توجه المغتربين للاقتراع و”كواليس” تكشف: 17% من نحو التغيير البرلماني ومفاجآة من العيار الثقيل بقاعاً

 

مجلس الجنوب بصماته واضحة.. الفرزلي إلى لائحة المستقبل الإشتراكي والقوات ونواة لائحة من المجتمع المدني والتيار بين خيارين أحلاهما مر

أحمد موسى

رأى رجل أفعى تحترق حتى الموت، قرر إخراجها من النار، أخرجها فعضته مسببةً له بألم شديد، فدفع بها عنه فسقطت لكنها وقعت ثانية في النار، اضهر الرجل حزناً لذلك، ظنّاً بأنه السبب في سقوطها في النار ثانيةً. احتار الرجل ماذا يفعل، نظر من حوله يميناً ويساراً، وجد عموداً معدنياً وقام باستخدمه لاخراج الأفعى ثانيةً من النار منقذاً حياتها. كان شخصاً ما يشاهد ما يجري، اقترب من الرجل وقال له: هذه الأفعى عضتك لماذا أنقذتها ثانيةً؟، أجاب الرجل العارف ماذا يصنع: طبيعة الافعى هي اللدغ!، لكن هذا لن يغير من طبيعتي، وهي الرحمة والمساعدة!!!.

العبرة من ذلك، “لا تغير طبيعتك وانسانيتك بسهولة لمجرد شخص يؤذيك! مهما كانت طبيعة الأذية والغدر ونوعها، دائماً قابل الاساءة بالإحسان، لأن صفة الإحسان لا ينالها إلاّ أشخاص ذو شرف عظيم”. وسُئِل الإمام علي: “مَن أحقر الناس؟” أجاب: “مَن ازدهَرت أحوَالَهُم يومَ جَاعَت أوطَانهَم”.
ونحن اليوم أمام التحضير والجدّ لاستحقاقٍ انتخابي في زمن المعاناة، وجمهورية قوارب الموت، أناس تختار البحر للهرب، وآخرون عالقون بالبرد والصقيع ولا دواء وقلّة الحال، ينتظرون الموت بفارغ الصبر، وآخرون ينتظرون على قارعة الطريق في بلدٍ مُعَطّل بقرار جميعهم شركاء فيه، وسط استغلال سياسي كجائزة ترضية على حساب العاجزين أمام المتسلطين الحاضرين فرضاً الذين شربوا من كأس أمراء الحرب يوم كانت المنازلات تفعل فعلها على حساب وطن وكرامة شعبٍ مسحوق.
هذا هو حال مشهدية الصورة الإنتخابية في الدوائر الإنتخابية بقاعاً، لكن هذه المرحلة يبدوا أنها أمام مشهديةٍ من نوعٍ آخر وفق مصادر لـ”كواليس” وبقالب “انتفاضةٍ من الداخل لواقعٍ مرّ” أشبه بـ”الجمر تحت الرماد”، وأن دائرة البقاع الثانية تتحضّر لـ”المفاجآت” ما يلخص أن توافق الثنائي الشيعي قد “لا يشمل” هذه الدائرة، وبالتالي فإن البقاع الغربي وراشيا سيكون أمام تكهناتٍ واقعية أقرب إلى الحقيقة في “حرّية الإختيار في الإقتراع متروكة للناخبين”.

 

