الخشن في رسالة الى الرئيس بري والسيد نصرالله: ماذا جاء فيها!؟



الخشن: الحرمان يطغى وغياب الحقوق تُقاصص أبناء المنطقة في السياسة والتعيينات والتمثيل

البقاع ـ أحمد موسى


رسالة مزدوجة وجهها أحد فاعليات البقاع الغربي وراشيا رجل الأعمال محمد رامز الخشن إلى رئيس مجلس النواب “نبيه بري” والأمين العام لحزب الله “السيد حسن نصرالله”، طالب فيها “الإهتمام بمنطقة البقاع الغربي لاسيما قرى جنوب سد بحيرة القرعون المحرومة”، وفي مضمون الرسالتين “تخوّف من الهاوية والإنحدار التي أصبحنا نتخبط في وحل الظلام، نستنشق الفساد مع الهواء، فكيف نأمل أن يخرج من المستنقع أمل حقيقي لنا؟!”.

رسالة إلى بري ونصرالله

مجلّة “كواليس” حصلت على مضمون الرسالة للخشن، وفيها: “دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، سماحة السيد حسن نصرالله حفظكما الله، أتوجه إليكما بكتاب يحمل بين صفحاته نداءًا من منطقة محرومة وعزيزة على قلبكما، وقف أبناؤها ورجالها ونساؤها وأطفالها في وجه العدو الإسرائيلي الغاصب، وخاضوا أعنف المعارك الموجعة ضد الإحتلال على تلال وهضاب بلداتهم وقراهم الأبية، مشغرة وسحمر ويحمر وميدون وقرى الجوار الباقية، وقدمت خيرة من أبنائها لتساهم في تحرير أرضنا العزيزة وترفع رؤوس اللبنانيين جميعهم”.

المقاومة

وأضاف الخشن في رسالته: “لقد خاض أهالي هذه القرى الشيعية في البقاع الغربي وعموم أبناء هذه المنطقة مسلمين ومسيحيين الطيبين أقوى المعارك ما قبل الإستقلال، وانخرطوا في المقاومة بالمراحل كافة، مقدمين خيرة شبابهم حراسًا للحدود وأثبتوا حقا أنهم حماة الأرض والعرض والدين، ولم يبخلوا يوما في سبيل وطننا الحبيب”.

إهمال مزمن

وأضاف، “إن أبناء هذه المنطقة المناضلة الفقيرة، دفعوا العرق والدم لمواجهة صعوبات الحياة، لكن الإهمال المزمن لهم من قبل الدولة والحاكمين، والحكومات المتعاقبة ظالمة بحقهم وها هم مستمرون بدفع الضريبة تلو الضريبة في كل الأزمنة من دون منّة”.

تجاهل وقصاص

الخشن تطرق إلى تجاهل المعنيين بحق أبناء المنطقة وقدراتهم وطاقاتهم فاعتبر، “أنه رغم التجاهل والإهمال المزمن لهذه المنطقة الحبيبة ولأبناء القرى الشيعية في البقاع الغربي، كأبناء بعلبك الهرمل فقد استطاع شبابها بجهود الأهل المثمرة، وتعبهم وكدحهم أن يحصلوا على أرفع العلوم من كل الإختصاصات، ويرتقوا في عطائهم في بلاد الوطن والإغتراب معاً، ومع ذلك ما زالوا مقاصصين ومحرومين من أي موقع أو مركز من مراكز ووزارات وإدارات ومؤسسات الدولة، لا بل فإن المقعد النيابي الشيعي الوحيد في البقاع الغربي لم يوكل أو يعطى لأحد من أبنائها الأكفاء، وهم كثر فاختاروا نائبا من خارجها مع محبتنا واحترامنا للنائب محمد نصرالله، وكأننا لسنا من أبناء هذا الوطن ولا نحمل هويته ولا يحق لنا أن نشارك في مجلسه التمثيلي”.

التعيينات وحرمان المنطقة

وحول التعيينات وحرمان أبناء المنطقة منها قال الخشن متوجها للرئيس بري والسيد نصرالله، “إن صرختنا اليوم في ظل الحرمان المزمن لنا، تتجدد بعد وجبة التعيينات التي أقرتها الحكومة والحبل عالجرّار”.
وسأل الخشن، “ونداءنا إليكما هو فعل إيمان بكما والتزاما بخطكما ونهجكما المقاوم لكل أشكال الظلم، فلماذا هذا التجاهل لمنطقتنا وحرمانها من التمثيل السياسي ومن مراكز الدولة على أنواعها؟”.
أضاف، “ألا تملك هذه البلدات والقرى الطاقات والعلوم الثقافية المتنوعة التي تؤهلها لتأخذ جزءاً صغيراً جداً من حقوقها؟”.
“ألا يحق لها أن ترى أبناءنا في وزارات وإدارات الدولة أسوة بأبناء ومناطق هذا الوطن؟”.


ليختم محمد رامز الخشن، “نناشدكما (الرئيس بري والسيد نصرالله) كي لا تبقى هذه المنطقة مظلومة ومحرومة في وطنها بعد أن استطاع أبناؤها بدماء الشهداء تحرير هذا الوطن، فمن حقهم ألا يشعروا بالحرمان وانتقاص من حقهم على أرض قد حرروها شبراً شبراً من الإحتلال”.

هوّة وتخوف وانحدار

محمد رامز الخشن تابع في مجالٍ متصل حول ما يعانيه المواطن عامةً وأبناء المنطقة من شؤون وشجون حياتية فقال، ما بين حرب وحرب، كان اللبنانيون يتنفسون الصعداء، أما اليوم، بعدما كنا نتخوّف من الهاوية والإنحدار أصبحنا نتخبط في وحل الظلام، نستنشق الفساد مع الهواء، فكيف نأمل أن يخرج من المستنقع أمل حقيقي لنا؟!.

