قراءة نقدية مغايرة لليماني سهيل عثمان سهيل

 

عنوان القصة (ساجدة)
لمريم الحسن

تبدأ بالتعريف عن هوية وماهية طبيبةٌ طيبة القلب، لفظت نصف عنوان قصتها نسبةً إلى حشرجة الذروة، فوجدت بطلتها ساجدة المعنى شامخة الإسم،
كنت في بداية تعريفية ثم ذروة تمهيدية إلى أن وجدتني تائهٌ في متاهة ازدواجية، جعلت من المريض حكيم ليلى ومن الطبيبة النفسانية مجنونة قيس، رحت اصطدم في عنصر التشويق، ذلك الحدث الذي اجتهدت في إسبار منعطفاته كاتبةٌ متمكنة، تمتلك لإجابات سؤال (سعود) مئات الإجابات عن عالمنا الخارجية المضطرب بين الإنسانية والشيطنة!

قال المريض للطبيبة:
_- أنتِ طالق… طالق…. طالق…_
كان قد سبق وطلب زواجها، لكنه اقترب دون أقرانه حتى دنى من قلبها، هنا تساءلت كقارئ: أي ازدواجية قديمة جمعتهما للتو؟

لأول مرة تقف أمام اطلاعاتي أنثى شامخة لم ترتعد ولم تعرني وما بحوزتي من إجابات اي اهتمام، ربما هي ابنة القراءة والثقافة..
نعم إنها علامة استفهامٍ موضوعيةٍ في محل إعراب الذورة !!
من يقرأ قصة الروائية مريم الحسن، سيجد نفسه في أحداث قصص واقعية، بينما يقرأ قصة عنوانها (ساجدة)
تتفاجأ بعد أن تهت في السؤال السابق ذكره، بينما كنت اتتبع الحرف تلو الآخر أجد الحدث الذي انتهى باستدعاء الممرض؛ يتشعب ولكلٍ منهما قصةٌ لا تُكتب بالأقلام المجردة!!

سنأتي لمفاعلها النووية_التحليلية، لتتخصب أحداث حاصلة ونسمع دوي انفجار قضايا المجتمع، لنقرأ لها بالغائب، بالضمير المتكلم لها ككاتبة ثم نتيه في متاهة تساؤلات القراء لبطلتها الطبيبة:
_ربما هي مجرد متعة شعرت بها عندما طلبها للزواج.. وطلاقها (لتوه) ذكرها بزواجها الفاشل_
هنا يمكنني القول كقارئ وليس ناقداً؛ أشهد أن هناك خصوصية لا يصل إليها معشر الكُتّاب بسهولة، بل لا يمكن لأي كاتب/ة أن يجد تلك الخصوصية والميزة التي تمتلكها(مريم)
تتعدد مزايا السرد وتراكم الأحداث إلى آخره لكن أرى أن سكان العالم الخارجي عبارة عن أصفارٌ على الجهة الشمالية للأرقام، أو بالاحرى “لرقمٍ ثانٍ”
– ساجدة + سعود= الإجابة في خاتمة القصة.
عبارة عن أنثى .. أو علامة تذاع في الراديو_اذاعة FM ، استفهام في خبر عاجل..
إقلاع طائرة واستعادة شخص إلى عالم خارجي كان قد وصفه؛ “بمرارة الشاي والقهوة والسكر إضافة مصطنعة”، ذهبت عنه امرأة لم تحتويه مثلما تأويَّ الزوجة بعلاً يهذي طوال لياليه بحثاً عن مودة !.

كل هذه التساؤلات ستطرأ للقارئ ومشاعره مصوبة نحو ساجدة فتغزو الخاتمة هذيان سعود وطلبه الأول وكأنه لم يتزوج ولم يطلقها في مطلع ملحمته الأولى
– تتزوجني؟!….

انتهت

ليتها كانت النهاية
نعم هذه قصة قصيرة لكنها مزدوجة، وثلاثية الأبعاد تتراى لك كقارئ
حين تقرأ ستداهمك
مرآءة تخصص بطلة الكاتبة: القصة تحتويّ على قصتا اثنتين كانتا متزوجتين ..
زوجة سعود تقرر السفر للخارج بعد أن استشارت طبيبته لتتركه يتلقى جلساته العلاجية،
وساجدة طبيبته النفسانية قل عنها ما تشاء فإنها ليلاه

شاهد أيضاً

الاعلامي في طرابلس سامي كليب في لقاء حواري خاص نظمه المركز بعنوان “غزّة حلقة في مسلسل التدمير الممنهج للوطن العربي”

استقبل مركز مولوي الثقافي برعاية وحضور وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى، ضمن فعاليات طرابلس …