المغتربون وحقيقة التغيير

فقد بلغ عدد المغتربين المسجلين للانتخابات النيابية القادمة، ثلاثة اضعاف عدد المسجلين للانتخابات الماضية عام 2018، وفي قراءة تحليلية أوّلية لعدد المغتربين اللبنانيين الذين تسجّلوا للمشاركة في الإنتخابات النيابية، فإنّ الرقم أكبر بثلاث مرات عن العام 2018، ولو أنه يمثّل ربع المقيمين في الخارج، وإن الأهم يبقى نسبة الإقتراع التي يمكن أن تنخفض كثيراً في حال إفتقار البعض لجواز سفر صالح أو بطاقة هوية صالحة وفي حال كان مركز الإقتراع بعيداً عن مكان السكن، وأيضاً في حال تراجع الحماس بقبول المجلس الدستوري الطعن المتعلّق بتكريس الإقتراع للنواب الستة، أما الأكيد منذ اليوم، وفق محلّلين، وما رصدتع مجلة “كواليس”، فهو أن “رقم المسجّلين الكبير الـ244442، قادر على إحداث فرق في الإنتخابات ولو أنه من المبكر الحسم لصالح أي جهة سيكون”، فضلاً على أن “المجتمع المدني” يشهد “حراكاً صاخباً وتجميع قواه” خاصةً في دائرتي البقاع الأولى ـ زحلة والثانية ـ البقاع الغربي وراشيا، وعليه فقد علمت “كواليس” من مصادر أن المجتمع المدني أصبح أمام تشكيل “نواة لائحة” في دائرة البقاع الثانية، خاصةً بعدم حُسِمَ الخيار على الشيخ سهيل القضماني عن المقعد الدرزي بعدما أخفق نادي قماش في قراره بسبب “تردده” في الاستمرار في الترشح، وعن المقعد السني الخيار يتجه نحو المغترب فيصل رحال نظراً لما يُشكّل من حالة “إجماع” إغترابي حوله و”انفتاح” جعله موضع رغبةً لدى المجتمع المدني خاصةً وأن تجربته مشجعة في هذا المجال، أما المقعد السني الثاني فلن يكون شاغراً خاصةً وأن هناك زحمة مرشحين، وسط تذمّر في الشارع السني تجاه الطقم السياسي القائم ما يجعل حسن مراد أمام حالةٍ من البلبلة والضياع وفق مقربين منه،

غداء تكريمي لمرشح السوري القومي أقامه رجل الأعمال علي الجراح في المرج البقاعية

 