لا كهرباء

ـ لا كهرباء، لا ماء، ولا بنية تحتيّة، فقرٌ سائد وغلاء فاحش، وقلوب لا ترحم، وتجار أزمات يستبيحون لأنفسهم نهب قوت الفقراء المستضعفين الذين لا حول لهم ولا قوة وليس بيدهم حيلة.
ـ أين نحن من لبنان الحضارة والثقافة والأدب ؟!، أين اللبناني من أحلامه ؟!.

الهجرة

بات أكبرها حلم واحد هو الهجرة الى بلادٍ أخرى، على أمل أن يجد فيها ما لم يجده في بلده وتتحسن أحواله، وعلى الأغلب، هذا ما سيحدث لأنه ما إن يهم بالرحيل، سيخلع ثوب طائفته وتبعيته للزعيم، وسيعطي تلك البلاد ما لم يعطه لوطنه، من جهدٍ ومسؤولية وضمير في العمل وانتظامٍ في كل شيء.

فساد وثراء

ـ في لبنان بلد المحسوبيات والفساد السياسي والإجتماعي والقضائي والإقتصادي، بلد الفحش في الثراء، والفقر المقيت الذي لا يستقوي إلا على الضعفاء، الفقر الذي لم يعد يدق نواقيس الخطر فقط، إنما د أصبح يتربع في أغلب البيوت.
ـ فقط في لبنان الكلّ يعرف من الجاني، والكل يعرف المشكلة، والكل يجيد التحليل السياسي والتنظير، لكن: لا أحد لديه حل أو مسؤول عن انهياره، لا أحد يرتفع إلى مستوى الإعتراف بالخطأ، بلد لم يسجن به مختلس ولا ناهب أموال عامة ولا قاضٍ فاسد ولا تاجر جشع، بلد من أجمل البلاد، لكنها طبيعة البشر الذين لا يعرفون قيمة النعمة إلا بعد زوالها.
تنظير وتنظير مقابل أصابع إتهام هنا وهناك والكل مُقصر والكل مُدان.
أموال سرقت، وأموال هُربت وسوق سوداء غطت بوشاحها على كل الوطن فأتت الغربان تقضم روؤس الفقراء، لم يعد لأي لبناني أي فخر بلبنانيته.
فالعار بدأ يتآكلنا بعدما انحدرت رواتب الموظفين الى ما دون الصفر، مقابل ذاك التمساح الأخضر الذي يلتهم بين فكيه خبز كل موظف.

لا محاسبة!!!!

ـ طرقات غير معبدة ومشاريع منهوبة!!، ولا أحد مسؤول عن مناقصات وتعهدات رُصدت لها أموال طائلة ولم يستلم التعهد إلا أصحاب الوساطات والتبعية السياسية، والتقصير هو النتيجة.
ـ لقد عُرِف اللبناني بحبه للحياة والإهتمام بكل تفاصيلها وكمالياتها، أما اليوم في ظل هذا الغلاء الفاحش، وغير مبرر بلا حسيب أو رقيب، أصبحت ضروريات الحياة التي لا غنىً عنها هي عبء، أوصل بالبعض الى الإنتحار مع الأسف بعدما لم يعد بمقدورهم تحصيل قوت أولادهم .
لم نسمع بأي محاسبة ولا أي سجين إهمال ولا سجين هدر مال عام.
لم نسمع بسجين بتهمة التآمر على الوطن.
لم نسمع بسجين بتهمة الإهمال الذي وصل الى أعلى مستوياته.. فقط في لبنان الكل سارق مرجع وناهب وهناك ظهر يحميه ويظلل الحقيقة.
ـ لماذااااا في سنة ٢٠٢٠، بعد كل هذا التطور والإنفتاح يعيش أبناؤنا في ظروف حرب عاشها أهلنا وعشناها في طفولتنا، حروب داخلية أهلية وإقليمية لكننا لم نعاني ماعانيناه اليوم من فقرٍ وحرمان وغلاء وظلم وفساد.

إحتلال الفساد

اليوم لا إحتلال، إلا احتلال فساد حكّام واستهتارهم، ما الحل إذًا؟؟. الكل يطرح مشكلة ويجهرُ في إلقاء اللّوم على هذا وذاك.
ـ أين المحاسبة !!، أين المسؤولية!!!… أهم عناصر قوة الأمة في جودة تعليمها ونزاهة قضائها، وحسن إختيار قادتها ومحاربة الفساد على كلّ المستويات.

أين الثورة؟!!

ـ أين الثورة الحقيقية على الظلم والجوع، متى سيصحو هذا الشعب من نومه بعدما أصبح البلد من حوله كهفا مظلما، لو لم يُؤلّه فرعون لما تفرعن، إن الفراعنة والأباطرة تألهوا، لأنهم وجدوا جماهير تخدمهم بلا وعي.
والثائر الحق هو من يثور لهدم الفساد، ثم يهدأ لبناء الأمجاد، ليست دعوة للإستعراض الهوليودي في الشوارع، بل هي دعوة لنبدأ برفع الصوت في وجه الظلم، والمطالبة بالمحاسبة، على أمل أن نخرج من لجّة الأسى الذي غرقنا فيه، وعلى أمل أن يبقى بصيص هناك أمل في بلدٍ انطفأت فيه كل الأحلام.








شاهد أيضاً

السفير الأممي أبوسعيد لـ”كواليس”: فرضية الإرهاب وأبعاد استهداف بيروت

 أحمد موسى “11أيلول لبنان” دمّر نصف بيروت موقعاً آلاف الجرحى والقتلىعون “تخزين غير آمن” …