لأكبر لصّ عرفه التاريخ وهو رياض سلامة وشقيقه رجا اللذان فُتحت بحقهما ملفات قضائية وازنة في سويسرا وفرنسا والمانيا ولوكسمبورغ وغيرها وغيرها من الدول. والمستغرب ان المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات يتصرف بوصفه “قبضاي قانون”، فيستعمل كل صلاحياته لمنع المحامي العام القاضي جان طنوس من التقدّم ولو خطوة واحدة في هذا الملف وبالتالي تجري محاولة لدفع طنوس للتنحي وترك الملف كما فعل مع القاضية غادة عون، وإلا كيف نُفسّر قرار عويدات بمنع طنوس من مداهمة بعض المصارف للكشف على بعض حسابات رجا سلامة ومنعه سفر طنوس إلى باريس للاجتماع بالقضاة الذين يحققون في جرائم مصرف لبنان المركزي في فرنسا وهو إجتماع كان مُقرراً في ٢٤ و٢٥ و ٢٦ من الشهر الجاري!
لم نعد نفهم شيء يا “ريّس” عويدات: لماذا قررت السكوت ومنعت مقاضاة الحاكم وحزب المصارف. المعادلة واضحة عليك أن تحدد موقعك. تحمي مصلحة شخص واحد أم مصالح ثلاثة ملايين لبناني أودعوا أموالهم في المصارف، هذا إذا كنت تعتبرهم بشراً يستحقوت مجرد إلتفاتة. ثلاثة ملايين مودع سُرقت اموالهم ودُمّرَ مستقبلهم وطموحاتهم؟
لذلك، نقول لك ولزميلك المدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم لماذا لم توقفا منذ بداية الأزمة ولو متهماً واحداً بعد سرقة حوالي 100 مليار دولار او اكثر، في اكبر عملية نصب واحتيال وتفقير شهدتها البشرية في التاريخ.
بالله عليكم اخبرونا كيف تنامون في الليل وهل يغمض لكم جفن وماذا ستقولون لأولادكم واحفادكم ولشعب لبنان العظيم وماذا سيكتب التاريخ عنكم وعن دور القضاة في مأساة لبنان؟
انتم اليوم في أعلى مناصب قضائية في لبنان. فهل نسيتم ماذا تعني كلمة العدالة لمظلوم او لمقهور او لمتقاعد وجد نفسه “على الحديدة” دون اي قرش ليومه الأسود والذي اصبح اكثر سواداً بفعل تصرفاتكم المنحازة والمشبوهة الى عصابات الطبقة الحاكمة وحزب الحاكم وحزب المصارف؟
الا تفكرون ابداً ماذا تعني العدالة لأب يبكي في زاوية ليخفي كبريائه لأنه فقد كل شيء ولم يعد يجد حتى لقمة العيشه وربما يجد نفسه مضطراً عاجلاً ام آجلاً اما لمدّ اليد للسرقة او للجريمة او للإنتحار؟
راجعوا انفسكم وادركوا انفسكم قبل فوات الأوان. بعد مرور بضع سنوات ستصبحون في أرذل العمر وستسقطون ويسقط حماتكم مهما علا شأنهم وسطوتهم وجبروتهم – وهذا من سنن التاريخ ومن قبيل التذكير ليس إلا – وستفقدون هذه الحماية وهذه الحصانة التي تتمتعون بها اليوم ولن يرحمكم ابناء هذا الوطن بأطفاله وكهوله وفقرائه ومساكينه ومعدميه لأنكم ساهمتم في تغطية كل الجرائم التي طالتنا واذلّتنا، والأنكى انكم مستمرون في هذا النهج دون صحوة ضمير او اي حد أدنى من حسّ وطني كنا نفترض انه موجود عندكم ودون اي تعاطف مع كل المظلومين والمنكوبين والمحرومين في لبنان.
ماذا ستقولون لأنفسكم عندما تتذكرون ماذا فعلت ايديكم وكيف ساعدتم في إرتكاب كل هذه الجرائم وكيف منعتم كل هؤلاء الفقراء من لقمة عيشهم ومن الحياة الكريمة وادنى مقومات العيش؟
الخيار لكم وما زال هناك طريق للتوبة وللرجوع عن الخطأ قبل فوات الأوان.

(*) رئيس ملتقى حوار وعطاء بلا حدود وجمعية ودائعنا حقّنا

شاهد أيضاً

جعجع: بالرغم من كل شيء يبقى بري شيخ المهضومين في البلد الإثنين 29 نيسان 2024

أشار رئيس حزب “القوّات اللّبنانيّة” ​سمير جعجع​، في تصريح، إلى أنّ “بالرّغم من كلّ شيء، …