أما المقعد الماروني يبدو أن المجتمع المدني أمام حسم الخيار، لكن العقبة تكمن أمام المرشح السوري القومي هذه المرة أنطون سلوان الذي ينطلق من قاعدةٍ قوميةٍ تشكّل له رافعة انطلاقة وحيثية واسعة بين المواطنين في البقاع الغربي وراشيا، حيث تقام له اللقاءات السياسية والاحتفالات التكريمية، وبالتالي فإن ما حصل في بلدة المرج والتي تشكل القاعدة الكبرى انتخابياً على مستوى الشارع السني أمر ليس بالعادي والعابر، فقد “أقام رجل الأعمال علي جراح مأدبة غداءٍ تكريمية في المرج لمرشح الحزب السوري القومي الاجتماعي أنطون سلوان وحضور منفذ عام البقاع الغربي الامين نور غازي، عضو المجلس القومي نضال منعم، واعضاء هيئة منفذية البقاع الغربي”، اللقاء السوري القومي في بلدة المرج البقاعية وذات الثقل الإنتخابي السني كان أقرب إلى “المشهد التغييري والاختيار المستجد للمقعد الماروني”، أما مقعد الروم فتوجه المجتمع المدني أصبح شبه محسوم مطعماً بقالبٍ أنثوي، الأمر الذي وضع النائب الحالي إيلي الفرزلي في موقعٍ يحسد عليه، خاصةً وان توجهه “ركب المصالحات لم تخدمه كثيراً”، الأمر الذي يضعه في خانة “الخوف” مما ينتظره، أملاً في تجميع الناخبين في صالحه كمن يجمع “الشتات” في بلد الضياع، لتكون “محاولة” المصالحة الثانية التي يعمل على تسويقها بين “الوزير السابق جمال الجراح وبيت الوسط ـ سعد الحريري” تجعل من الفرزلي في موقع “جمع الأضداد والانقلاب على الثنائي الشيعي” في غمرة التنافس وصخب التغيير، وبالتالي فإن الفرزلي “يراهن على موقعه” في لائحةٍ قوامها “المستقبل، الإشتراكي والقوات” ليكون الفرزلي رابعها وفق مصادر متابعة، التي أضافت لـ”كواليس”، أن الفرزلي يحاول “شحذ” المقعد النيابي بأي شكلٍ وتحالف وتأمين “الفوز” على حساب “مبدأ” التحالفات وجني الحواصل، خاصةً بعدما بات مؤكداً أن التيار الوطني الحر يستسيغ تحالفاً وحشد ناخبين يشكلون حالة الضد لتصيب من الفرزلي مقتلاً في صناديق الإقتراع، وهذا ما يتخوف منه الذي ينحو سريعاً منحى التحالف مع الثلاثي “المستقل، الاشتراكي والقوات” ضناً منه في تأمين الحاصل في صالحه، ويعمل الوطني الحر على خوض الموقع الماروني بين خيارين أحلاهما مر، إما الذهاب بالعميد السابق طوني منصور، أو رندلة جبور التي قدمّت استقالتها من ضمن “المراوغة السياسية واللعب على وتر إماكنية كسب العطف والتأييد”، أما المقعد الشيعي ووفق المعلومات من ضمن المجتمع المدني يعمل عليه بقوةٍ وثبات استحضاره (…)، إذ يبدو أن “شخصيةً شيعيةً لها وزنها المجتمعي وثقلها الحضوري المعروف تُحضّر لتكون قنبلة المفاجآت الإنتخابية، إقبالاً وحضوراً”، وبالتالي فإن تثبيت قبلان قبلان في دائرة البقاع الثانية عن المقعد الشيعي كان “قرار المواجهة والتحدي” وسط تساؤلات وغموض يلفّ “التحركات المكثفة لقبلان حضوراً في المنطقة”، وتؤكد مصادر الماكينة الإنتخابية لحركة أمل تتقاطع مع مصادر مقربة جداً من قبلان لـ”كواليس”، “أن ترشح قبلان جاء لما يُشكله من عامل قوّة وقيمة مضافة للائحة فضلاً عن الحضور الخدماتي السابق لمجلس الجنوب في المنطقة، وبالتالي ليس هو أقل من عاملٍ إضافي يشكل نقلة نوعية تنقل المنطقة من التركمات السابقة إلى أفضل الممكن”، ليضيف المصدر، أن ترشح قبلان شكّل “صدمةً” بقاعية وضعته في مكان اللاعودة، خاصةً وأن الرئيس بري وخلال لقائه وفد من الحركة في البقاع الغربي في عين التينة وإبلاغهم “قرار” التسمية قال: شلّحتوني أفضل شخص عندي”، ذلك يعني أن قرار الرئيس بري كان في موقع “مجبر أخاك لا بطل”، لما يشكل قبلان من “ثقةٍ” قلّ نظيرها في شخصيات توّلت المسؤليات الخدماتية والعملاتية في الحركة.

كشف حساب وتقديم فاتورة ومنظومة الفساد

إلا أن عمل مجلس الجنوب وما قدمه في البقاع الغربي لا يجب أن “يُمنّن” أبناء المنطقة فيه وعليهم اليوم تقديم “كشف حساب” و”تدفيعهم فاتورة” تكون “صوتهم الإنتخابي”، فتقديمات مجلس الجنوب الشاخصة في كل قرية وبلدة لا يمكن نكرانها، وبالتالي “محفوضة” تماماً كما هي “محفورة” في قلوب أبناء المنطقة وناسها، وهذا ليس جميل إنما واجب على إدارت الدولة ـ مجلس الجنوب إدارة من إدارات الدولة ـ التي عليها أن تكون بجانب أبنائها في الوقت الذي غابت الدولة وحكوماتها عن واجباتها اتجاه المنطقة منذ عشرات السنين حتى اليوم، لذلك، من الطبيعي حضور مجلس الجنوب بمشاريعه في المنطقة التي لا يزال ينقصها الكثير من مشاريع البنى التحتية والخدماتية والطرقات والمراكز الاستشفائية والصحية وغيرها، فضلاً عن غياب كلي في تقديم المساعدات للعائلات في المنطقة التي تشكل غالبيتها جزء من العائلات الفقيرة وسط وضع اقتصادي متردي ومعيشي قاتم، فتركت طوال السنوات الأخيرة وخاصةً منذ أزمتي تردي الواقع الاقتصادي والمعيشي وكورونا من دون الوقوف إلى جانبهم، واليوم، ومع بداية فصل الشتاء ونار غلاء الأسعار التي تكوي المواطنين، وفقدان مادة المازوت للتدفئة تغيب الحلول والسؤال عن أحوالهم (المواطنين)، والوقوف إلى جانبهم في هذه المرحلة الدقيقة المؤلمة، وهذا بسبب المنظومة السياسية الفاسدة بكل مكوناتها وأبعادها التي اليوم وبقالب آخر تحاول سرقة كرامة المواطنين عبر صوتهم وما على الناخبين إلا إثبات جدارتهم في صناديق الإقتراع.
إن المنظومة السياسية تلك، التي تعرف كيف تستثمر الإنتخابات، على حساب وجع الناس وآلامهم، لا يمكن أن نحمل ذلك لجميع المرشحين على اختلافهم، لكن السير مع تلك المنظومة وتحقيق أهدافها بقالبٍ انتخابي وتغيير الصورة يجعل نمطية الصورة تأخذنا إلى واقع آخر والسير في ركب التغيير الكلي وليس الإستغلال الشمولي، فالشمولية واقع مفسد ومرض سرطاني يجب اجتثاثه عبر التعبير الحر وصندوقة الإقتراع والتغيير القائم على المبادئ دون المس بالاستراتيجيات الأساسية الكبرى.

