بعنوان (عالمٌ غريب الأطوار) الجزء الثالث

(ثلاثية الحب) رواية سهيل عثمان سهيل / اليمن

بدأت آخر ليلة للعام الميلادي الراحل، ستشرق شمس الغد للعام الجديد، شمرت بساعديَّ بعد أن هاجت وماجت فيّ ولعة التعلم!! سيذهبون للاحتفال بمناسبة رأس السنة_عيد الكريسماس كما يصفونه، وهو الذي احتفت به عائلتي نفس هذه اللحظات من ذلك العام المنصرم وذهب ثلاثية الحب سعداء متوجون بقبعات بابا نويل(١) ورافقتهم أمي معلنةً لي البقاء مهذباً كأبكمٍ وأصمٍ مجهزةً لي وجبة مساءٍ يتميز ببقايا مأدبة الغداء وليته مثل أي مساءٍ أرتشفُ فيه كأساً من الشاي ومعكرونة حارة، وكان قد سمعت والدي قبل خروجهم يهاتف امرأة فلبينية ربما تتقن اللغة العربية حسبما سمعته يشرح لوالدتي من أنه سيتصل بالعاملة التي ستستقبلهم أمام بوابة ذلك المطعم الشهير:
– مرحبا احجزي لنا حجرة مكونة من خمسة كراسي وطاولة 5×1 مع الحرص الشديد بتجهيز قائمة الأكلات والمشروبات التي حددتها وبعثتها لكِ عبر الواتساب.

– ستة كراسي؟

ابتسمت في وجه أبي فور استقباله لمكالمة أخرى وتوجهت إلى غرفتي لأختار أروع قميصاً كان قد ابتاعته لي والدتي ولبستها في عيد الفطر ذاك، حيث كان الكل نائمون وذهبت وحدي إلى أمام ذلك المسجد المليء.. صليت صلاة العيد بوسط الشارع، وبينما كنت خاشع القلب وددت أن أمسح وجنتاي فجاءت سيارةٌ سائقها يقود ببهلوانية غربية، إذ كانت بجانبي بركة بالوعة، لم يكن اهتمام البلدية بها أكثر من اهتمامهم بجعل جدران المسجد أكثر لمعاناً ، إذ فاحت الرائحة الكريهة لمياه فضلات السكان المدني، وللوهلة الأولى أرى هذا العالم!! وماظننت أن قميصي الجديد قد اتسخ بشكل كلي….
كان القوم آنذاك قد حمدوا الرب بصوت جماعي وكنت مشغولاً بتذكر السورتان للركعة الأولى إذ حفظت الفاتحة عن بكرة أبيها ولازلت أراجع سورة “الكافرون”_للركعة الأولى، كان صوت الإمام جميل جداً وكنت قد ارتعدتُ فور صخب المصلين الساهون إلا في خاتمة سورة “الفاتحة”
– آمين. كانت الركعة الأولى بداية تعرفي على طقوس صلاة الدين الإسلامي وفي الركعة الثانية لركعتيّٕ عيد الفطر ذاك والعيد الأول لي الذي سمحت لي أمي بعد خروج ابي وثلاثية الحب آنذاك، حظيت فيه برؤية الناس والأطفال مع آبائهم، وقبل أن يصدر دويّ المصلين عندما وصل الإمام لكلمتي
– ولا الضآ…. رفعت صوتي وكأني سأعلن انتصاري لأقدس دموعي، وكان الشارع يسوده الهدوء جراء شهيق الإمام قبل خروج آخر حرف لتلك الكلمة_الضآلين، وذهاب تلك السيارة التي أكرمني سائقها المسلم بمياه بالوعة مجاري السكان المدني.
