بِدّعة تَدوير الزوايا، في سَبَر غَوْرَه النَوايا!

كتب محمد حمادة

ما فَتِئت الطبقة السياسية الحاكمة في لبنان منذ مائة عام تُدَوِّرُ زوايا هذا الوطن إلى أن أصبحنا ندور في حلقة مفرغة من العَبَثية القاتلة! كأنها حلقة ضوء وزمن تحوم حول ثقب أسود طلباً للإنبعاج والفناء.

بلد هَلكت وطُحنت كل زواياه واندثرت، ولم يبقى فيه ما يُعرَف أو يُعَرَّف به في عالم التشكيل الهندسي وعلوم الفيزياء.

شكلٌ عشوائي مِسخ والعياذ بالله، وهو من عجائب علم الفيزياء الكمية، حيث لا وجود لل π (باي) ولا لل E ولا نقطة إرتكاز، شكل هلامي، متحوّر متحوّل غير ثابت، يحوي بداخلهِ كل شرور وشذوذ هذا العالم.

أن يكون لهذه الطبقة (المُطبِقة على أنفاسنا)، معرفة في فن الأشكال الهندسية، وهي من ترعرع وعاش ونضج بين العشوائيات السلوكية والفكرية والأخلاقية،
تفرض علينا عدداً من الأسئلة المُلحّة والمشروعة…

أولاً: هل لتلك الطبقة الحاكمة (لا قدر الله) نوع آخر من الزوايا القائمة على الإعوجاج مثلاً ونحن لا علم لنا بها؟

ثانياً: من أين لهم شُعاع الهندسة وهم معشر الظلام لإنتاج الزوايا في الأصل؟
ولِيَفنوا أعمارهم في تدويرها، وهم طبقة لم تُمارس أو تتعرف حتى على المسار المستقيم.

ثالثاً: هل المقصود “الزوايا الحاده” لِطِباعهم؟
أم “زوايا منفرجة “لأزماتهم و نكباتنا؟
أم “زوايا قائمة” على امتهان الذُّل والتَّوسل والعمالة !

رابعاً: كيف لهذه الطبقة الصخرية المجردة من الإنسانية ذات التشوه التكتوني في صفائح الخُلقِ والمبادئ، ذات حدود جغرافية وتاريخية وفكرية لا تتعدى زواريب الحارات العشوائية الضيقة وهي صاحبة اللب الطائفي والعنصري، كيف لها أن تتعامل مع هذه الأشكال الهندسية الراقية من الأشعة والزوايا التي اجتمع فيها العلم والفن ، وأن يكون لها معرفة واطّلاع في بحور المنطق والرياضيات؟

ومن قال بادئ ذي بدء، أن تدوير الزوايا إلى ما لا نهاية عملٌ خلاَّق وفيه حِنْكَه ودَهَاء!؟

وعلى المقلب الآخر إعلام لبناني فَذْ داعم مخلص للمُمول الموجِّه، والذى يتحفنا بمقدمات ومؤخرات عاف عليها الزمن، وما هي إلا اجترار سَمِج لِجُمل تحمل تدويراً للزوايا عبر شعارات بالية مثل (قبه الباط، وبيضة القبان، وغُبّ الطَلَب الخ…. الخ …) وكأنه يملك إمكانية تحريك الواقع المر الذي نعيشه على إيقاع من القهر المستدام، أو عندما يبدأ هذا السياسي المخضرم أو ذاك المُحلل المُحَنَّك حواره بكلمة (اليوم) لِيَجّتَرَ على مسامعنا المرهقة أحداثاً تتكرر منذ أكثر من مئة عام دون أي تغيير يُذكر.
عن أي يوم تتحدث أيها المحنك؟!! ونحن نعيش عالم لا نهائي من الدِجَافُويَّه (1) !!؟؟

ورأفة بمن تَبَقّى من العباد، ألم يحن موعد الصيام عن الكلام؟؟؟؟
أو أقلُها أن (يدرك الزعيم الصباح فيسكت عن الكلام المُباح)؟!!

(1) كلمه دجافو من Déjà vu بالفرنسية، لم أجد لها ما يرادفها باللغة العربية ،حيث يتهيأ للشخص تكرار حدوث موقف أو مشهد ما مراراً وتكراراً، كهذا الحال والمقال…

 

شاهد أيضاً

وحدة التدخلات الطارئة تدشن مساهمتها لمشاريع المبادرات المجتمعية بمحافظة إب اليمنية من مادتي الاسمنت والديزل ..

تقرير /حميد الطاهري دشنت اليوم وحدة التدخلات المركزية التنموية الطارئة بوزارة المالية بالتنسيق مع السلطة …