“كواليس” تكشف

بعد تجاوز عدد الناخبين اللبنانيين غير المقيمين على الأراضي اللبنانية الذين تسجلوا للاقتراع في الانتخابات النيابية المقبلة كل التوقعات، ومع انتهاء مهلة التسجيل منتصف ليل السبت الماضي، بلغ العدد الكلّي للناخبين المسجلين 244.442 شخص، مقارنة بـ92.810 في انتخابات عام 2018.
وتوزّعت الأرقام على الشكل الآتي: أوقيانيا: ٢٢،٦٦٨، أميركا اللاتينية: ٦،٣٥٠، أميركا الشمالية: ٥٩،٢١١، أوروبا: ٧٤،٨٨٢، أفريقيا: ٢٠،١٢٧ وآسيا: ٦١،٢٠٤.
مرة ثانية يتاح فيها للمغتربين اللبنانيين المخولين الاقتراع المشاركة في الاستحقاق الانتخابي، دليل على حماسهم ورغبتهم الشديدة في المشاركة في العملية الانتخابية، رغم أن البعض يخفف من وطأتهم،
وتشير أوساط متابعة لـ”كواليس” إلى أن الماكينات التي تنشط في الاغتراب تابعة للأحزاب السياسية، وبحسب وزارة الخارجية، فقد سجل العدد الأكبر من الناخبين أسماءهم في أوروبا (نحو 75 ألفاً)، تلتها آسيا (أكثر من 61 ألفاً)، وأميركا الشمالية (نحو 60 ألفاً)، فيما لم يُسجل سوى 6350 شخصاً في أميركا اللاتينية.
وفيما تكشف المصادر نفسها “أن الفرق في الانتخابات المقبلة سيكون للقوى التغييرية التي ستحصد نحو 17 في المائة من البرلمان اللبناني، يعدّ أن الحراك المدني لن يحصل على أصواته من الاغتراب حيث تنشط ماكينات الأحزاب”، مؤكدة على أهمية عدد المسجلين للانتخابات المتمثلة في الإقبال والحماسة واهتمامهم بالعملية الانتخابية في لبنان، فنسبة 20 في المائة من المسجلين تعدّ كبيرة جداً، إذ لا يتخطى عدد كل المغتربين المليون، وكل الكلام عن وجود 5 ملايين مغترب هو خارج إطار الواقع، ففي عام 2018 تسجل 120000 قُبل منهم 84000، وبالتالي فإن الحديث “التعويل على الناخبين في المغتربات فيه نوع من المبالغة، لأن المجتمع في الخارج يشبه الداخل، ومنهم من سينتخبون الأحزاب القائمة”.

شاهد أيضاً

8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة

تؤثر خيارات نمط حياتنا بشكل كبير على صحتنا، حيث يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي أو …