– آمين.. لأول مرة أشعرُ براحة كينونتي، إذ ركعتُ وكنت أصغِ إلى العجوز الذي يُصلي بجانبي، كان يرفع صوته ليُعلمُني ماذا تقولون في الركوع والسجود، علمني عنوةً عوضاً عن والدي الذي لم يُقبلَ يديََّ السوداويتان بعد!!
أتذكر أيضاً أني عانقت ذلك العجوز وشعرت بدفء العطف والحنان، وهو من أدركني أن كسوة العيد قد اتسخت كلياً، لا زلت أتأهب للخروج:
– هل سينافس قميصي قمصان ثلاثية الحب؟
تذكرت أن ذلك العجوز لم يزدريني ولم ينهرني لمعانقته بمناسبة عيد الفطر ذاك قائلاً
– حسبي الله ونعم الوكيل على قيادة هذا الصعلوك لسيارته..
تعجبت من تسميته بالصعلوك وأنا أظن أن كل من في الشارع العربي مسلمون.!!
لقد كان رحيماً عكس والدتي التي نبهتني بأن أعود قبل عودة أبي وثلاثيته، كانت قد وعدتني بمعانقتها لأنها ترحمني بعض الشيء، لكن في ذلك الصباح عدتُ متسخ الرداء، حافي القدمين إثر سرقة أحد الأطفال المسلمين لتوأم جزمتي، غضبت عليَّ ونهرتني ومنذ ذلك الصباح خبأت هذا القميص..
لا أدري مالذي قالت له الفلبينية لكنني على يقين تام من أنها قالت له؛
– طلباتك أوامر يا مصطفى باشا.
بينما كنت أرتدي تلك البذلة المتسخة إذ كانت مشاعري مرتفعة ومستوى الإدرينالين منخفض جداً جراء حجز أبي لستة مقاعد_عددنا جميعاً في ذلك المطعم الذي لم أعرف بعد للمطاعم أي معانٍ حتى اللحظة عدا جمع الكلمة، حاولت الاستعجال بغية حصولي على انتهاز هذه الفرصة الوحيدة التي ستمحو كل مواقف الحرمان وستبعث في روحي حب الوالدين وربما ستظهر تعاطف الثلاثة الذين ظلهم الحب في ظلاله، سأتذكر هذا اليوم الذي سيكون ذكرى لمحو التنمر لمحو كل لحظة من لحظات حياتهم العطشى للعزلة .. خرجت من دهاليز غرفتي وكررت الابتسامة التي لم يلحظها عليَّ بسبب أنه كان مشغولاً بمكالمة أخرى وقلت له:
– بابا مصطفى أنا جاهز.
وأتذكر أني نطقت باسمه للمرة الثانية في حياتي، أول مرة في ذلك المساء الذي تاقت نفسي لأكون ضمن طلاب مدرسة صلاح الدين الأيوبي وهي التي استقبلت ثلاثية قلبه ورفض لي ذلك الطلب الذي أملته عليَّ سعاد خانو، أمي التي أبدت لي أمومتها خفيةً من أن يلحظها أبي وحفاظاً لكيلا أكون ركز اهتمام من سيحتفلون معهم بعيد رأس السنة هذه!
من سيشعلون الشموع فأتحسس ذوبانها على طاولة وجنتاي،وما تلك التي سيتناولون عليها وجبة هذا المساء إلا خشب سويدية(أجود أنواع الأخشاب)
ثُمَّ قال لهم رداً على ابتسامتي وانا بكامل الجهوزية لرؤية العالم الخارجي، رده كان بابتسامة لم أحظى بمعناها إلى مؤخراً:
– إحنا خمسة والكرسي السادس لشريكتي في الشركة التي تم تأسيسها قبل ولادتك.!؟

سيحتفلون كعادتهم، بكل برود سيخرجون تاركين خلفهم شخصا لا يعرف عالمهم!!
لا زلت مصلباً كشجرة اجتثت من فوق الأرض وعليها قطرات الندى، داهمني الربيع فور خروجهم وهبت حشرجات بركان روحي ولم يكن بمقدور الشتاء أن يطفأ شرارة واحدة من قطرات دموعي ، انفجرت صارخاً:
– اللعنة على تقديسكم لكل من يعيش في عالمكم الخارجي.!!

هدأت روعي ، واختلست النظر إلى ذلك الباب المحكم بآخر ضغطة هندراب أو بالأحرى اخر ضغطة زناد صداها يشبه صدور صوت رصاصة خرجت من فوهة بندقية القائد ماتزه(٢)الصيني.
***
عندما كنت أرتدي البذلة الأولى التي نبذتها مكان هذه المتعفنة منذ عامٍ مضى، شعرت بالعجز وكأن روماتيزاً من نوع حاد، اجتث ركبتاي وهبطت كمواطنٍ نازيٍ داهمته رصاصة طائشة من والده الذي حول منزله إلى ثكنة عسكرية إبان اجتياح قوات الحلف للعاصمة برلين.

استفقت من غيبوبتي وقلت:
هذه السنة ستكون بمثابة آخر طلقة أصابت جسدي المليء بالثقوب، سأدواي كل الندبات وسأعتنِ بجسمي، اعتناء العليل في ليلة حالكة كهذهِ!!
من الآن فصاعداً لن ينبض قلبي عبثاً..
نعم هذه السنة الجديدة التي سأتحدى بها التميز والتنمر وعنصرية الإنسان الذي برعَ بصنع المبيدات لقتل الحشرات حفاظاً على الخضروات، والميكروبات لقتل الكائن البشري نفسه، سأتغلب فيها على جهلي وسأكشف الستار عن دهاليز أسرتي بل سأقتلع قضبان هذا الدار، وسأدخل إلى العالم الخارجي، لكن كيف سأخرج من هنا!؟
سأتعلم لوحدي، وسوف أجري اختباراتٍ شفويةٍ لوجهي الذي لم يره أحد منكم، ستكون المرآة حاضرة بدايات، سأجمع واجبات طلاب مدراس القرى والمدن المتحضرة وسأبقى بمنعزلٍ منهم.
حتى أني سأستغل أرق الليل وأصنع لنفسي تلك الواجبات التي تختارهن المعلمات حسب ذكاء ونسبة اهتمام أب وأم الطالب، ولحرماني كل حقوق الإنسان سأبتثُ_اجتث جذور الأرض كذرةٍ واحدةٍ لا أعلم لها اسمٍ ستُقطف به حين نضوجها، بل سأكون كشجرةٍ من أشجار غابة السويد، ستعانق روحي السحب وسأمتطى صهوة سيارات السماء عوضاً عن آخر موديل سيبتاعها والدي من دولة أجنبية في منتصف آذار لهذا العام القادم.
**
إنني في هذه اللحظات التي حظيت فيها بحفظ سورة من سور القرآن من خلال التلفاز الذي يقبع بحائط الصالة، وهذه الأزرار أصبحت أجيدها بعض الشيء،
هو نفس جهاز أي تلفاز يعمل بخاصية HD_الريموت الذي لا يحق لي الضغط على أرقامه المؤنثة منذ 18 عاماً واللائي يتقنوا استخدامها إخوتي منذ ولدت، حتى اليوم فتعلمت كيف أقلب على قناة طيور الجنة وأنتقل إلى الأخرى ولسوف أرفع الصوت حين يسبتون بعد أن أصل إلى قناة مكة، أرفعه قليلاً لتصل تلآوة القارئ إلى صيوان أذني ،في حين سيعودون كل يوم منهكلون!! والآن قد عدت بل جئت إلى كوارس سلوى الذي خبأته تحت مضجعي مع الاثنين والقلمين اللذان لم أمسكهما منذ كتبت الأربعة الحروف الأولى وقتذآك ، والآن جئت لأكتب بقلم علاء كلمة (أنا جميل) وأعبث بتلوين إطار الصفحة بتلاوين عدي، وأتعلم أسماء الديانات من منهج سلوى، هي جاسوسية والدي والتي سأظل أتكلم فور تقربها مني وزيارتها لغرفتي بكل ما يحويه منهجها للعام الماضي، حتى تعرف أني أفضل منها ومن عدي وعلاء!!

لقد كتبت السورتين (الفاتحة والكافرون) ومن المؤكد يا أنا أنني أتقنت الكتابة وسأتقن قراءة القرآن بهذه الطريقة وللمرة الأولى  أشعر بسعادة عارمة.

عادوا بعد منتصف الليل وقد بدأ عامهم الجديد وبدأ عامي الجديد والأول بالنسبة لي إستعداداً لمجابهة المنخرطين بالعالم الخارجي وتقديساً للعزلة ، كنت بغرفتي إذ بصرت من شُبَّاكها الغربي مصابيح سيارته الفارهة، خرجت ووقفت على مقربٍ من باب الفيلا الجديدة والتي اشتراها من أرباح شراكته مع تلك السيدة التي جلست على الكرسي الذي ظننته حجزه من أجلي فقد أخبر الفلبينية بأن تحجز ستة
– عددنا جميعاً، لكنه عالمٌ غريب الأطوار!!

——————————–
(١)- بابا نويل [Papa Noel] والذي يسمى عند البعض (سانتا كلوز) [Santa Claus] هو شخصية خرافية، وهي معروفة غالبًا بأنها رجل عجوز ضحوك وسعيد دائمًا، يرتدي بزة يطغى عليها اللون الأحمر، وبأطراف بيضاء، وتغطي وجهه لحية ناصعة البياض.
وتكمن المصيبة التي لا يعرفها الكثير من المسلمين في أن قصة (سانتا كلوز) مأخوذة من قصة القديس (نيكولاس) وهو أسقف (ميرا) الواقعة على الحدود التركية الآن.
وكان هذا النيكولاس  قد حضر مجمع نيقية سنة 325م، وهو أول مجمع اجتمع فيه علماء النصارى وأساقفتهم لمناقشة عقيدة النصارى في المسيح عليه السلام، وكان من هؤلاء القساوسة والأساقفة قس يدعى (آريوس)، وكان موحدًا بالله يشهد أن لا إله إلا الله وأن عيسى رسول الله، وقام آريوس بشرح عقيدة التوحيد ودحض الشبهات حول تأليه المسيح، فقام القديس نيكولاس (بابا نويل) بلطمه على وجهه وسبه.
ولم يكتف بهذا وإنما قام بممارسة إرهابه ضد الموحدين، فقام بهدم الكنائس الموحدة (التي تؤمن أن عيسى رسول الله) في المقاطعة التي كان هو أسقفًا عليها، وإحراقها، مدعيًا أنه يقوم بنزع الأرواح الشريرة منها.
ولإخفاء هذه الحقيقة المروعة عن النصارى، قامت الكنيسة لاحقًا بتلفيق قصة مزورة عن قديسها المزيف لخداع النصارى منذ نعومة أظافرهم، لكي ينشئوا على حب هذا الأسقف الذي حرف دين المسيح عليه السلام، فقامت الكنيسة بسرقة أسطورة موجودة في التراث الإسكندنافي، لرجل عندهم اسمه (أودين) جعلوه إلهًا، كان يطير بمركبته في الشتاء ليوزع الهدايا يوم 25 من ديسمبر، فسرقت الكنيسة عربته الطائرة وهداياه، وألصقوها بقديسهم المزيف نيكولاس، الذي حرف عقيدة المسيح عليه السلام، وحرق الموحدين.
وأما قصة آريوس وأتباعه الذين كانوا يؤمنون بلا إله إلا الله وأن عيسى رسول الله، فقد قال بعض أهل العلم كالإمام الطحاوي والإمام ابن حزم وطائفة من العلماء أنهم هم المقصودون بقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري ومسلم أنه صلى الله عليه وسلم أرسل إلى هرقل ملك الروم: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ: سَلاَمٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الهُدَى، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الإِسْلاَمِ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ، يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ، فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الأَرِيسِيِّينَ». صحيح البخاري (7)، صحيح مسلم (1773).
يقول بن الحجر في شرحه لمعنى الأريسيين: «وَذكر بن حَزْمٍ أَنَّ أَتْبَاعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَرِيسٍ كَانُوا أَهْلَ مَمْلَكَةِ هِرَقْلَ وَرَدَّهُ بَعْضُهُمْ بِأَنَّ الْأَرِيسِيِّينَ كَانُوا قَلِيلًا وَمَا كَانُوا يُظْهِرُونَ رَأْيَهُمْ فَإِنَّهُمْ كَانُوا يُنْكِرُونَ التَّثْلِيثَ وَمَا أَظُنُّ قَوْلَ بن حَزْمٍ إِلَّا عَنْ أَصْلٍ فَإِنَّهُ لَا يُجَازِفُ فِي النَّقْلِ». فتح الباري لابن حجر (8/ 221).
ولعله هو المعني أيضًا بقول عروة بن الزبير رضي الله عنهما: «صَنَعَتِ النَّصَارَى الْإِنْجِيلَ وَأَدْخَلَتْ فِيهِ مَا لَيْسَ مِنْهُ وَبَقِيَ وَاحِدٌ مِنْ عُلَمَائِهِمْ عَلَى الْحَقِّ وَالدِّينِ».
فكان المدعو (بابا نويل) أو (سانتا كلوز) هو الذي قتل الموحدين وحرف دينهم!
المصادر:
مجمع نيقيه الأول للأستاذة الدكتورة  زينب عبد العزيز، أستاذ الحضارة الفرنسية.
هل تعرف معنى كلمة (كريسماس) و(بابا نويل) ؟! ، لهاني الشيخ جمعة سهل، المشرف العام على مجموعة مواقع رواد التميز.
مفاتيح الغيب للرازي (12/414).
فتح الباري لابن حجر (8/ 221).
مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ للباحث جهاد الترباني (123)

(٢)- ماتزه هو قائد صيني واجه الغزو الياباني ووصفه الروائي قاو مي بالمرتزق)

تم كتابتها بالضمير المتكلم لبطل الرواية: أسود البشرة من بين إخوته
2022/1/1م 12:01ص
(عالمٌ غريب الأطوار) الجزء الثالث من رواية(ثلاثية الحب)
للكاتب سهيل عثمان سهيل/اليمن

حقوق النشر محفوظة-موقع مجلة كواليس

شاهد أيضاً

ابراج اليوم توقعات اسرار الابراج: #يسعد_اوقاتكم_بكل_خير #توقعات_الابراج_ليوم_الثلاثاء_والله_اعلم

  مواليد اليوم الثلاثاء 23 نيسان ابريل من برج الثور. مواليد اليوم من برج الثور …